رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب: ولدي.. ربّما يوم ما

فيتو

( 1 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
تشتاقُ للشطّ والرّمل والزّبَد
وعلى سَفْحِ يَمّ (العَجْزِ)
تكابد المَسير و.. ولا تستطِعْ
فعِشْ للحُبّ؛ ولو كانت النجوم

في الاتجاه المُعَاكس ـ عن عَمْدٍ ـ تسير..!
،،،،،
( 2 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
تحلمُ بتجاوز الحَدّ
الذي تتجمّد عنده (الأنا)
وفي الظلّ؛ يتلذّذ ألمٌ
على وَجَعِ الرّوح يتكأ
يغفو ذكرى عابر سبيل عَشِقْ
موغلٌ أنا في اليقين؛ أنّك حبيبي
من هنا ستمُرّ النّهر العَذِبْ
وفي صباحات ومساءات العتمة
جوعٌ شَرِه لمضغِ الذّكرى
على أملّ أن تحفظها ما تبقّى من العُمر
وألا تَضِع..!
ويركضُ طيْفَك في غَدْرِ النّسيان
على أنّه لم يَصْمُد أمام جرحِ الفقد
جفنٌ نَدِمْ..!
،،،،
( 3 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
يقسو القلب المسكين
وفي عماهِ يرمي الحُزن الكبير:
(وكأنك تجني الفرح من بُكا الآخرين..؟)
ولم يدر:
(أنه أشدّ فتكًا من سهام القاتلين..!)
قل له: سيّدي..
أيا من تَعِشْ في الخلا
تفتقد الحيا؛ أوردة حنين
عندما تُحِبّ في الله
تُفض رُوح العاشقين رَجا الزّاهدين
فما يرى المُحِبّ
أهو من يَبْكي..؟
ولا من هُم الرائين..؟
،،،،،
( 4 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
بين شَفتيْكَ لنْ
لن تسّاقط خفايا الربّ؛ العالقة بأسرار الألم
وبدمعٍ لن يُبح رِضاب بَلَل
ولن تعرف لم
لم زهور نافذتك؛ في سأم تَشِخ..؟
وقدسيّة الحِسّ؛ لمن الله وهب
لا تبثّ الحُزْنَ؛ لنفوس وِدّها نَضب..؟
وقيد (العَجز) سترى (موتى)
(موتى) يحرسونُ حيا
(حياة) تموتُ في جَسَد..!
،،،،،
( 5 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
وما الدّنيا؛ إلا وَمْضة تمضي
والعُمْر يغادرنا بدري بدري
رُبّما..
رُبّما يوم ما
بأوردتي تبقى وتجري..!
ورغم شَغَف الشّوق بأتون التّوق
يتفرّق وَصْل المُنى
ويغادر العُمْر تمنّي..!
،،،،
( 6 )
ولدي..
ربّما يوم ما..
المسافات المتجوّلة داخلك؛
تشتاق إلى رياض الفُلّ والياسمين
وتتكأ على عكازيّ (التفكّر) و(السكون)
نقسٌ لا تينع أبدًا
على تأمّل تبسّم الصبّا؛ الروح تُصلب..!
،،،،
( 7 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
خلف (العجز)
ومن النافذة؛ سترى كُلّ الشوارع ضباب
ووجوه المّارة؛ تزدحم ُبتجاعيد اليباب
إن لحّ ضجيج الطرق
إن نادت عليك صرخات
للـيأسِ لا تفتح
أبدًا لا تفتح.. بابْ؟
،،،،
( 8 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
لم تعمّدني بنار الرحيل..؟
وأنت على يقين؛
أنّ القلب المترّمد أرق
(يسوع) حُبّك؛ لن
أبدًا؛ لن يحترق..!
،،،،
( 9 )
ولدي..
رُبّما يوم ما..
في الظلّ؛ سترى العتمة والفراغ
وتحلم بالحريّة؛
وأنْت في (العجز) مسجون..!
رُبّما يتجلّى البعثُ
وتنطلقُ بعيدًا
ولكنك؛ كالأمس أبدًا
أبدًا؛ لن تكُن
وإن تَكُن عنوة.. ما تكون!
،،،،،
( 10 )
ولدي..
ربّما يوم ما..
أغصانٌ تفرّقها أمطارُ خوفٍ
وعلى الطرقات
تأبى خُضرة الورق المتكسّر
ولا تفوح بموت الأشْجَار..!
وعلى الأرض؛ تلهو برسم قنديلًا
تحلمُ بأن يضيء باللون الأصفر
وتنسى يا ولدي: أنّ الأقدار
وحدها الأقدار
في لوحة الحياة؛
هي التي تُبْدِعُ تصوير الأمنيّات..!
،،،،،
( 11 )
ولدي..
ربّما يوم ما..
(تعجزُ) عن الإبحار
ولا نستطع الطيران سويًّا بعد اليوم
دَع وجهك الحالم على صدري
ونَم على تراتيل روحي
فأنْت لا تزل بقلبي
بقلبي أنت رِزق ربّي..؟
وهذا يكفي..
الحمد لله..!
Advertisements
الجريدة الرسمية