رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قبطي يصنع الفوانيس للمسلمين بقنا (فيديو وصور)

فيتو

في قلب الصعيد الجواني يتعانق الهلال مع الصليب لتنسج الوحدة الوطنية فطرة المصريين السوية، التي لا تعرف فجوة بين مصري وآخر.


عند دخول مركز قوص تجد أهم مسجد اثري وهو العمري واقدم كنيسة كاثوليكية على مستوى المحافظة فضلا عن كنائس وأديرة أرثوذكسية لتحل في أحد الدروب بمركز قوص حيث تجد ورشتي نجارة إحداهما لعم محمد والأخري لعم هاني خيري، أول قبطي يصنع فوانيس رمضان ويصمم آيات قرآنية على الخشب ومجسمات للمسجد والكنيسة، حيث تعلم مهنة النجارة على يد عم محمد جاره الذي منحه كل فنون المهنة على مدار 15 عامًا، رافضًا الخروج من عباءة تلك المهنة التي توارثها أيضا عن آبائه وأجداده.

وبمركز قوص جنوب محافظة قنا، رصدت "فيتو" تجربة هاني خيري أول قبطي يصنع فوانيس رمضان وتبلوهات تحمل آيات قرآنية وعدة مجسمات للمسجد والكنيسة وهلال شهر رمضان.

عمر الفكرة
قال هاني، أن فكرة تصنيع فوانيس رمضان جاءته منذ عامين عندما جلب أحد ماكينات الليزر، ومنذ ذلك الوقت تراوده فكرة عمل فوانيس رمضان ومع بداية شهر رمضان الماضي نفذ الفكرة التي وجدت قبولًا غير مسبوق من قبل الموزعين والتجار ليستكمل المسيرة ويدخل اشكال جديدة ووحدات إضاءة على الفانوس.

طابع مصري
وأضاف، أن الأشكال تميزت بالطابع المصري القديم مع إدخال عناصر حديثة كصور بعض المشاهير ومنهم اللاعب المصري محمد صلاح وشخصية الأطفال "بوجي وطمطم" بالإضافة إلى كتابة أسماء المخطوبين أو حديثي الزواج فضلا عن إدخال وحدات إضاءة حديثة مع اغاني رمضان الشهيرة، مشيرا إلى أن الفانوس لايأخذ وقتًا طويلًا في صناعته بل في التجميع والتشطيبات النهائية للفانوس وتجهيزه للزبائن، لافتًا إلى أن الأسعار تبدأ من 30 جنيهًا ومافوق حسب الحجم ونوع الخشب والألوان.

وحدة حقيقية
وقال"هاني" على أن الوحدة الوطنية بالنسبة لنا ليست شعارات بل أفعال نمارسها ونحن في قمة السعادة بعيدًا عن أي نفوس مريضة تسعي لتمزيق خيوط وحدة ظلت وستستمر إلى الأبد فنتعامل منذ قديم الأزل مع الجيران على أننا أهل ومصابهم مصابنا وفرحهم سعادتنا، ولذا فإننا لم نشعر يوما بأي تفريق وعند صناعة ما يتعلق بأشياء ذات طابع إسلامي نتعامل معها بكل حب.

احتراف المهنة
وأشار "هاني" إلى أنه عمل مع جاره في الورشة المجاورة له فترة مايقرب من 15 عامًا، تعلم خلالها كل فنون النجارة، لافتًا إلى أنه عاش معه على مدار هذه الفترة وكان يعامله كأحد أفراد الأسرة، قائلًا "كنت حينما أتأخر عنده أبيت بمنزله.

واستكمل: لم أجد صعوبة في التعامل مع الزبائن وما يهمني جودة المنتج وبخاصة عندما يجدون ما يبحثون عنه، ضاحكًا "أهم حاجة أنهم يفاصلون في الثمن.. وده مفيش عندي مشكلة فيها.. وأحيانا كثيرة أقوم بتخفيض السعر للتخفيف على الزبون ومحبة له".

ولفت هاني إلى أنه يقوم بتغطية المحافظة من المنتج المحلي وهناك تصدير لمحافطتي الأقصر والبحر الأحمر، منوهًا بأن الماكينة لا تصنع سوي 40 فانوسا يوميًا مما يسبب صعوبة في تلبية الطلب خلال هذه الفترة، ونأمل في تغطية السوق المحلي في الصعيد.

آيات القرآن
وأكد، على أن الآيات القرآنية تستغرق وقتا طويلا في تصميمها على الماكينة، وأنه يقوم بتصنيع بعض المجسمات الخاصة بمباني المسجد والكنيسة وهلال شهر رمضان وبعض المتعلقات الدينية ذات الطابع الإسلامي والمسيحي بالإضافة إلى أدوات المكتب.

يد واحدة
واختتم:"هنا يعيش المسلم والمسيحي يدًا واحدة تقطع أيدي من يسعى لفتنة بين أبناء هذا الوطن، ولم يحدث يومًا أن اشتكي مسيحي مسلما والعكس، والخلافات العابرة تعد في نطاق الأشقاء.
Advertisements
الجريدة الرسمية