رئيس التحرير
عصام كامل

تصنيع «الإكسسوارات» بديلا عن الوظيفة الميري في بني سويف

فيتو

مؤخرًا انتشرت بعدد من قرى محافظة بني سويف، إقبال الفتيات والسيدات على الصناعات اليدوية المعروفة بـ«الهاند ميد» كوسيلة للتغلب على مشكلة البطالة الذي تعاني منه غالبية قرى المحافظة. 


صناعة «الإكسسوارات» التي حرصت مئات الفتيات على تحويلها من هواية بناتي إلى مصدر دخل لمئات الأسر، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا، نظرًا لعدم وجود وظائف مناسبه أو فرص عمل، ما دفع شباب وفتيات المحافظة على خلق فرص عمل، وأصبحت الإكسسوارات من أكثر الصناعات اليدوية التي يوجد عليها إقبال، وأصبحت هذه الصناعات مصدر دخل لمعظم الشباب وطريق لخلق فرص عمل برأس مال صغير وتجارة خفيفة وسريعة في البيع والشراء.

بدأت بالترفيه
قالت لبني سمير، حاصلة على دبلوم فنى صناعي: «أنا دورت على شغل كتير، ومالقتش حاجه أنا حاببها، أو تخليني أعيش حياة كويسة، فبدأت أتجه للصناعات اليدوية، زي السلاسل وكل الإكسسوارات عمومًا، كنوع من الترفيه في أوقات الفراغ، وفي نفس الوقت بأبيع كتير، لأن الأسعار قليلة، فالمكسب كان كبير، دلوقت بقيت قادرة أساعد أسرتي وأصرف على نفسي، وقريب هفتح محل في الفشن وأنا اللي هصنع فيه الإكسسوارات، ولو الموضوع نجح هجيب معايا بنات تاني يساعدوني في التصنيع».

أهلي كانوا رافضين
وقال علاء محروس جاد الله، حاصل على دبلوم تجارة، ويعمل في مجال تصنيع وبيع الإكسسوارات: «بدأت من نحو 8 شهور، علشان بحب التجارة والشغل فيها، وأهلي كانوا رافضين، بس تقبلوا الموضوع بعدها، لما عرفوا إني عاوز أشتغل بجد»، مضيفًا: «فيه عدد من الناس شايفين اللي باعمله حاجة غلط وحرام، وأن الفلوس اللي باخدها قليلة، وأن الإكسسوارات مجرد تفاهات».

مجموعة الفاوريقة
وأكد علاء، أنه الآن يعمل ضمن فريق من شباب منطقة «الفاوريقة» بمركز ببا، موضحًا أن هدفهم الأساسي من هذا المشروع ليس العائد المادي فقط، إنما تنمية مواهبهم وطموحاتهم، نظرا لحبهم لهذا المجال وامتلاكهم مواهب فيه، ولذلك قرروا العمل بطريقة جديدة عن طريق الاستفادة من أي شاب لديه طموح وموهبة «قبل ما يكون عندنا هوس الفلوس فإحنا ركزنا إننا نستفيد من موهبتنا ونعلى بطموحنا».

عايزين فلوس
وقالت لمياء زيدان محمود، حاصلة على دبلوم فنى صناعي، إحدى عضوات فريق منطقة «الفاوريقة»: «هنكون كذابين لو قولنا إن إحنا مش عايزين فلوس بس إحنا قررنا نشتغل على ظروف الناس وعلى أد إمكانيات كل واحد» لافتة إلى أنه على الرغم من أن المشروع بسيط وقائم على مجهوداتنا الذاتية، فإننا لدينا إصرار وأمل كبير «ناتج من حرصنا على نجاح التجربة اللى حاربنا كتير علشان نوصل للي وصلنا له».

البيع على الإنترنت
وأكد منال محمود حسنين، حاصلة على دبلوم تجاري، أن فكرة تصنيع الإكسسوارات بدأت معها كهواية، وسط إشادات الأقارب والزملاء والصديقات بمنتجاتها، وتشجيعها دائمًا على الإكثار منها، وعرضها للبيع، وأضافت: «بالفعل بدأت في توسعة نشاطي وعرض منتجاتي بالمعارض وعلى الإنترنت، وهناك تفاعل وإشادة من الجميع والإقبال يتزايد على الشراء»، مؤكدة أنها تخصصت في صناعة إكسسوارات وتحف السبوع والأفراح.

طوعت موهبتي
وقالت سمر محمد علي، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية: «بدأت مشروعي منذ ثلاث سنوات بعد أن شعرت أن أكثر ما تهتم به الفتيات والسيدات هو الموضة ومكملاتها خصوصا إذا كانت مصنوعة بعناية وبشكل مميز ومتفرد وقمت بتطويع موهبة التصميم مع الإرادة لإنجاز مشروعي وبشكل مختلف وبصناعة مغرية لاقتنائها».

وأضافت: «تعلمت الكثير من خلال الإنترنت ومن خبراء في هذا المجال، وبدأت في تطوير الخامات وشراء خامات ممتازة أحصل عليها من مصادرها الأصلية مثل الفضة البيور والنحاس» مؤكدة أن تشجيع المحيطين بها ساعدها على الاستمرار في النجاح، خاصة تشجيع خطيبها الذي يقف بجانبها وقد ساعدها معنويا إيمانا منه بموهبتها وقدراتها.

منتجات ذوي الإعاقة
وقال رانيا يوسف، عضو مؤسسة أسرة المنتصرين المجتمعية، إن المؤسسة تنفذ مشروع حاليا يقوم على تدريب الفتيات من ذوي الإعاقة على تصنيع الإكسسوارات، وبدأت المؤسسة تجني ثمار المشروع الذي أثبتت فيه الفتايات نجاحًا فاق المتوقع، ونقوم بعض منتجاتهم حاليًا بالمعارض التي تنظمها المحافظة بالنوادي والجامعة والميادين العامة، مؤكدة أن منتجاتهم تشهد إقبالا من المواطنين، خاصة أنها سعرها أقل كثيرًا من مثيلاتها بالأسواق، لعدم إضافة الجمعية أي نسبة كهامش ربح على تكلفة التصنيع.

أسعارنا ملهاش مثيل
وقالت مروة نبيل، صاحبة مشروع منتحجات يدوية، إن الصناعات اليدوية فكرة جيدة كمشروع للشباب يتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية، ومن الأفضل أن يبدأ الشباب في المشروع كمجموعات يساعدوا بعض البعض «بكده هينجحوا أسرع ويقدروا يفتحوا مشاريع حقيقية» وأشارت إلى أنه مشروعها شخصي، تقوم على التصنيع والإنتاج بعد توفير المواد الخام.

وأضافت: أبيع المنتجات من خلال عدة منافذ أبرزها المعارض التي تنظمها المحافظة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، لافتة إلى أن أسعار الإكسسوارات مناسبة للسوق بالمحافظة، فهناك قطع تبدأ أسعارها من 10 جنيهات وتصل بعد القطع إلى 120 جنيهًا إذا أضيف عليها أحجار أو فضة أو نحاس.

قروض القومي للمرأة
وقالت نارمين محمود عبد العظيم، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، إن المجلس يتعاون مع المحافظة لتنفيذ لتحقيق التنمية المستدامة في 222 قرية وتوابعهم بالمحافظة، من خلال الأنشطة والمبادرات التي استهدفت رفع الوعي لدى المرأة الريفية البسيطة مثل دورات التدريب والتثقيف نحو التمكين الاقتصادي لهن وإدارة الأعمال.

وأضافت، أن المبادرة تستهدف أيضًا النهوض الاقتصادي للمرأة وتحقيق التمكين الاقتصادي، ومن هذا المنطلق دعمنا مشروعات الصناعات اليدوية «الهاند ميد» التي تتخذها العشرات من الفتيات والسيدات مصدرًا للدخل، عن طريق منحهن القروض الحسنة لتنفيذ المشروعات الصغيرة بالإضافة إلى مساعدتهن على تسويق منتجاتهن بتنظيم المعارض داخل وخارج المحافظة بالتعاون مع المحافظة.

قرية منتجة
من جانبه أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أن المحافظة بدأت الخطوات العملية لمشروع «قرية منتجة ومحافظة مصدرة» الذي يتضمن حزمة من المشروعات والأنشطة بكل قرية لتحسين مستوى معيشة المواطن والارتقاء بجوانب حياته الاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال تأهيل القرى للتشجيع على عودة الأنشطة الحرفية وتدريب ودعم مهارات السيدات الريفيات والشباب في هذه المجالات، التي من أبرزها مجال الصناعات اليدوية «الهاند ميد» التي تحرص مئات الفتايات على العمل بها من خلال تصنيع الإكسسوارات والحلي والهدايا والتحف والمصنوعات الجلدية.

تنظيم المعارض
وأشار المحافظ، إلى أنه شكل لجنة دائمة تضم أعضاء من "الجامعة، المجلس القومي للمرأة، هيئة تعليم الكبار، التربية والتعليم، الصحة، التضامن، الأوقاف والكنيسة، الزراعة، المجتمع المدني، مركز النيل للإعلام، ممثلًا عن الشباب" اتنظيم معارض في الأندية والجامعة والميادين لعرض وتسويق منتجات الفتايات والسيدات المشاركات، مشيرًا إلى أنه يجري الإعداد للتوسع في هذه المعارض وامتدادها إلى القاهرة لضمان نجاح المشروع لتحويل القرى لمراكز ومواقع إنتاجية لتحسين الحياة في الريف وتوفير مستوى معيشي لائق وتوفير آلاف من فرص العمل والحد من الهجرة من القرى للمدن.
الجريدة الرسمية