رئيس التحرير
عصام كامل

مسيرة العودة من البر إلى البحر.. قصة انطلاق أول سفينة لكسر حصار غزة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في محاولات لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات تنطلق صباح اليوم الثلاثاء، أول رحلة بحرية من ميناء غزة إلى العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيلي يقودها مرضى وطلاب وخريجون، كاسرة الشكل التقليدي لكسر حصار غزة المتواصل منذ عام 2007، الذي اعتاد العالم عليه بتسيير سفن لكسره من خارج غزة إليها.


وتسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بازدياد نسبة الفقر بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 50%، في وقت ارتفعت أعداد الخريجين العاطلين عن العمل إلى 150 ألفًا.

وتنتظر غزة أسطول حرية جديد انطلقت سفنه في 15 مايو الجاري من الدنمارك، التي تواصل إبحارها لشهرين وصولًا للقطاع نهاية يوليو المقبل.

مافي مرمرة
ويستعد أسطولا من القوارب الصغيرة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي، الذي دام أكثر من 12 عاما للقطاع الذي يتزامن انطلاق الرحلة البحرية مع الذكرى الثامنة لمجزرة سفينة مافي مرمرة التركية التي ارتكبتها بحرية الاحتلال في المياه الإقليمية قبالة قطاع غزة في 29 مايو 2010، التي أدت لاستشهاد عشرة متضامنين أتراك جاؤوا لرفع الحصار عن غزة.

2 مليون فلسطيني
وتؤكد الهيئة العليا لكسر الحصار عن غزة بحسب وكالة صفا الفلسطينية، أن الرحلة "تحمل أحلام الشعب الفلسطيني وتطلعه إلى الحرية والاستقلال، وتحمل معه أحلام إنهاء الحصار والظلم لغزة وخروجها من عزلتها وإجبار الاحتلال على إنهاء معاناة 2 مليون إنسان، كما أنها تأتي تطبيقًا لكل معايير حقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والسفر".

وسيكون شاطئ غزة أو المياه الإقليمية داخل عمق البحر المتوسط على موعد مع العديد من السيناريوهات مع أو قبل انطلاق هذه السفن، بعضها "سيناريوهات قوية إيجابية تتمثل في الكشف عن طرق جديدة في مسيرة العودة، وأخرى قاتمة تتمثل في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة".

حالات إنسانية
وبحسب تصريحات لعضو هيئة كسر الحصار المنظمة لرحلة المسيرة علاء البطة لوكالة "صفا" الفلسطينية: "إن الرحلة ستكون عبارة عن سفينة صغيرة تحمل بضع عشرات من الحالات الإنسانية التي تحتاج للسفر، من المرضى والطلاب والخريجين، وتحمل رسالة بطابع إنساني بحت".

ويصف البطة الرحلة أنها "حراك مدني كالحراك المستمر للمدنيين في غزة على حدود القطاع مع أراضي الـ48 المطالب بحق العودة ورفع الحصار".

ويتمنى أن "تغلب لغة العقل ويتم السماح للسفينة بالإبحار والاستمرار في مسيرتها كونها تحمل حالات إنسانية، وأن يتم التعامل معها كحراك مدني سلمي"، مؤكدًا أنه تم التواصل مع عدة جهات دولية وإبداء الاستعداد لاطلاعهم على حمولتها قبل الإبحار.

رسالة للعالم
ومع مخاوف البطة من استهداف السفينة، إلا أنه يشدد على أن الرسالة من انطلاق السفينة ستصل للعالم، "وهي أن على المجتمع الدولي للتحرك لكسر حصار غزة، وأننا نعاني من آخر احتلال في العالم، ويجب العمل على إنهائه كما تضمن ذلك القوانين والأعراف الدولية".


وقبل نحو أسبوع وتحديدًا استهدفت طائرات الاحتلال سفينتين لكسر الحصار كانتا ترسوان داخل حوض الميناء بغزة، ما أدى لاشتعال النيران فيهما، وهي قد تكون رسالة مبكرة من الاحتلال لمنظمي الرحلة "باستهدافها لا محالة"، كما يقول المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب.

كسر الحصار
ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب، أن هذه الرحلة ستتميز في كونها محاولة تكشف عن طريقة جديدة في مسيرات العودة الكبرى التي من ضمن أهدافها الآنية كسر حصار غزة، وتضرب في الوقت نفسه بعرض الحائط الشعار التقليدي أن حصار غزة يتم كسره من الخارج عبر تسيير سفن من العالم إلى القطاع.

ويضيف أن هذه الرحلة ستحمل حقيقتين للعالم: "أولهما استمرار تمسك أبناء الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة وعلى رأسها حق العودة والعيش بكرامة، وثانيًا حقيقة للمجتمع الدولي أنه من يتحمل المسئولية الكاملة عن استمرار هذا الحصار والتحرك من أجل كسره".
الجريدة الرسمية