رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ندى» الأولى علمي رياضة.. «الرسم» شكل مستقبل فتاة تحلم بـ«فن العمارة»

فيتو

كانت الساعة الرابعة عصرًا عندما دق هاتف «الخالة»، المقيمة بمحافظة سوهاج، كانت ندى ابنة شقيقتها الطالبة بالثانوية العامة شعبة علمي رياضة - التي حصلت الأولى مكرر على الجمهورية - إلى جوارها، بعدما قررت أن تعطي نفسها فترة استجمام وراحة في صعيد مصر، بعد عام كامل من التعب والإجهاد بين صفحات الكتب والملخصات الدراسية، وقاعات الدرس.



لم تكترث «ندى» برنات هاتف خالتها، فهي لم تكن تعلم أنها مكالمة غير عادية سترسم مستقبلها وتحقق أمانيها التي خططت لها منذ سنوات، ولاسيما أنه جرت العادة أن تتبادل والدتها وخالتها مكالمات يومية، لحظات وضغطت خالتها على زر الهاتف الأخضر، إذ بوالدة ندى تخبرها أن وزير التربية والتعليم، أخبرها منذ قليل أن «ندى عبده بدوي» الأولى على الجمهورية شعبة علمي رياضة، حالة ارتباك هرج وصياح سادت الأجواء فور معرفة الخبر تقول ندى:« مكنتش مصدقة وخالتو بدأت تسأل ماما أكثر من مرة الأولى على الجمهورية بجد، وبعدها مكناش مستوعبين طول النهار أنه حقيقة، وزعلت أوي إني ضاعت عليا فرصة مكالمة الوزير».


«ندى» ابنة الطبقة المتوسطة لم تكن تنتمي لإحدى مدارس اللغات الحديثة، وإنما التحقت في مراحل تعليمها الأساسي بمدارس حكومية، حيث المستوى المتدني للتعليم، إلا أن ندى منذ سن صغيرة حددت الهدف وقاومت الإمكانيات الضئيلة وطوعتها قدر المستطاع، فكانت الأولى على مدرسة النعام الإعدادية بنات طيلة الست سنوات، وواصلت النجاحات مرحلة الثانوية فكان ترتيبها الأول على المدرسة طوال المرحلة الثانوية تقول ندى:" كنت أعرف ماذا أريد أن أصل إليه جيدًا منذ صغري، ذقت طعم التفوق وقررت ألا أتنازل عنه طيلة حياتي».

ما بين سبع إلى تسع ساعات كانت الفترة التي خصصتها ندى للتحصيل والمذاكرة، وصلت في آخر شهر إلى ١٢ ساعة يوميًا وربما يزيد، تقول ندى :" كنت بذاكر يوميًا في المتوسط ٩ ساعات في الأيام اللي مافيهاش مراكز، أنا مكنتش بأخد دروس خصوصية كنت بعتمد على مذاكرتي والمراكز فقط، مكنتش بعرف أذاكر مع حد، وكنت مقسمة وقتي بشكل منظم يساعدني على التحصيل أكتر، فكنت عارفة إني هطلع من المتفوقين لكن كنت قلقانة من التصحيح جدا يقل من ترتيبي، والحمدلله ربنا ما ضيعش تعبي».

هندسة عمارة، الحلم الذي راود ندى طيلة دراستها الثانوية، وهو الأمر الذي دفعها لاختيار الشعبة الرياضية، أحبت الرسم وعشقت الرياضيات، وكان أحد أقاربها من أعضاء هيئة التدريس في كلية الهندسة المحفزين لها نحو تحقيق الحلم، أكدت ندى أنها دائمًا ما كانت تنجذب نحو تصميم البنايات والفنادق، وزاد شغفها بها عند الثانوية، وبالتالي قررت أن تلتحق بكلية الهندسة، وتجتاز اختبارات القدرات للالتحاق بكليات الفنون التطبيقية والفنون الجميلة أيضًا، بل ستستكمل دراستها إلى أن تصل إلى أعلى الدرجات العلمية».

بنبرة فرح وسعادة، قالت السيدة آيات عمر، والدة ندى: إنها كانت متأكدة بنسبة ٧٥٪ أن ابنتها من المتفوقين، ولكن على مستوى المحافظة وليسالجمهورية، تسرد الأم تفاصيل مكالمة الوزير تقول:" دق الهاتف عند الساعة الرابعة إلا ربع عصرًا، أخبرني الهاتف أنه مسئول من وزارة التربية والتعليم وأن الوزير سيخبرها بخبر سار، كانت لحظة توقف عندها الزمن، مبروك ندى الأولى على الجمهورية، جملة لم استوعب بعدها ما قاله الوزير، كنت فقط أكرر الأولى على الإدارة ولا المحافظة، ويؤكد الأولى على الجمهورية مبروك».

«تمنيت أن تتلقى ندى مكالمة الوزير، ولكن السفر فوت عليها اللحظة».. هكذا تقول الأم التي أكدت أنه منذ سن صغيرة تنبأ الجميع لندى بمستقبل مختلف ومميز، تقول:« كانت طفلة شديدة الذكاء، مما دفعني أن أجري لها اختبار ذكاء وحينها أخبرني الطبيب المختص، أن ابنتي تختلف عن أقرانها، ويجب أن نوليها اهتماما ورعاية حتى ننمي قدراتها، وبالفعل تركت عملي كمعلمة لمادة اللغة الإنجليزية، وتفرغت لتربيتها هي وتوأمها الذي التحق بالثانوية الفندقية».

لم تكن ندى ابنة متقاعسة عن واجباتها أو كسولة، بل إنها منظمة وواعية وتدرك ماذا تريد، لم يحدث يوم أن احتاجت توجيها أو مساعدة أثناء المذاكرة، ولم أتذكر أن أحدًا منا سواء أنا أو والداها نهرها أو لفت انتباها لتقصير ما في دراستها، فندى تفوقت منذ الابتدائية رغم أنها كانت في مدرسة السيدة خديجة الحكومية، إلا أنها تميزت وتفوقت على الجميع، وكانت بداية لمشوار نتمنى أن تستكمله على هذا النحو وتظل كما عودتنا دائمًا مصدر فخر وسعادة لأسرتنا والعائلة».
Advertisements
الجريدة الرسمية