رئيس التحرير
عصام كامل

«حكاية فتى المنوفية مع كتاب الله».. تعلق قلبه بالآيات منذ طفولته.. عاش حالة عشق لإذاعة القرآن الكريم.. أتم الحفظ بسن التاسعة.. تحدى إعاقة البصر بنور البصيرة.. والسيسي يكرمه في ليلة القدر

فيتو

تستشعر من صوته إصرارا عجيبا ومنحة ربانية وهبها الله لطفل ما زال في الثانية عشر من عمره، يقرأ القرآن فتقشعر الأبدان وتخفت القلوب من جمال الصوت وروعة الإحساس، ذلك الطفل الذي حول المعاناة إلى فرحة والألم إلى سعادة كعادة الأسرة البسيطة التي تنجب أشخاصا أقوياء يتحدون جميع الظروف ويتغلبون على العقبات.


نور البصيرة
إنه الطالب عبد الرحمن مهدي خليل، ابن قرية طبلوها بمركز تلا في محافظة المنوفية، والذي كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في ليلة القدر، حيث خاض رحلة معاناة طويلة مع أسرته في المستشفيات لعلاجه من اعاقة ولد بها في إحدى قدميه، واكتشفت الأسرة حرمانه نعمة البصر، إلا أن الله أبدله نعمة أكبر وهي حلاوة الصوت وجمال الروح فحفظ كتاب الله في 3 سنوات ليحول المعاناة إلى فرح مستمر بالحصول على المركز الأول في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن الكريم وكذا المركز الأول في المسابقة العالمية لوزارة الأوقاف.

حب كتاب الله
في البداية تحدث والد عبد الرحمن عن بداية تعلق نجله بالقرآن قائلا: "عبد الرحمن كان في طفولته الأولى يبكي حينما نسمعه إذاعة القرآن الكريم فيسكت، ومع مرور الوقت وبلوغه سن 3 أعوام زاد تعلقه بكتاب ربه؛ وأصبح جزءا من حياته، فإذاعة القرآن الكريم أصبحت صديقة له؛ وتعلق جدا بها؛ ويبكي في كل مرة يتلف فيها جهاز الراديو حتى اشتري راديو جديدا أو أقوم بتصليحه، وفي إحدى المرات سمعت عبد الرحمن يردد ما سمعه من القرآن مندمجا معه ويردد التواشيح التي يحبها فعلمت وقتها أن قلبه تعلق بالقرآن الكريم".

رحلة عطاء
وعن تفاصيل رحلة نجله مع القرآن ومدى اهتمامه به قال: "تفرغت له بشكل كامل وتركت عملي الإضافي الثاني من أجله، وربنا كرمنا بشيخ من نفس القرية اسمه محمدي العطيوي، الذي تبناه وحفظة القرآن، فكان يسجل له تلاوته للقرآن على الهاتف ثم يعطيها لعبد الرحمن ليحفظها آية آية حتى ينتهي من حفظ صفحة يوميا من كتاب الله، وأتمنى أن أراه عالما ممن يعملون بالقرآن الكريم، وطلبت من الشيخ تحفيظه القرآن بالتجويد فقال: سنه صغيرة فقلت: هو صغير سنا ولكن كبير عقلا، وبدأ معه من قصار السور حتى واصل الحفظ".

جلسات العلاج
وعن العقبات التي واجهها مع نجله الصغير قال: "كنا نسافر شهريا إلى بنها لعمل جلسات علاج لأنه ولد وبه إعاقة في إحدى قدميه، وبعد مدة لم يعجبني حديث الطبيب الذي أراد بتر قدم ابني وتركيب جبيرة ليستطيع الحركة والمشي من جديد.. وذهبنا إلى طبيب آخر في شبين الكوم وقال لنا: إن ذلك عيب خلقي ويحتاج فقط إلى الوقت ليستطيع المشي والحركة وبفضل الله تحسن واستطاع الآن أن يمشي عليها أكثر من السابق".

التواشيح
وفيما يتعلق بالمواهب الأخرى التي يتمتع بها عبد الرحمن بجانب حفظه للقرآن قال الأب: "عبد الرحمن بينشد ويلقي تواشيح دينية وابتهالات وقصائد لمسجد الروضة الشريف والقدس".

من جانبه تحدث عبد الرحمن عن بداياته مع حفظ كتاب الله قائلا: "بدأت الحفظ في السادسة من عمري على يد الشيخ المحمدي العطيوي وختمت القرآن في سن التاسعة، وكان التجويد على يد الشيخ طاهر درة في قرية زرقان بمركز تلا، وكنت دائما أسمع القرآن من إذاعة القرآن الكريم وأحفظه وأحافظ عليه وكانت والدتي ووالدي يشجعاني على القراءة والحفظ وكان زملائي يقدمونني دائما لقراءة القرآن والأناشيد في الإذاعة المدرسية".

المركز الأول

وأضاف: "الحمد لله دخلت مسابقات كثيرة وطلعت الأول جمهورية للأزهر الشريف، وقال لي الشيخ بعد نجاحي ألف مبروك وإن شاء الله تكون الأول على مستوى الدول، والحمد لله فزت بالمركز الأول في مسابقة الأوقاف العالمية لحفظ القرآن الكريم".

وعن القراء الذين يحب الاستماع لهم قال: "أحب الشيوخ محمد رفعت ومحمد صديق المنشاوي ومحمود خليل الحصري، وعبد الباسط عبد الصمد الذي أتمنى أن أكون مثله، وأن أكون مقرئا وأستاذ في جامعة الأزهر الشريف بإذن الله".

مسابقات رمضان
وأردف: "كنت استمع إلى مسابقات مع كتاب الله في رمضان على الإذاعة، وأسمع برنامج اللهم إني صائم يوميا، وحديث فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وحلم حياتي أن أكون عالما من العلماء العاملين بعلمهم وأن أكون مثل فضيلة الشيخ القارئ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه".
الجريدة الرسمية