رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزيرة البحث العلمى الأسبق: بعض الرسائل العلمية سطحية.. والرجال يتفوقون على النساء بالسرقة

فيتو


  • لم نصل للعشوائية في رسائل الماجستير والدكتوراه.. ولكن يوجد تكرار
  • المشرف على البحث كالمدرب.. له دور في خروج رسالة ذات جودة مرتفعة
  • لا نحقق الاستفادة المثلى من كم الرسائل العلمية في الجامعات المصرية

السرقات العلمية موجودة في كل الدول، لكن المعدلات انخفضت كثيرا في السنوات الأخيرة، والفضل يرجع إلى برنامج Plagiarism، الذي يكشف المعلومات المنقولة بدون ذكر المصدر في أي دراسة.
في حوارها مع "فيتو"، كشفت الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق، عن وجود رسائل علمية بكم كبير في الجامعات المصرية والمراكز البحثية غير مطبقة فعليا، لافتة إلى أن حجم الاستفادة الفعلية من ذلك الكم ليس كبيرًا مقارنة بدول أخرى، وأكدت وجود دراسة جديدة جارٍ إعدادها بشأن تحديد كم الاستفادة من الرسائل العلمية في مصر، خاصة أنها يمكن أن تفيد الدخل القومي.

العشوائية التي أصبحت تتسم بها الرسائل العلمية والسطحية والتكرار ومعايير إجراء رسالة علمية سواء ماجستير أو دكتوراه، ورغبة بعض الباحثين في الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه من أجل الوجاهة أو الحصول على وظيفة.. قضايا عديدة تحدثت عنها الدكتورة نادية زخاري، معنا.. وإلى نص الحوار:

• بداية، هل يتم الاستفادة من حجم الرسائل العلمية التي تجري داخل الجامعات المصرية والمراكز البحثية؟
- كمية الأبحاث التي تتم الاستفادة منها قليلة مقارنة بالحجم الذي يجري، ويجب أن يكون هناك تحفيز وتشجيع لتطبيق الأبحاث، مثلا ربطها بالترقية بدلا من ربط الترقيات بعدد الأبحاث وكمها وفيه ظلم، يجب أن ترتبط بكم بحث يتم تطبيقه وينجح الباحث في ذلك؛ فتطبيق بحث واحد أفضل من إجراء 3 أبحاث دون تطبيق، وكذلك براءات الاختراع، ومن أهم أساليب التشجيع على إجراء الأبحاث، وأن يتعب الباحث في الدراسة ويحصل على براءة اختراع فيها خير من كثرة الأبحاث دون جدوى.

• وهل تتسم جميع الرسائل العلمية بالسطحية؟
- حتى نكون منصفين ليست جميع الرسائل تتسم بالسطحية، فتوجد نوعيات رسائل علمية بها عمق وجديدة تضيف للعلم، بينما على النقيض يوجد رسائل بها استسهال وإعادة للموضوعات والأفكار وسطحية تظهر كموضة والمشرف يكون له دور في اختيار فكرة الرسالة وبعضهم يستسهل ويميل لإعادة الموضوعات.

• الكثير من الرسائل العلمية يتم إجراؤها ، نظرا لأن الخريجين يبحثون عن فرص عمل بها فقط؟
- يجب أن تتسم رسالة الماجستير أو الدكتوراه بالتنوع والعمق، ولو كان الطالب من خارج أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ولديه جديد يضيفه يتقدم لإجراء الرسالة ولكن لا يجب أن يكون الدافع أن الخريج لا يجد فرص عمل فيبحث عن تقديم رسالة علمية.

• هل يمكن أن نصف إعداد الرسائل العلمية الآن بالعشوائية؟
- لا أستطيع الجزم بذلك، فلم نصل لتلك المرحلة ولكننا وصلنا إلى مرحلة من تكرار الرسائل ووجود عدد مهول من رسائل الماجستير والدكتوراه أكثر مما هو مطلوب.

• وهل ما زالت توجد عمليات سرقة الأبحاث أو النسخ من رسائل أخرى؟
- كان هذا يحدث قديما ولكن حاليا انخفضت نسبتها وقلت للغاية بسبب برنامج البلاجريزم Plagiarism من خلال الكمبيوتر، حيث يكشف ذلك البرنامج حجم المعلومات المسروقة من أي رسالة أو منسوخة دون ذكر المصدر خاصة أنه مسموح بالاقتباس طالما يتم ذكر المصدر في مراحل الرسالة وفي الأجزاء النظرية والمقدمة، وما تم في تلك النوعية من الأبحاث والطرق المستخدمة في البحث، وليس في نتائج الرسالة فهذه ممنوع الاقتباس فيها لأن النتائج تكون نتاج جهد الباحث في الرسالة.

وهذا البرنامج متوافر في كل الجامعات المصرية والمراكز البحثية، ويتم مراجعة أي رسالة عليه ويكشف السرقات العلمية، وهو متوافر منذ 10 سنوات، ويستخدم في كل دول العالم خاصة أن السرقات العلمية موجودة في كل الدول، وثبت بالدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية أن السرقات العلمية تكون في الرجال أكثر من النساء خاصة أن النساء لديهن التزام أدبي وعلمي.

كما أن أي جائزة يتقدم لها باحث يجب أن يتم مراجعة البحث من قبل لجان التحكيم على البرنامج وإذا ثبت أن البحث مسروق حتى لو جزء بسيط منه، يتم سحب الرسالة العلمية من المسابقة.

• وكيف يتم الاستفادة من تلك الرسائل؟
- الاستفادة تكون بنسبة من بعضها وحاليا توجد دراسة يجري إعدادها لتحدد مدى الاستفادة من الرسائل العلمية وإمكانية تشريع قوانين تنظم العلاقة بين الباحث والمستثمر وأماكن تجرى فيها الأبحاث ومنح المتميز منها، وكذلك براءات الاختراع تكون بصورة أسرع؛ لتحديد حجم الاستفادة من الباحثين خاصة أن الباحث عندما يواجه عقبات تؤخر حصوله على براءة الاختراع، وعدم وجود قوانين منظمة للعلاقة بينه وبين المستثمر ورجال الأعمال يلجأ بمفرده للمستثمر لتطبيق بحثه، ولا يكون لدينا علم بالبحث، وبعض الأبحاث طبقت واستفاد منها المستثمرون بدون علم وزارة البحث العلمي، وتأتي أهمية الدراسة المستقبلية لكى تحدد الاستفادة من كم الأبحاث التي يمكن الاستفادة منها في زيادة الدخل القومي.. لذا نحن نستفيد بالتأكيد ولكن حجم الاستفادة مقارنة بين الدول ليس كبيرًا، وضعفاء؛ لذا يجب التركيز على التطبيق العملي، خاصة أن الوزارات تعتمد على البحث في خلق صناعات جديدة.

• هل يجب وضع ضوابط محددة تخضع لها الرسالة العلمية؟
- في رأيي يجب أن تخضع الرسالة العلمية لعدة ضوابط منها نزول الباحث لمكان المشكلة البحثية ودراسته وتحديد مدى استفادة البشرية والدولة منها، ثم يعود الباحث إلى المشرف لينقل له المشكلة لتحديد زوايا معالجة المشكلة وصياغة فكرة بحثية تخدم المشكلة.
وعلى سبيل المثال مشكلة في زراعة القطن وطالب دراسات عليا في كلية الزراعة قبل وضع بروتوكول الرسالة، عليه أن يبحث مشكلات القطاع الزراعي والفلاحين لكي يكون البحث قابلًا للتطبيق وله مردود إيجابي ويحقق فائدة للتنمية المستدامة التي لا يمكن الحديث عنها 2030 دون وضع بحث علمي.

• ولماذا يتكرر اتهام الرسائل العلمية مؤخرا بالتكرار والسطحية؟
- إلى حد ما تعتمد جودة الرسالة على المشرف وهل يتبع ما هو في إستراتيجية البحث العلمى، وهل يختار نقاطا ومحاور جديدة للبحث، سواء في القضايا الملحة التي تهم البلد، منها الطاقة والصحة والمياه وكل مجال له أولويات في البلد يجب أن تدعم الرسائل العلمية إيجاد حلول لكل تلك المشكلات من خلال البحث العلمى.

بعض المشرفين يختارون أفكارا سهلة للطلبة يعملون بها خاصة الطالب من خارج المركز البحثي أو المعهد أو من لا يعمل كعضو هيئة تدريس تكون أرخص، وأقل في التكلفة من الطالب الذي يعمل في الجامعة أو مركز معهد بحثي لأن الطالب من خارج الجامعة يحصل على الرسالة من خلال الإنفاق عليها وتكلفتها تكون مرتفعة عليه دون دعم مثلا من الجامعة أو المركز البحثي مثلما يحدث مع المعيدين والمدرسين، لا يدفعون مصروفات.

المشرف أكثر خبرة من الطالب وأنا أُشَبِّه الطالب بلاعب الكرة والمشرف هو المدرب عليه أن يختار جيدا الخطة والفكرة الجيدة للرسالة التي تصلح للتطبيق والتي لا توجد رسائل شبيهه بها والمدرب بخبرته يخدم في الرسالة.

هناك فروق فردية بين كل باحث وآخر لأن بعض الباحثين تكون لديهم رؤية كاملة جديدة لرسالة علمية ولديهم شغف التعليم والبحث عن كل ما هو جديد وقدرة على حل أي صعوبات والبعض الآخر لا يكون لديهم هذه الإمكانيات.

• هل كثرة إشراف الأستاذ الجامعي على عدد كبير من الرسائل يساهم في سطحيتها؟
- ربما، ولكن يوجد قرار وزاري يحدد عدد الرسائل التي يشرف عليها الأستاذ الجامعي وألا يتجاوز الحد المعين، ولا تزيد على 10 حسب كل جامعة لكي يعطي كل طالب حقه، كما أن القانون لا يمنع وجود مشرف واحد أو أكثر من مشرف على الرسالة لتكون الرسالة تضم خبرات علميا أكثر قيمة من عدة مشرفين وليس المشرف الواحد أو في حالة سفر المشرف ومرضه يكون هناك بديل وألا تتعطل مصلحة الطالب.

• يوجد طلاب يدرسون الدراسات العليا فقط بهدف إيجاد فرص تعيين.. ما رأيك؟
- من يبذلون جهدا للحصول على رسالة ماجستير أو الدكتوراه من أجل فرصة أحسن للتعيين غير صحيح، ولا يجب أن يحدث، وإيجاد فرص التعيين يكون من خلال الخبرة العلمية وليس الشهادة، لأنه يمكن أن يكون هناك طالب غير حاصل على شهادة ماجستير، ولكن مستواه العلمى ممتاز وآخر معه شهادة ولكن ليس معه خبرة إلا في نقطة معينة خاصة أن الرسائل العلمية تغطي أجزاء بحثية صغيرة.
Advertisements
الجريدة الرسمية