رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القارئة سحر تركي: الرجل لن يتقبل فكرة سماع القرآن بصوت المرأة لأسباب اجتماعية لا دينية

فيتو

  • صوت المرأة يكون عورة عندما تخضع بالقول لكن ترتيلها للقرآن ليس فيه شيء
  • الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله رشحنى لتمثيل المرأة داخل الإذاعة
  • أطالب بوجود برامج نسائية لتعليم القرآن في الإذاعة والتليفزيون
  • الشيخ الطبلاوى طلب منى القراءة على يديه لكى يعطينى الإجازة ودخلت النقابة في نفس اليوم
  • رأيت بعض الرجال ممتعضين من فكرة دخول المرأة نقابة القراء وعلى وجوههم علامات التعجب
  • التقيت قامات كبيرة مثل “الطبلاوي” و”شعيشع” وعمالقة التلاوة في مصر
  • من الصعب أن تدخل المرأة عالم الإذاعة لتسجل القرآن الكريم كاملا وسط عمالقة التلاوة المصرية
  • دخلت كلية التجارة.. وفتحت مكتبًا لتحفيظ القرآن

الحاجة سحر تركي، من مركز أشمون بمحافظة المنوفية، حفظت القرآن منذ النشأة الأولى في كتاب القرية، على يد الشيخ عبد الغنى الشامى الذي رأى فيها سرعة البديهة والحفظ ومخارج الحروف السليمة فكانت تذهب صباحا لتصحح اللوح على يد الشيخ وبعد العصر تذهب لتسميع ما حفظت حتى انتهت من حفظه في الصف الثانى الابتدائي.
لنشأة العائلة القرآنية التي تربت فيها سحر تركي، دور كبير في حفظها القرآن فجدها لأبيها وجدتها يحفظان القرآن، وعمها الكبير التسعيني، يحفظ القرآن عن ظهر قلب حتى الآن، وجدتها كانت تحفظ هي الأخرى القرآن وتعلمه لها على الرغم من أنها أمية وكانت لا تقرأ ولا تكتب إلا القرآن، وتقول: جدتى كان لها دور كبير في تنشئة الأسرة التي تربى جميع أفرادها على حفظ كتاب الله، ولذلك كنت متعلقة بها كثيرا أكثر من والدتي.
سرعة البديهة والحفظ ومخارج الحروف السليمة يسرت لها حفظ كتاب الله في مرحلة متقدمة وجعلت شيخها يهتم بها ويثنى عليها حتى رشحها في مسابقات عدة بسبب تفوقها بين أقرانها.

تروى الحاجة سحر لـ”فيتو” قصة حفظها للقرآن الكريم.. وكيف دخلت نقابة القراء؟ ورأيها في دخول المرأة عالم الإذاعة.
فتقول: الأسرة المصرية في الماضى كان لديها حرص على تحفيظ الأبناء لكتاب الله وكنا نحفظ على يد الشيخ عبد الغنى الشامي، في قرية كفر الطريما التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، واستمررت مع الشيخ للحفظ بالكتاب خاصة أنه كان يهتم بالمتميزين أصحاب المخارج السليمة ومن لديهم سرعة البديهة في الحفظ، وكان الكتاب وعصا الشيخ لهما له هيبة كبيرة ولكنى كنت عاملة حسابى لكى لا أتعرض للضرب أبدا والحمد لله شيخى كان يثنى على بسبب حفظى وصحة نطقى.

واستمرت سحر في تعلقها بكتاب الله على الرغم من دخولها كلية التجارة وفتحت كتابًا هي الأخرى لتعليم الأجيال الصغيرة حفظ القرآن الكريم، وتقول: جمعت بنات القرية الصغار وأدخلت الأصدقاء إلى الكتاب، وأصبح عندى حب شديد لتلك المهنة وحينما تخرجت في الجامعة لم أستطع العمل في أي شيء آخر.. فكانت مسألة أنى معلمة للقرآن تلازمنى 24 ساعة لا أستطيع التخلص منها بعدما نشأت عليها وأحرص على ختم القرآن الكريم أسبوعيا.

انتقلت الحاجة سحر من المنوفية إلى القاهرة، وبدأت في إنشاء مدرسة الشيخ “الحصري” لتحفيظ القرآن الكريم وهى تقول: مدرستى المفضلة التي تربيت ونشأت عليها وهى طريقة “المصحف المعلم” وبحثت بعد الانتهاء من مرحلة الجامعة عن القامات القرآنية الموجودة المشهود لها بالإخلاص والنزاهة وقول الحق وتعليم القرآن، وكان على رأسها الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف الذي قرأت على يديه، وحصلت على قراءة حفص عن عاصم وأجازنى إجازة مسجلة ومصورة وجمعت عليه القراءات السبع الصغرى.. وقرأت على يد الشيوخ عبد الباسط هاشم، وعبد الفتاح مدكور، وعملاق القراء الشيخ محمد محمود الطبلاوي.

حينما سمعت “سحر” بوجود نقابة للقراء وتضم القارئات اتخذت قرارها ولم تتردد فيه للانضمام إليها، وتروى تفاصيل ذلك اليوم، وهى تقول: “ذهبت إليها وكنت أعلم أنهم هيمشونى ودخلت على الحاضرين في الاجتماع وأول ما رأوا سيدة على الباب بدت على وجوههم علامات استفهام وتعجب كثيرة.. وكان في الاجتماع الشيخ أبو العينين شعيشع -رحمه الله- فقلت للحاضرين: «عاوزة أكون عضوة معاكم في النقابة فسألنى “الطبلاوي” انت منين؟ قلت: من المنوفية، فقال: سنشكل لجنة لامتحانك.. على أساس إنى أتراجع أو أخاف فقلت: اختبرونى الآن، أنا حافظة، فطلب الشيخ أبو العينين شعيشع سماع صوتى وكان في تلك الفترة متبنيًّا لفكرة دخول المرأة للإذاعة المصرية.. وحينما قرأت نهاية سورة آل عمران وبعض الآيات من سورة الفرقان أثنى الشيخ أبو العينين شعيشع على القراءة وقال بعد سماع صوتي: ولماذا لا تدخل المرأة الإذاعة؟! وتناقشوا طويلا في ذلك الموضوع.

وتابعت تفاصيل اليوم الأول لها في نقابة القراء: الشيخ الطبلاوى طلب منى القراءة على يديه لكى يعطينى الإجازة، وكان ذلك في حضور الشيخ حلمى الجمل، والدكتور فرج الله الشاذلى- رحمه الله- ودخلت النقابة في نفس اليوم وطلبوا منى عمل فيش وبعض الأوراق.. وكنت أرى بعض الرجال ممتعضين من فكرة دخول المرأة النقابة، وكنت أرى على وجوههم بعض علامات التعجب.. ولكن لم أتوقف، وأكملت ورق النقابة واستخرجوا لى كارنيه بالعضوية “ب” وبعد إجازتى من الشيخ “الطبلاوي” حصلت على العضوية “أ”.

إلا أن “تركي” عادت وأكدت لـ”فيتو” أن المرأة لا يوجد لها دور قوى داخل النقابة فلا يوجد لها رأى في الاجتماعات ولا يوجد لها حضور بناء على أي مستوى من المستويات النقابية فهو دور شرفى بأن النقابة تعترف بالمرأة، مشيرة إلى أنه توجد خارج النقابة أعداد غفيرة وممتازة، ولم تفكر في الالتحاق بها، لكن على المستوى الشخصى دخول النقابة أسعدنى جدا، خاصة أننى التقيت قامات كبيرة مثل “الطبلاوي” و”شعيشع” وعمالقة التلاوة في مصر.

بنات مدينة نصر
وعلى الجانب الآخر من حياة القارئة سحر تركي، عضو نقابة القراء، دور مهم في تحفيظ الشباب للقرآن الكريم، حيث اعُتمدت من ضمن محفظات الأزهر الشريف وتعمل في إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم خاصة بين البنات غير المحجبات، وأوضحت قائلة: للأسف البعض يقول عليهن غير ملتزمات، وهن ذوات خلق أفضل من كثيرين يدعون الخلق والالتزام وأنا كان عندى هدف من البداية أن أعلم هؤلاء البنات.

الإذاعة
وعن دخول المرأة في عالم الإذاعة أكدت “تركي” أن الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله رشحنى لتمثيل المرأة داخل الإذاعة، وكان في النقابة ما يقرب من 30 عضوة.. وتقول: لا توجد ضرورة ملحة لقراءة المرأة في عالم الإذاعة وعقبت على ذلك: “لو فتحت الإذاعة ولقيت الشيخ المنشاوى أو الطبلاوى وسحر تركى طبعا هتسمع أحد العملاقين”، مؤكدة أن صوت المرأة يكون عورة عندما تتمايل أو تخضع بالقول إنما ترتيل القرآن واستخدام أحكام التجويد كما ظهرت على قناة النهار لا يوجد فيها أي شيء.

وطالبت “سحر” بوجود برامج نسائية لتعليم القرآن في الإذاعة والتليفزيون بمعنى إذا وجدنا سيدات لديهن القدرة اللغوية على التحدث والتواصل وإعداد برامج خاصة بهن لتعليم المرأة والطفل، لافتة إلى أنه من الصعب أن تدخل المرأة عالم الإذاعة لتسجل القرآن الكريم كاملا وسط عمالقة التلاوة المصرية وإذا أخذنا الأمور بشكل واقع فلا توجد ضرورة ملحة على ذلك، أما إذا ظهرت أصوات فريدة فالأزهر الشريف هو من يدلى بدلوه لأنه يحمل المنهج والإسلام الوسطي، لكن جرت العادة والعرف لأننا في مجتمع شرقى فيه الرجل لن يكون متقبلا فكرة أن يستيقظ من النوم ليسمع صوت المرأة في الإذاعة وأرى أن الأمر يأخذ بُعدًا اجتماعيًّا أكثر من الناحية الدينية.


الحوار منقول عن بتصرف النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية