رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مجلس نقابة الإعلاميين : انتهى زمن «عشوائية إدارة الإعلام» والقانون سيسري على الجميع

فيتو


طارق سعدة: حمدي الكنيسي منعنا من الظهور على القنوات للحصول على «شو إعلامي»
محجوب سعدة: الإصلاحات الحالية تؤكد أن القادم أفضل للإعلام المصري

نقابة الإعلاميين حلم عمره 57 سنة
سهام صالح: هناك عشوائية في بعض القنوات الخاصة واستغلال لبعض الإعلاميين
لن نمنح العضوية لـ«الصحفي مقدم البرامج»


القرار الجمهوري رقم 93 لسنة 2016.. لا يجب التعامل معه كونه البداية الحقيقية لنقابة الإعلاميين، فهناك سنوات كثيرة سبقت تاريخ صدور القرار، سنوات كانت الأمور تسير على قدم وساق، من أجل بلوغ «خط البداية» والحصول على «شرعية الوجود».. وقد كان. 

الرئيس عبد الفتاح السيسي من جانبه أصدر القرار، ومجلس النواب مارس دوره التشريعي وصدق على القانون، ليصبح للإعلاميين نقابة تحميهم.. تدافع عن حقوقهم، وتحاسب من يخطئ في حق مهنته بالقانون وليس «الهوى».

معارك عدة خاضها مجلس النقابة الحالي.. بعضها كان من جهات بعينها حاولت بكل ما تمتلك من قوة وصلاحية عرقلة ظهورها إلى النور، والبعض الآخر يمكن وصفه بـ«معارك الأصدقاء»، وفي إطار كشف تفاصيل المعارك تلك، والحديث عن السنوات التي سبقت ظهور نقابة الإعلاميين بشكل قانوني ورسمي، والإستراتيجية المستقبلية التي تم وضعها لتنفذها النقابة خلال السنوات المقبلة، استضافت «فيتو» كلا من محجوب سعدة، سكرتير عام نقابة الإعلاميين، طارق سعدة وكيل النقابة، والإعلامية سهام صالح، عضو المجلس، هم أحد المؤسسين لنقابة الإعلاميين، الذين تحدثوا عن الطرق التي انتهجوها لرؤية النقابة النور، والجهات التي حاولت بجميع السبل لعرقلة إنشائها، كما تطرق الحوار إلى تفاصيل وأبعاد الخلاف الذي نشب بينهم وبين النقيب العام بسبب.. وكان الحوار التالي:


بداية.. لنتحدث عن نقابة الإعلاميين والإستراتيجية التي ستتبعها خلال الفترة المقبلة، مع إلقاء الضوء على الخدمات التي ستقدمها لأعضائها؟
سهام صالح: أريد أولا الإشارة إلى أن ما حدث في المؤتمر الأخير للنقابة والذي تم فيه تسليم أول دفعة من الكارنيهات لأعضاء النقابة، لحظة تاريخية في تاريخ الإعلام المصري سواء الرسمي أو الخاص.
محجوب سعدة: بالفعل.. ما حدث يمكن القول إنه ترجمة لكل الحراك الذي حدث على مدار العام والنصف المنقضي، لأنه من السهل الوصول للمنتج، لكن التجهيز له أصعب ما في الأمر، فإن تنفيذ الحلم الذي طال انتظاره منذ 57 عاما، يعتبر معجزة للانتهاء منها في فترة وجيزة لا تتعدى الستة أشهر، بفعل المجهود الكبير الذي بذل لها، مع أنه هناك العديد من الجهات لم يكن يهمها أن تكون نقابة الإعلاميين موجودة من الأساس، وكانت تسعى لذلك بكل السبل لعرقلة إنشاء هذا الكيان، فمنذ إنشائها بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهى تقدم الكثير لأعضائها، وأبرز ما نتج عن الجهود الكبيرة التي يقوم عليها مجلس النقابة، والتي تعتبر إنجازا كبيرا وفي فترة زمنية قصيرة، عمل الكارنيهات الجديدة الخاصة بالأعضاء.
كما أن النقابة وجدت لتمارس دور الحكم ما بين الإعلامي والمؤسسة التي يعمل بها، وتعمل على فض الاشتباك القائم فيما بينهما، لا سيما وأنه هناك حالة من الترهل في التناول مع عدم وجود مهنية إعلامية.

بالحديث عن السنوات التي سبقت خروج النقابة إلى النور.. ما أبرز المشكلات التي واجهت الحلم قبل أن يتحول إلى واقع؟
طارق سعدة: يمكننا القول إن المشكلات التي تواجه النقابة تنقسم إلى أربع مراحل، الأولى هي مرحلة كفاح طويل لجميع الأجيال السابقة؛ للسعى لإنشاء نقابة للإعلاميين أسوة بالصحفيين، أما الثانية وبعد 10 سنوات من التجميع والتجهيز تم الانتهاء من مشروع متكامل بعد صراعات عديدة وحرب شرسة مع المحافظين على المهنة وغيرهم؛ للحفاظ على الكيان الذي ينتسبون له، وتم إقراره في عهد الرئيس السيسي.
وبالنسبة للمرحلة الثالثة بعد إقرار رئيس الجمهورية لإنشاء النقابة وإقرارها من مجلس النواب، كانت هناك العديد من المشكلات التي واجهتنا منها كيفية وجود المقر على أرض الواقع، بجانب كيفية توزيع الأدوار على الـ11 عضوا الذين تضمنهم القانون، وتم تكليفهم من الرئيس بعمل لجنة تأسيس لنقابة الإعلاميين، وبعد الانتهاء من ذلك واجهنا مشكلة كبيرة في شروط القيد بالنقابة، لكن تم الوقوف لها بكل حزم لضبط المشهد وعدم وضع الشروط على أهواء الغير، وظل هذا النضال حتى ظهور أول عضوية رسمية لنقابة الإعلاميين.

الفترة الماضية شهدت صدامات عدة بين النقابة و«الأعلى للإعلام» وتحديدًا حول القرارات.. صراحة كيف ترون القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى بمخالفة قوانين النقابة؟
محجوب سعدة: الحراك الذي يحدث على الساحة المصرية في الإعلام تحديدا، واهتمام الدولة بالإعلام التابع لها يعتبر شيئا غير مسبوق، ويتمثل في الخمس كيانات الموجودة حاليا، المتمثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الهيئة الوطنية للصحافة، الهيئة الوطنية للإعلام، ونقابة الصحفيين، وأخيرا الوليد الجديد نقابة الإعلاميين، وهذا الحراك يؤكد أن الدولة المصرية لديها إرادة قوية، ومن المفترض عمل بروتوكول تعاون واجتماع ما بين الخمس كيانات لعمل سياسات متفق عليها بين الجميع، حتى لا تكون هناك أية أمور شائكة تتعارض مع مؤسسة وتتفق مع أخرى.

ولا بد أن تكون هناك لجان ما بين المؤسسات الخمس تتابع وترصد بشكل مشترك العمل الإعلامي في مصر، ففي حالة حدوث تجاوزات من بعض الإعلاميين، تخاطب النقابة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ليكون هناك تعاون ما بين المؤسستين.

طارق سعدة: هناك تداخل كبير في الاختصاصات ما بين المؤسسات، كما أن هناك من يتعامل مع القانون لأول مرة، ومع التشكيل ووجود إدارات جديدة للمؤسسات والهيئات الإعلامية سيكون هناك تفاهم وفهم أكثر، وتحديدا بعد إقرار قانون تنظيم الإعلام الجديد، ففي البدايات هناك الكثير من القيادات لن تستوعب الهيئات الإعلامية وفقا لتدشينها في الدستور لضمان نزاهة وحيادية هذه الهيئات دون وصاية أو فرضية أو ضغوط من أحد، لكن ظهرت مؤخرًا بعض الشخصيات تأخذ القانون و«تشخصنه»، وأن هناك صراعا كبيرا بين المؤسسات فإن نقابة الإعلاميين ترفضه، وكل إعلامي مهما كانت مكانته أو قوته سيخضع للمساءلة والتحقيق إذا أخطأ وفقا للقانون.

ما ردك على التسريح الجماعي للإعلاميين الذي يحدث في بعض المؤسسات الإعلامية؟
سهام صالح: أي شخص اليوم له الحق في الانضمام لنقابة الإعلاميين، كما أنه لا بد وأن يكون مؤمنا عليه من المؤسسة أو مبرم عقد بينه وبين القناة الإعلامية التي يعمل بها، تكون فيه النقابة طرف ثالث، وبالفعل شهدت الفترة الماضية عشوائية في بعض القنوات واستغلال لبعض الإعلاميين في المؤسسات الخاصة، والكثير من الإعلاميين يواجهون العديد من المشكلات، فالرقم التأميني هو السبيل الوحيد الذي يضمن استمراريتهم داخل القناة، والقانون الذي اعتمد مؤخرًا بمجلس النواب، ألزم جميع المؤسسات في أحد مواده بأن يكون جميع العاملين بها والحاصلين على عضوية النقابة 70% فما فوق، وهذا القانون سوف ينشر في الجريدة الرسمية خلال الأيام المقبلة.

هل النقابة سوف تخاطب القنوات الإعلامية بشأن تقنين أوضاع العاملين بها بخلاف الإعلاميين البارزين؟
محجوب سعدة: من جانبنا.. نحن نحاول في الوقت الحالي مخاطبة جميع المؤسسات الإعلامية داخل الدولة، بهذا الشأن، وتم بالفعل توقيع رؤساء العديد من القنوات على هذه الخطابات، ولا بد من حصول النقابة على جميع تفاصيل العمل للعاملين بها والمقيدين بالمؤسسات الإعلامية؛ لعدم وجود شخص في النقابة لا يمارس العمل الإعلامي المنصوص عليه في قانون النقابة، فنحن نريد إعلاما هادفا يخرج من متخصصين مدربين على أعلى مستوى؛ لأن ما يحدث في مصر الآن إعلام محبط من الممارسات غير القانونية التي يقوم بها بعض الإعلاميين، ففي حالة ممارسة أي إعلامي للمهنة الإعلامية دون أن يحصل على عضوية النقابة أو تصريح منها فإنه سيعرض نفسه لعقوبة جنائية، تصل للسجن.

كيف سيكون موقف النقابة تجاه بعض الإعلاميين الكبار الذين هم في الأساس صحفيين.. هل ستمنحهم النقابة تصاريح «مزاولة المهنة»؟
طارق سعدة: لا يوجد أي إعلامي يعمل في وسيلة إعلامية فوق القانون مهما كان الثقل الذي يتمتع به، طالما يعمل في مصر فلا بد وأن يمتثل للقوانين التي وضعت له، حتى لو قدمت الإعلامية المشهورة عالميا «أوبرا وينفري» برنامج إعلامي في مصر، فلا بد وأن تستخرج تصريح من النقابة لذلك، فمن لن يحترم القوانين فإن الدولة والنقابة سوف تكون له بالمرصاد.

كان هناك اقتراح من نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة في تصريح له على ضم نقابة الإعلاميين للصحفيين، ورفضت النقابة ذلك.. ما تعقيبك؟
محجوب سعدة: نقيب الصحفيين جانبه الصواب في تصريحه حول ضم نقابة الإعلاميين لنقابته، فنحن كإعلاميين طالبنا بضمنا لنقابة الصحفيين قبل أن يكون لنا نقابة ومكان، إلا أن رد الصحفيين جاء بالرفض، وفي هذا الوقت أُهدر دم الإعلاميين، فمنهم من ذهب لنقابة السينمائيين، والآخرين ذهبوا لاتحاد الكتاب وغيرهم، فالآن في الوقت الحالي وبعد إنشاء النقابة يطلبون منا دمج النقابتين، فنحن في وقتنا الحالي نقول أن هذا العصر هو عصر نقابة الإعلاميين، وإذا بحثنا عن الضم فمن الأجدر أن تنضم نقابة الصحفيين للإعلاميين.

ما تعليقكم على تصريحات رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات بشأن منع النقيب دخوله النقابة ووصفه بـ«غير الممارس للمهنة»؟
محجوب سعدة: الهيئة العامة للاستعلامات هي جناح مهم جدا ومكمل للإعلام داخل الدولة، لكن عمله مقتصر على خارج مصر فقط، والقانون يمنع دخوله النقابة لأنه غير ممارس للمهنة الإعلامية، ونفس الأمر ينطبق على أساتذة الإعلام؛ لأن طبيعة العمل بالهيئة يختلف تماما عن العمل الإعلامي الحالي، فانضمامهم للنقابة مخالف للدستور، لأنه لو كان مطابق لكان لهم ولباقي المسميات الأخرى الحق في الانضمام.

ماذا عن تكوين «عمومية الإعلاميين»؟
طارق سعدة: كل من يحصل على كارنيه نقابة الإعلاميين أصبح عضوا في النقابة، وفور اكتمال العدد بحد أدنى 1000 عضو، سيدعو مجلس النقابة إلى انتخابات، وذلك سوف يكون بمعرفة وتحت إشراف مستشارين في مجلس الدولة يشرفون عليه.

على مدى الفترات الماضية لم يكن يظهر على الساحة سوى النقيب حمدي الكنيسي.. ما السر وراء اختفاء بقية أعضاء مجلس النقابة؟
سهام صالح: نحن كمجلس نقابة وأعضاء في اللجنة التأسيسية منعنا من الظهور عبر وسائل الإعلام، وحتى من التحدث مع زملائنا الإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من جانب النقيب العام حمدي الكنيسي، وفي حالة المناقشة في جدول الأعمال للفعاليات، نكون متخوفين من حدوث أي خلافات معه، حتى مع طرح مثل هذه الأمور معه ولم نلاق سوى الرفض.
طارق سعدة: السبب في ذلك هو الصراع على "الشو إعلامي" الذي يريده «الكنيسي» ولأنه لا يثق سوى في نفسه ومعلوماته فقط، فلم تشغل تفكيرنا كل هذه الأمور، فنحن لا نهتم بالظهور عبر الوسائل الإعلامية، كل اهتمامنا ينصب حول العمل فقط والحفاظ على الكيان؛ لأننا نحذو من ثقة الدولة ولا بد أن نكون على قدر هذه الثقة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية