رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«التعليم مقابل السُخرة».. شعار مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة بأسيوط.. طلاب «المدرسة الفكرية» يغسلون السجاد ويفرشون الملعب بالرمال.. استياء شديد بين الأهالي .. والمحافظة تفتح تحقيقا ع

فيتو

مع بداية العام الجديد دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 عاما "لذوي الاحتياجات الخاصة" لدعمهم بقوة، وأقر مجلس النواب مؤخرا بعد سنوات قانونا يحمي "حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة" ليكفل لهم حقوقا عادلة ويجرم من يغفلها، وتتوافق هذه الحقوق مع قدراتهم واحتياجاتهم الخاصة ليصبحوا عضوا فعالا بالمجتمع المصري.


طلاب للسُخرة

لكن المدرسة الفكرية لذوي الإعاقة بأسيوط شهدت مؤخرا العديد من حالات الإهمال وتردي الأوضاع والمعاملة التي وصفها البعض باستخدام الطلاب من ذوي الاحتياجات بالسُخرة على الرغم من التوصيات التي يؤكد عليها مسئولو التربية والتعليم والمحافظة بشأن طلاب تلك المدارس.

تضم محافظة أسيوط 9 مدارس متخصصة لذوي الإعاقة والاحتياجات ما بين صم وبكم أو مكفوفين والبقية لذوي الإعاقة بجميع المراحل التعليمية من الابتدائية حتى الثانوية العامة وهي النور للمكفوفين والأمل للصم والبكم ومدارس التربية الفكرية للاحتياجات الخاصة والعقلية "منغولي ومتأخر وشلل دماغي وتوحد" التحق بها حتى اليوم 1837 طالبا.

وترصد "فيتو" في تقريرها التالي بعض الوقائع التي شهدتها المدارس الفكرية في المحافظة كدليل على الإهمال المستمر في حق ذوي الإعاقة.

تستوعب المدرسة الفكرية بأسيوط 400 تلميذ بجميع الصفوف؛ "تهيئة وابتدائي وإعدادي مهني" ويقيم في المبنى الداخلي 70 تلميذًا، ورغم كونها دخلت مرحلة الصيانة العام قبل الماضي، وتم الانتهاء منها وتسليمها العام الماضي بعد ترميم مبانيها لتحسين الخدمة المقدمة للدارسين وإصلاح المطابخ والأقسام الداخلية والفصول ودورات المياه حسب تصريحات مسئولي الصيانة.

غسيل السجاد

سادت حالة من الاستياء بين أهالي محافظة أسيوط عبر انتشار وتداول صور خاصة بطلاب المدرسة الفكرية لذوي الإعاقة وهم يغسلون سجاد المكاتب، ويفرشون الملعب بالرمال على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

وقال ناصر مازن، أول من فجر تلك القضية، إن طلاب المدرسة الفكرية من ذوي الإعاقة يعانون الأمرين ليس فقط في عدم الاهتمام بهم إنما لاستخدامهم في خدمة المدرسة في التنظيف وغسل السجاجيد ونقل الرمال لفرشها في الجنينة.

انتقاد مسئول

في واقعة حدثت العام قبل الماضي انتقد اللواء ماجد عبد الكريم سكرتير عام محافظة أسيوط السابق في جولة تفقدية، سوء حالة مبنى الإقامة الداخلية بمدرسة التربية الفكرية بمدينة أسيوط والمنشآت التابعة له من مطبخ ومطعم ودورات مياه، مشيرا إلى أن العمل بمدارس التربية الفكرية رسالة أكثر من أنها مجرد وظيفة.

ودعا العاملين بالمدرسة إلى ضرورة الاهتمام بتحسين نوعية الخدمة المقدمة للدارسين.

وقرر سكرتير عام المحافظة وقتها تشكيل لجنة من المتابعة الميدانية لبحث المخالفات الموجودة بالمدرسة وإحالة المسئولين عنها إلى الشئون القانونية مع رفع المخلفات المتروكة بالمطعم ونظافة دورات المياه، وطالب بإشراك توجيه الاقتصاد المنزلي في إعداد الوجبات الخاصة بتلاميذ المدرسة وتغيير نمط المأكولات المقدمة لهم زيادة في تحفيز التلاميذ وتشجيعهم على الحضور والانضباط في المدرسة، ورغم ذلك تكررت حالات الإهمال مرة أخرى.

مناشدة أهل الخير

وقالت نادية محمود إحدى أولياء أمور طلاب المدرسة، إن معظم مدارس ذوي الاحتياجات ينقصها العديد من الخدمات ولم تلتزم بتوفير أخصائي تخاطب أو مدرسي تأهيل للتعامل معهم بشكل يراعي إعاقتهم ويوفر لهم المزيد من الاستقرار النفسي والجسماني، مناشدا أهل الخير، للتبرع لشراء المستلزمات الضرورية للطلاب، وتقديم الدعم المالي لتوفير الأطعمة والملابس ومساندتهم في مختلف الأنشطة خاصة أن معظمهم من أسر فقيرة تلجأ للمدارس الحكومية التي ينقصها العديد من الضروريات حتى إن أجهزة تعلم الكتابة برايل غير متوفرة والأجهزة القديمة ساءت حالتها ولم تعد تجدي للطلبة المكفوفين في مدارس النور.

مشكلات المشرفين
كما عانت بعض مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة النور والأمل من عدم توافر مشرفين مبيت أو "الأم البديلة" وتكرار تلك الأزمة كل عام مما يؤدي إلى تأخر تسكين الطلاب بمباني الإقامة الداخلية وسيادة الإهمال على غرف وطرقات المبنى والمطابخ ودورات المياه، ولذلك قرر المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط إنهاء تلك المشكلة بتوفير المبالغ المالية اللازمة لتوفير 4 مشرفين بالقسم الداخلي للمدرسة، حيث إن العمل بمدارس المكفوفين رسالة أكثر من كونها وظيفة، مشددًا على راحتهم ورعايتهم بشكل كامل.

وأشار عدلي أحمد إبراهيم محامي والد طالبة من ذوي الإعاقة، إلى أن أصعب مشكلة تواجه الطلاب هي عدم تخصيص وسائل نقل أو سيارات لذوي الاحتياجات، رغم الزحام الشديد الذي يقابلهم يوميا وعدم وجود مكان خاص بهم للسير والحركة مما يضطر أهاليهم لاصطحابهم حتى أبواب المدارس بما يمثل عبئا آخر في ارتفاع أسعار المواصلات وعناء الانتقال لبعد مسافات المدارس.

المحافظة تحقق

ومن جانبه أكد المهندس محمد النجار سكرتير عام محافظة أسيوط على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه واقعة السجاد، لافتا إلى أنه تم إحالة الواقعة للتحقيق تحت رعاية وزارة التربية والتعليم ووكيل الوزارة بأسيوط واتخاذ اللازم تجاه المقصرين والمتسببين في الواقعة.

Advertisements
الجريدة الرسمية