رئيس التحرير
عصام كامل

«اثنتا عشرة سنة من الاستعباد».. رحلة أسيرة هولندية في بلاد المغرب

فيتو

صدر مؤخرًا عن منشورات المتوسط بإيطاليا ودار السويدي بالإمارات العربية المتحدة كتاب «اثنتا عشرة سنة من الاستعباد.. رحلة أسِيرة هُولَندية في بِلاد المغرب، 1731-1743» لـ ماريا تير ميتلن، ترجمة وتقديم بوشعيب الساوري.


ومن النادر أن نجد عنصرًا نسويا بين الرحالين الغربيين إلى العالم العربي مشرقًا ومغربًا، وإذا ما استثنينا بضعة أسماء من الغربيات اللواتي توجهن إلى المشرق العربي، لاسيما البريطانيات ممن زرن الشرق في القرن التاسع عشر، فإن اللواتي ظهرن في المغرب كن غالبا من الأسيرات. ومن كتبن شهادات عن أسرهن هن ندرة نادرة. من بين هؤلاء صاحبة هذه المذكرات الهولندية ماريا تير ميتلن Maria Ter Meetelen، التي وقعت أسيرة على يد القراصنة المغاربة، وتركت لنا نصًا رحليًا هامًّا عن الحياة اليومية في مغرب أواسط القرن الثامن عشر، وما عرفته السنوات التي قضتها هناك من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية متقلبة وصادمة.

ويتميز«اثنتا عشرة سنة من الاستعباد» بلغة تمزج بين الرحلة والسيرة الذاتية، روت فيه الكاتبة قصة أسْرها، وما حفلت به من وقائع مؤلمة وأخرى طريفة..

وماريا تير ميتلن، هولندية ولدت سنة 1704. تمّ تعميدُها كاثوليكيا يوم 20 يونيو 1704 بأمستردام؛ وفي سنّ الثالثة عشرة شرعت في التجّول بأوروبا. خضعَت للتجنيد الإجباري، مُدّة من الزمن في كتيبة إسبانية، وتعرّضت للأسْر بمكناس في الفترة الممتدة من سنة 1731 إلى سنة 1743. آخر ما عرف عنها أنها كانت ما بين سنتي 1753 و1774 بميدنبليك. ولا يُعرف أي شيء آخر عنْها تقريبًا بما في ذلك تاريخ وفاتها.

كتبت ميتلن يومياتها هذه، بعد خمس سنوات من عودتها إلى بلدها، وتحديدًا سنة 1748. وبقي النص مخطوطًا إلى أن صدر باللغة الهولندية سنة 1933، وبعدها في الفرنسية سنة 1956، (وهي النسخة المعتمدة في هذه الترجمة) وبالإنكليزية سنة 2010.
الجريدة الرسمية