رئيس التحرير
عصام كامل

شركة ليماك.. «جريمة مساهمة تركية أمريكية» في حق القدس

شعار شركة ليماك
شعار شركة ليماك
18 حجم الخط

أثارت التسريبات حول شركة ليماك التركية ضجة كبيرة حولها، والمتعلقة بالتورط في مشروع بناء السفارة الأمريكية في القدس، وهو ما أثار انتقادات حولها بشأن علاقتها بإسرائيل ودور الحكومة التركية في دعم الكيان الصهيوني.


نفى الفضيحة

ورغم نفي الشركة لتلك الاتهامات بقولها، إن شركة مساهمة معها هي التي تعمل بمشروع السفارة وأنها رفضت هي الدخول في تنفيذ المشروع، إلا أن ما طرحته في النفي يثبت عكس ذلك، حيث أوضح مدير شركة "ديسبلد" براكاش هوسادوردا، أن شركته أسست مع "ليماك" شركة مساهمة قبل نحو خمس سنوات لتنفيذ مشاريع بناء في العاصمة العراقية بغداد، وحصلت "ديسبلد ليماك" قبل سنتين على عقد مدته 5 سنوات من الحكومة الأمريكية لتنفيذ مشاريع إنشائية"، مؤكدا أن "ليماك" رفضت المشاركة في عقد السفارة في القدس، وأن "ديسبلد" تعمل على تنفيذ مشروع السفارة دون مساعدة "ليماك".

فالشريك الرئيس لليماك هو من المتكفل ببناء السفارة، وكشفت الولايات المتحدة أن الشركة حصلت على عقد بقيمة 21.02 مليار دولار لبناء السفارة بالقدس، والتي قدمت تصميما له قبل أن يقع الاختيار عليها، وهو ما يثبت أنها مشاركة في العملية من البداية، وتم استثناء مبلغ 335.000 دولار أمريكي للحصول على المعدات والقوى العاملة لبناء مرافق سفارات مؤقتة كتوسيع من القنصلية الحالية، وفقًا لموقع المونيتور.

وبحسب الوثائق المودعة في قاعدة البيانات الرسمية للإنفاق الفيدرالي تظهر أن شركة Desbuild Limak ومقرها بالتيمور حصلت على العقد لبناء "ترقيات أمنية إضافية ومركبة" في السفارة.

وأكدت أن الرئيس الأمريكي كان يعتقد أن تكلفة إنشاء السفارة لن تتخطى من 200 إلى 300 ألف دولار أمريكي في السابق، ولكن يبدو أن خطته تغيرت، لأنه سيضطر إلى دفع من 10 ملايين دولار إلى نحو 20، بعدما دخلت الشركات العالمية والقومية في المنافسة، ومن بين تلك الشركات "ليماك" القابضة.

مشاريعها

وشركة ليماك هي شركة تركية أمريكية الأصل لها مشاريع في كل القارات، تمتد لأفريقيا وأمريكا وآسيا، وهي جزء من شبكة ضخمة تضم شركات تعمل بمجال السياحة والمنتجات الغذائية، والطاقة والتعليم والرياضة والبييئة، وفازت في وقت سابق بإعادة تجديد وصيانة مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي، وبناء جسر بكردستان العراق، ومطر بالسنغال، في 2006، وتملك مصنعي أسمنت غازي عنتاب، ومصنع أسمنت Ergani.

كما تولت بناء مطار إسطنبول وقبلها شاركت في بناء مطار صبيحة كوكجن الدولي بإسطنبول ومطار بريشتينا الدولي بكوسوفو عام 2007، وكذلك بناء عدد من الكباري ومحطات مترو الأنفاق وأنجزت محطة قطار أنقرة، وهي أول مشروع محطة قطار فائق السرعة في تركيا والذي بدأ تشغيله في عام 2016.

كما عملت في عدد كبير من المشاريع بالشرق الأوسط، أبرزها في مصر، مشروع إنشاء مبنى رقم 2 بمطار القاهرة.
يذكر أنه في أوائل 2014 زار أوزدمير مصر قادما على طائرة خاصة من أنطاليا، والتقى خلال هذه الزيارة عددا من مسؤولي وزارة الطيران لمتابعة إنشاء مبنى رقم 2 بالمطار، وقالت وقتها مصادر مسئولة بوزارة الطيران، إنه رغم تدهور العلاقات "المصرية - التركية" بعد موقف رئيس الوزراء التركى من رحيل الإخوان، فإن مصر وافقت على استمرار الشركة التركية في تنفيذ إنشاء المبنى، تنفيذا للتعاقد الذي تم بين وزارة الطيران والشركة التركية في 2011، حيث يتكلّف المبنى 2.3 مليار جنيه بقرض من البنك الدولى، لتصل طاقة المبنى إلى 75 مليون راكب سنويا.

التأسيس

تأسست شركة ليماك عام 1976، وهي متخصصة في أعمال البنية التحتية والإنشاءات، ومع بداية نشأتها حققت الشركة أرباحا ضخمة بلغت 6.5 مليار دولار، عبر عدد من المشاريع التي دخلتها، والخاصة ببناء مطارات و موانئ وسدود وطرق ومحطات للطاقة والفنادق والمنتجعات، وصنفت الشركة بأنها واحدة من كبرى شركات الإنشاءات على مستوى العالم.

وأسس الشركة الضخمة إثنان من رجال الأعمال الأتراك هما سيزاي باكاكزيس الذي اهتم بصناعة الأسمنت والطاقة ونهاد اوزدمير، وركز على السياحة والمطارات.

وفي ديسمبر 2013، كان نهاد أوزدمير واحدا من 41 مشتبها به في قضية فساد كبرى، شارك فيها مسئولون من الحكومة، بشأن العقارات الحكومية التي بنتها الشركة.

وفي 2011، أدرجت مجلة فروبس رجلي الأعمال كأحد أشهر الأثرياء على مستوى العالم، وأوزدمير لديه علاقات قوية بالرئيس رجب طيب أردوغان، ظهر معه في مناسبات عدة، وهو واحد من أغنى أصحاب رءوس الأموال في تركيا والعالم وتبلغ ثروته نحو مليار و600 مليون دولار.

ليس فقط ذلك، بل إن الشركة عرفت بعلاقات قوية مع الحكومة التركية، لقرب رئيس ليماك من الحكومة التركية، تم تعيين محمد جاهد طوران، وزيرًا للنقل والبنية التحتية في الحكومة الرئاسية التي أعلنها الرئيس التركي، وهو يعمل في الوقت نفسه مديرًا تنفيذيا لائتلاف شركات إنشاء طريق شمال مرمرة السريع والطرق المؤدية إلى المطار الثالث التي تتولى إنشاءه شركة جنكيز للإنشاءات والمقاولات المملوكة لمحمد جنكيز، وشركة ليماك للإنشاءات والمقاولات المملوكة لنهاد أوزدمير.

وفازت شركة ليماك مؤخرًا بمناقصة تنفيذ جسر (جناق قلعة) الدردنيل والطريق المؤدية إليه، ويتولى كل من أوزدمير وجنكيز عمليات تنفيذ أعمال طرق وإسكان ومطارات عملاقة بمليارات الدولارات في كل من الكويت وقطر بدعم وتوصية من أردوغان، وهما من أكثر المقاولين قربًا وحظوة لدى أردوغان.

الجريدة الرسمية