رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحلقة 13 من ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين تناقش «الوطنية في الإسلام»

فيتو

في إطار الدور الذي أخذته وزارة الأوقاف على عاتقها لتجديد الخطاب الديني، ونشر الفكر الوسطي المعتدل والفكر التنويري والتثقيفي، وبرعاية من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أُقيمت مساء أمس الخميس، الحلقة رقم 13 لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكانت بعنوان: "الوطنية في الإسلام".


وحاضر في الحلقة السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب، ونقيب السادة الأشراف، والدكتور إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد الإمام الحسين، بحضور الدكتور محمـد عزت مدير عام شئون القرآن بالوزارة ومنسق الملتقى، والشيخ محمد خشبة وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وقيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولفيف من شباب الدعوة والدعاة بالوزارة، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابًا وشيوخًا.

وفي بداية كلمته أعرب السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب، ونقيب السادة الأشراف عن سعادته للاستجابة السريعة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتعميم اللقاءات والملتقيات الفكرية على مستوى الجمهورية، حيث ذهب الوزير لافتتاح الملتقى الفكري بمسجد الشهداء بدمياط، وانتشرت هذه الملتقيات في ربوع مصر لنشر الفكر التنويري، وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الوسطي السمح.

وأكد أن في مثل هذا اليوم النصف من شهر رمضان كان ميلاد الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكذا ذكرى وفاة السيدة نفيسة (رضي الله عنها وعن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أن آل البيت قد أحبوا مصر وجعلوها مقرًا لهم، فالتف أهلها حولهم ينهلون من علمهم، ويعرفون حق بلادهم والانتماء لها، فالوطنية لا تختلف أبدًا عن حقيقة الدين الإسلامي.

كما أشار إلى أن الإسلام رسخ أسس المواطنة والتعايش السلمي، وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك حيث أسس لتأمين الوطن والمواطن ودعا إلى التعايش السلمي ووحدة الصف، موضحا أن الوطنية انتماء عاطفي ووجداني مع حب لتراب هذا الوطن الغالي فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتألم لفراق مكة عندما أخرجوه منها، وهذا درس غال ونفيس في حب الوطن، وكأنها إشارة إلى أن الوطن لا يرقى ولا يزدهر ولا يتقدم إلا بأبنائه المخلصين، وعندما استقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) وفد نصارى نجران في المسجد النبوي كان ذلك تأسيسا للإنسانية جمعاء، وأنه لا دولة في وجود الفوضى لذلك وجب علينا جميعا أن نخلص للدين بحب الوطن عن طريق إخلاصنا في العمل وإجادته، وكذا التمسك بمكارم الأخلاق.

وأوضح أن الله "عز وجل" أكرم مصر بنعمة الأمن والأمان بحفظ منه سبحانه وتعالى، مقارنة بما يدور حولنا في بلاد أخرى، وهذا جود وفضل من الله تعالى لمصر وأهلها.

وفي كلمته أكد الدكتور إسماعيل محمود عيسى إمام مسجد سيدنا الحسين، أن المواطنة من أسس بناء الدولة في الإسلام، فالقرآن الكريم دعا إلى حسن معاملة غير المسلمين وبرهم وصلتهم، كما أن وثيقة المدينة تعتبر أهم وثيقة عرفتها الإنسانية، في تأكيد التعايش السلمي بين بني البشر حيث قامت على الوحدة الوطنية والمواطنة، فقد بث النبي (صلى الله عليه وسلم) روح الإخاء والمحبة بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف أديانهم أو ألوانهم أو أعراقهم أو توجهاتهم.

وتابع: "وطن الإنسان هو ذلك المكان الذي يعيش فيه وارتبط به جسدًا وروحًا، وهو ليس حفنة من تراب كما يدعي البعض، وأن المواطنة في معناها هي المساواة بين الناس جميعا بغض النظر عن اللون أو الجنس، فالجميع متساوون في الحقوق والواجبات لذلك نحتاج أن نربي أبناءنا على حب الأوطان والتفاني في الدفاع عن كل ذرة من ترابها، فالانتماء هو المعنى الأصيل للمواطنة.

كما أشار إلى أن مصر أرض طيَّبها الله وشرفها بآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، الذين قال الله تعالى فيهم: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".

وأوضح أن حب الوطن لا يتعارض مع فكرة الدولة الحديثة لأن مصر لها من الحدود ما يجب الحفاظ عليه؛ فإذا ضاعت الأوطان ضاعت الأعراض وضاعت شرائع الأديان، ولو لم يقيض الله (عز وجل) لمصر هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا وضحوا من أجلها ما كنا لنجلس الآن آمنين.
Advertisements
الجريدة الرسمية