رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمراض كشفتها زيجة «معز» و«شيرى» !


زواج الإعلامي "معز مسعود" من الممثلة "شيرى عادل"، أثبت أشياء هامة للغاية جديرة بالتأمل والدراسة مجتمعيا ونفسيا وربما اقتصاديا أيضا، منها أن غالبية المصريين، حتى أدعياء العلمانية منهم، لا يحترمون الفن عامة والمممثلات بشكل خاص، وإلا ما قامت ثورة ممن يصفون أنفسهم بالعلمانيين قبل الإسلاميين، لزواج شخص عاقل راشد من فتاة ليست بالقاصر أو المختطفة، تبلغ من العمر ثلاثين عاما لكونها ممثلة وفقط، وكأن التمثيل عندهم صار جريمة.


تلتمس العذر في ذلك عند التيار المحافظ المصرى وهو في طريقه للانقراض، ولكن كيف تجد السادة أدعياء العلمانية وتبرر موقفهم الشاذ من تلك الزيجة الطبيعية، فالفتى "معز" لا أراه شيخا أو رجل دين أو داعية، فقط شاب لبق ومتعلم يجيد الحديث في موضوعات يجملها بصبغة أخلاقية طفيفة ولطيفة وكيوت يعنى!

وسرعان ما أجهد الجميع أنفسهم في البحث في محرك جوجل وأخرجوا صورا للزوجة (العروسة) بملابس يعتبرونها غير لائقة وغير أخلاقية ومع ذلك نشرها الجميع دون أي وزاع أخلاقى أو دينى أو حتى إنسانى.. الجميع فعلوا ذلك بتفلت غير مقبول: أدعياء الدين وأدعياء العلمانية على السواء!

قد يكون ذلك راجعا إلى البعد الاقتصادى والذي جعل الجميع يحقد على شاب تسلق سلم الملايين ببيع بعض الكلمات المنمقة البسيطة، والتي جعلته يتمكن من الزواج من ثلاث فتيات جميلات في زمن قياسى ويطلق اثنين منهن بدون أية متاعب مادية يمكن أن تدخل غيره غياهب السجون، بينما غالبية الشباب فاقد الأمل في خرم إبرة يسكن به، خاصة بعد كارثة تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الفقراء والتي جعلت مجرد البقاء على قيد الحياة منعزلا وحيدا أعزبا دربا من دروب البطولة والحظ أيضا.

وقد يكون لهم الحق في ذلك الحقد ولكن مردوده كان عنيفا.. ولك أن تتخيل مردود شىء آخر أكثر جدية من زواج فتاة جميلة بشاب وسيم مقتدر ماديا !

ثانيا، كشفت تلك الزيجة أن الخطأ ليس في "معز" ومن على شاكلته، "مصطفى حسنى" و"عمرو خالد" وغيرهم، ولكن الخطأ فيمن اعتبر هؤلاء دعاة.. دعاة لمن؟ وما الذي يبشرون به !؟ هل رأيت أحدهم في يوم يتحدث عن الحريات والحق في الحياة والمساواة بين البشر والعدالة في الأجور مثلا وهو صميم الدين وجوهره الراقى!.. لو كانوا كذلك لأسميناهم دعاة ولكن هم مقدمو برامج ظريفة بها مسحة خفيفة أخلاقية وحسب!

ثالثا، وهذا هو الأهم، البعض من كارهى الأخلاق ومحبى التفلت والفجور استغل تلك الفرصة ليدعو البنات والمراهقات في مصر صراحة، لخلع غطاء الرأس المتبقى من شىء كان اسمه حجاب عرفته مصر منذ زمن بعيد، فالعبض منهم أصبح ينصح الفتيات بخلع غطاء الرأس حتى تبرز مفاتنها وتلقى بشباكها حول شاب ليخطبها..

تناسى هؤلاء المرضى دعوتهم لكرامة المرأة وحقها في الحياة ومساواتها بالرجل واستبدلوا ذلك بالدعوة لتسليع وتشيىء نفسها كسلعة تباع وتشترى! ورددوا نفس المثل المشوه الممل حول قطعة الشيكولاته المغلفة والتي كان يرمز بها تجار الدعوة للفتاة المحجبة، وقطعة الشيكولاتة المكشوفة والتي ترمز للفتاة السافرة. 

وإحقاقا للحق، لم يعد في العالم العربى، ومصر طبعا في القلب منه دوما، شىء اسمه حجاب ولا فرق بين المحجبة وغير المحجبة، فالزى صار موحدا تقريبا، بنطلون ملتصق على الجسم يكشف ويفسر الملامح أكثر من لباس البحر وفوقه قميص أو بلوزة ضيقه.. الجميع تقريبا يسير على هذا النمط إلا من رحم ربى، ويضيف البعض ممن يسمونهم بالمحجبات إيشارب أو سكارف أو غطاء للرأس، وبلغة الطبقات الأفقر.. ودمتم.. ولكن حتى هذا الغطاء صار أزمة نفسية عند البعض !
fotuheng@gmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية