رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«خليك زى آدم» تعيد الجدل بين علماء الأزهر حول نشأة الأرض.. محمود عاشور: الملائكة والجن سكنوا المعمورة قبل أبو البشر.. والفساد من الإنسان.. الشحات الجندي: لا يوجد نص صريح في القرآن عن إفساد ا

فيتو

انتشر الحديث في الفترة الأخيرة، عن دمار كوكب الأرض، بسبب اقتراب كويكب من الأرض قد يصطدم به، حال انحرافه عن مساره بسبب سرعته، ووسط الحديث عن انتهاء كوكب الأرض، غردت محافظة القاهرة بعيدا عن السرب، حيث أطلقت مؤخرا حملة تحمل اسم "خليك زى آدم.. ومترميش حاجة على الأرض" بهدف رفع وعى المواطنين عن النظافة، إلا أن هذه الحملة أعادت الجدل حول قصة نشأة الأرض.


حملة المحافظة اعتمدت على اختيار اسم "آدم"، نسبة إلى سيدنا "آدم" أبي الخليقة، لأن الحملة موجهة لكل الخلق دون التفرقة بين ذكر أو أنثى، مسلم أو مسيحى، إلا أنها تضمنت في رؤيتها بعض المعلومات التي لم يجتمع عليها العلماء، وهى عن قصة نشأة الأرض وأول من سكن بها، حيث أكدت الحملة أن الله عز وجل خلق سيدنا "آدم" واستخلفه في الأرض من أجل إعمارها، بعد أن أفسد الجن بها.

الإفساد في الأرض
واختلف العلماء والمفسرون حول حقيقة سكن الجن للأرض قبل البشرية، حيث اتجه البعض للقول: إن آدم ليس أول من سكن الأرض ولكن سكنت الجن الأرض قبله، وأفسدوا فيها وأرسل الله لهم الملائكة لمحاربتهم، إلا أن الفريق الآخر يرى أن هذا السيناريو من الإسرائيليات، وأن القرآن الكريم لم يذكر شيئا من هذا القبيل.

واتجه فريق ثالث إلى أنه كانت هناك مخلوقات قبل سيدنا آدم على الأرض ولكن لم يحدد ماهيتها، واتفق مع هذا الرأى الشيخ محمد متولى الشعراوى- رحمه الله، حيث أكد في فيديو له أن ما توصل إليه بعض العلماء عن وجود أشياء يعود عمرها لملايين السنين، وأن عمرها أكبر من عمر "آدم"، لا يتناقض عما ورد بالقرآن الكريم، لأن الله عز وجل لم يذكر في كتابه العزيز أن "آدم" هو أول من سكن الأرض، وإنما هو أول البشر، وأنه كان هناك مخلوقات من قبل أهلكت وأفسدت، والدليل على ذلك عندما قالت الملائكة في سورة البقرة "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ".

" فيتو" سألت العديد من علماء الدين وأساتذة الأزهر لمعرفة إذا كان الجن سكن الأرض قبل البشر أم لا.

الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن بعض العلماء فسروا الآية الكريمة "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء"، أن الملائكة عرفت أن البشر سيفسدون في الأرض، وتوصلوا إلى أن هناك عالما آخر قبل سيدنا "آدم"، وهناك مخلوقات سكنت الأرض، ولكن لم تحدد ماهية هذه المخلوقات والله وحده أعلم بها.

الجن فاسدون
وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الملائكة والجن سكنوا الأرض قبل سيدنا آدم، وأن آدم سكن الأرض وهى نظيفة نقية، لا توجد بها أي آثار للفساد، موضحا أنه كان هناك من الجن فاسدون، ولكن فساد الأرض كان من ذرية آدم.

الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية أكد أن سينا" آدم" هو من عمر الأرض، وإعمار الأرض هو كل ما يؤدى إلى إصلاحها، وأن الله خلق الإنسان من أجل الإعمار وليس الإفساد، ولا شك أن السلوكيات الخاطئة التي تخرج من البعض كعدم ترشيد استهلاك المياه وإلقاء القاذورات، وعدم المحافظة على جمال الطبيعة، نوع من أنواع الفساد في الأرض، لذلك يجب أن نقول أولا إن حملة "خليك زى آدم" حملة صحيحة، وتؤكد على معنى جميل ونحتاج له لكن مسألة إفساد الجن في الأرض قبل خلق آدم، هو من الأمور الغيبية ولا أصل لها.

وأشار الشحات إلى أن الإنسان هو أكثر من أفسد في الأرض، ولكن القرآن الكريم والسنة لم يذكرا أن الجن سكن الأرض قبل آدم، وكل ما أثير حول هذا مجرد اجتهادات ليس لها دليل، ولا يوجد نص صريح وصحيح يؤكد سكن الجن في الأرض قبل آدم وإفساده بها، موضحا أن الكون خلقه الله من أجل آدم.
Advertisements
الجريدة الرسمية