رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

البرلماني السابق جمال زهران: لا أستطيع الإنفاق على بيتي ومرتبي تدهور 75% بعد تعويم الجنيه

فيتو

  • تعويم الجنيه أدى لزيادة الفساد وأغلب من كانوا يتاجرون بالدولار موجودون في السلطة
  • مصر أخطأت خطأ كبيرا يوم أن ساعدت النظام السوداني في فصل الجنوب
  • طالبت القوى السياسية بعدم الترشح أمام الرئيس لتكون الانتخابات بنظام الاستفتاء
  • إبراهيم محلب أقال محافظ الوادي الجديد عندما وقع على استمارة دعم الرئيس في 2014 وأطالب الجهات الرسمية بالحياد
  • مجلس النواب خادم أمين للحكومة لا يراقب ويجامل وإنجازاته التشريعية على هواها
  • إثيوبيا تواصل البناء ونحن نواصل الصراخ
  • التكشيرة مطلوبة مع إثيوبيا في ملف سد النهضة ولا بد من التلويح بالأداة العسكرية ومجلس الأمن
  • بقاء بشار الأسد صمام أمان للدولة السورية والشعب السوري راض عنه ومن يحاربهم إرهابيون
  • أطالب بعزل طارق عامر من منصبه لمغامرته بالاقتصاد المصري في البورصة والاستعانة برجل اقتصادي

هو صاحب أشهر الاستجوابات في برلمان 2005، 2010، كان له 73 استجوابا في البرلمان نوقش منهم 14، لا يصمت على الخطأ مهما كان بسيطا، ويرى الأمور من منظور الإصلاح، لا ينزلق وراء المهاترات التي لا تؤتي ثمارها، منفعل في حديثه ويصر على آرائه، خاصة التي تدعو للإصلاح، لا يقف نقده للأوضاع عند حد معين أو عند شخص بعينه، ويشير إلى الخطأ مهما كان صاحبه دون خوف أو تردد، يتسم بلباقة الحديث في الأمور السياسية سواء الداخلية منها والخارجية، إنه الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية الذي يرى أن المشهد السياسي برمته مرتبك وملتبس، والأحزاب السياسية فقدت جدواها، وأن مجلس النواب بلا هوية، ويقتصر دوره على كونه خادما للحكومة، كما استبعد في حوار لـ"فيتو" ما تردد عن وجود رغبة مبيتة للعبث بالدستور وتعديل بعض مواده، لا سيما الخاصة بفترة الحكم.. تفاصيل أكثر في الحوار التالي:

*كيف ترى ما يتردد حول تعديل الدستور لزيادة مدة الرئيس؟
الرئيس السيسي عندما كان في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ قال إنه يرفض تعديل الدستور، ومد مدة الرئاسة وأنه لا بد من احترام الدستور، مضيفا "التقطت هذه الرسالة، وقلت حينها إن الرئيس أغلق ملف تعديل الدستور الذي كان يسعى لفتحه بعض الشخصيات الانتهازية التي دائما ما تلعب في المشهد بغرض التقرب من الرئيس والحكومة تحقيقا لمصالحها الشخصية، فالرئيس رفض طرح مشروع تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة على البرلمان، كان هناك سيناريو لتعديل الدستور لتكون المدة 6 سنوات، على خلفية أن الرئيس يستكمل المشروعات لكن الرئيس أوقفه، نظرا لأنه يريد أن يشعر بشرعيته، وأعلن رفضه لهذا المقترح والسيناريو.
أما عن الترشح للرئاسة طالبت القوى السياسية بعدم الترشح أمام الرئيس قبل إعلان شفيق ترشحه، في هذه الحالة يكون هو المرشح الوحيد فيتم الانتخاب على أساس تكون الانتخابات على نظام الاستفتاء، ويحصل الرئيس على فترة ثانية، وتستعد القوى السياسية لانتخابات 2022، هناك صعوبات لمنافسة الرئيس السيسي، فمن الافضل أن يكون هناك رضاء عام على الفترة الثانية للرئيس، فمن الآن إلى الانتخابات المقبلة لا بد أن يكون هناك أكثر من مرشح.

*كيف ترى حملات دعم السيسي في محافظات الجمهورية في الانتخابات الرئاسية؟
عندما انطلقت حملة علشان نبنيها لتأييد الرئيس السيسي فوجئنا بأن محافظا يوقع على الاستمارة، وعندما وقع محافظ الوادي الجديد على الاستمارة ودعا للرئيس السيسي في عام 2014، كان حينها المهندس إبراهيم محلب رئيسا للوزراء فأقاله من منصبه، لا بد أن تكون الجهات الرسمية محايدة، لا يجوز إمضاء محافظ، وجدنا في حملة علشان نبنيها المحافظون يتسابقون للتوقيع، وهو ما يجدد النفاق، وأيضا رئيس مجلس النواب بنفسه هو الذي يبادر بالتأييد، ويكتب الاستمارة، ولا بد أن يكون محايدا، وأيضا الوزراء الذين يوقعون على حملات تأييد السيسي يعد نفاقا سياسيا.
وهو ما يعني أننا نخلق حالة تنافسية شكلية وهو ما يعني أيضا أننا لن نشهد حياة ديمقراطية سليمة، ولا انتخابات سليمة، طالما أننا نقوم بالثورات ولا يوجد حياد من قبل الدولة، وأى مرشح لن يكون له الفرصة في ظل البيئة السياسية المقيدة الحالية.

*كيف ترى أداء مجلس النواب بتشكيلته الحالية؟
مجلس النواب الحالي هو خادم أمين للحكومة، وليس مراقبا عليها، وليس صانعا للسياسة ولا يمارس دوره، أصبحنا في الدور الثالث للبرلمان ولم نر استجوابا واحدا للحكومة، في خمس سنوات عام 2005، 2010، كان لى 73 استجوابا في البرلمان ناقشت منهم 14، واستجوابات حقيقية عن فساد الدولة، فهذا البرلمان لا يراقب ويجامل لا ينصف قضايا الشعب، وله إنجازات تشريعية على هوى الحكومة، سريعة ومتعجلة، وأرى أن البرلمان لم يأخذ صف الشعب في تعويم الجنيه والقروض التي تأتي من الخارج، كان من المفترض أن يوقف البرلمان الحكومة في هذه القرارات لكنه لم يفعل.

*وماذا عن أداء الرئيس السيسي في فترة الرئاسة الأولى؟
هذه الفترة كانت صعبة، لكن الأداء بوجه عام هادىء وغير متهور ولكنه يتسم بالبطء الشديد، وهو ما قلته على مبارك في بداية عهده أن القرار كان بطيئا للغاية، وهي مشكلة كبرى اندهشت من بعض القرارات ومنها تعيين عمداء الجامعات بقرار من الرئيس، وهو عبء على الأجهزة والرئاسة، أصبح نصف الكليات تدار بقائم بعمل وليس عميدا.

*بوجهة نظرك.. ما هو المطلوب في ملف سد النهضة الإثيوبي؟
لا أستطيع أن أفهم كيف تدار أزمة سد النهضة بشكل بطيء، وهو خطر كبير، فريق إدارة الأزمة حول الرئيس فريق هادئ يستقبل الأمور بهدوء وهو خطر كبير، لا بد أن يتم التلويح بأدوات أخرى في أزمة سد النهضة، قد تصل إلى الأداة العسكرية وقد تصل إلى اللجوء لمجلس الأمن، وقد تصل أيضا إلى التهديد بمنع التحالفات مع الدول المانحة، التكشيرة مطلوبة لإثيوبيا، خاصة أن هناك قوى خارجية تدعمهم ومنهم قطر، طالما أن إثيوبيا تواصل البناء ونحن نواصل الصراخ فلنصرخ، وهى تبني، رجال القانون الدولي طرحوا الكثير لا بد أن نستفيد منها.
لا نلعب أيضا في منطقة الشام، عندما لجأنا للعراق في البترول كان أمرا هام فلماذا لا نستمر، لكننا نأخذ القرار ونحن مترددون، قدم للأمام وقدم للخلف، لا بد أن يكون لنا دور في سوريا والعراق والدول العربية، رئيس وزراء قطر السابق، قال أنفقنا 128 مليار دولار لتدمير سوريا تدميرا منظما.

*كيف ترى الوضع في سوريا وإزاحة بشار الأسد عن الحكم؟
إزاحة بشار الأسد هو أمر بيد شعبه، بعدما انتصر وسيطر على البلاد، ولم يتبقى غير القليل، نقول له أذهب،، وأرى أن الأسد انتصر على معارضيه، كنت في سوريا ضمن وفد شعبى وتقابلنا مع كل القيادات السورية، وتحاورنا معهم، من يحاربهم بشار الأسد هم إرهابيون، قوات لـ120 دولة كانوا موجودين في سوريا وتم التخلص منهم جميعا، كانت الحدود العراقية مفتوحة وداعش كان يحارب لإقامة الجمهورية، وبقاء بشار الأسد هو صمام الدولة السورية، والشعب السوري هو من سيقول كلمته في استمرار بشار، سوريا 35 مليون نسمة، منهم نحو 7 ملايين في الخارج، والموجودون حاليا راضون ببشار الأسد، ومن خرجوا ليسوا ضد بشار الاسد، من يطالبون بإزاحة بشار الأسد أقول لهم أنه تدخل سافر في الشأن السورى، ولا يقبله أحد مثلما لا يقبل أحد التدخل في شأنه.

*وكيف ترى الأماكن الملتهبة في الدول العربية؟
لا بد أن تعود مصر إلى ممارسة دورها القيادي المسئول الذي يعمل له حسابات في الوطن العربي، أمريكا نقلت الإرهابيين من سوريا لمصر، وأردوغان اعترف وقال نقلنا الداعشين إلى سيناء مباشرة، لإقامة الجمهورية الداعشية في سيناء، تركيا تتحالف مع السودان وأخذت جزيرة سواكن في البحر الأحمر لكى تحاصر مصر، هنا مصر تحركت وحصلت على تطمينات سودانية في هذا الشأن، أيضا الشمال العربى العراق وسوريا ولبنان، نظرا لأن الشمال صمام أمني قومى، لابد أن نأخذ مواقف متوازنة ونكون نحن الفاعلين، ولا نسير وراء أحد.

السياسة الخارجية لا بد أن يعاد هيكلتها مرة أخرى وتكون سياسة جريئة وقوية، ولا نحتج بالأوضاع الاقتصادية، السياسة غائبة ويزداد غيابها يوما بعد الآخر وهو خطر على الدولة، نظرا لأن السياسة هي كل شيء، الدولة عندما اختارت تعويم الجنيه تدمر كل شيء، التكلفة زادت، أغلب من كانوا يتاجرون في الدولار موجودين في السلطة.


*كيف ترى الاقتراض من الخارج لتنمية الاقتصاد؟
أحذر من القروض المتزايدة والمتصاعدة التي وصلت لـ100 مليار دولار، وأطالب بعزل طارق عامر، والاستعانة برجل اقتصادي، نظرا لأن طارق عامر ليس رجل اقتصاد، لكنه رجل مغامر يغامر بالاقتصاد المصري في البورصة، حدث تدمير للعملة المصرية، وهو ما دهور الأوضاع الاقتصادية مع عدم زيادة للأجور، أنا أستاذ جامعة لا أستطيع الإنفاق على بيتى، ومرتبى تدهور 75%، قيمته الشرائية أصبحت 25%، تعويم الجنيه أدى إلى زيادة الفساد عشر أضعاف ما كان سائدا في عهد مبارك، مع التقدير لدور الرقابة.

أرى أن الرقابة الإدارية تبذل مجهودات كبيرة للغاية، ولكنها على الفساد الصغير فقط، وليس على الفساد الكبير، نريد الفساد الكبير، لجنة الأراضي التي شكلت برئاسة إبراهيم محلب، كأنها أتت لتقنين أوضاع الفاسدين وليس استرجاع أراضي الشعب، لو كنت مكان السيسي لأتيت برجال الأعمال وطلبت الأموال منهم، المحاكمات لم تفعل شىء، لن ننهض بالبلد من خلال القروض.

* كيف ترى الدور السوداني المتعنت في أزمة سد النهضة؟
يأتى نتيجة بطء السياسة المصرية، السودان من المفترض أن لا يخرج من تحت يد مصر، لكنه نظام زجزاجى مثل الزئبق، لذلك يغيظ مصر يذهب إلى قطر، أول دولة مختلفة معنا، مصر أخطأت خطأ كبيرا يوم أن ساعدت النظام السودانى في فصل الجنوب، في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، مصر هي التي مارست الضغوط على البشير لفصل جنوب السودان وهو بداية التفتيت، لابد من إعادة هيكلة العلاقات مع السودان، وأن تكون مصر فاعلة في كل القضايا، وتأخذ النهج النشيط، وتقود هي الجميع، لن يحدث حدث للامام دون مصر.

* هل تستطيع مصر الاستغناء عن أمريكا؟
أنا من المطالبين بالقرار المصرى برفض المعونة الأمريكية، لو أتينا برجال الأعمال سنأتي بالمعونة من الضرائب، لدينا البدائل، لكن الفكرة هي الارتباط بأمريكا لابد أن ينتهى، لم تعد أمريكا قادرة على دعم الدولة والشعب المصرى.

بعدما أعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة ماذا ننتظر من أمريكا، لا يمكن أن ننتظر خيرا من أمريكا هي دولة ورثت الاستعمار البريطاني والأوروبي وتعمل على انتهاك الشعوب وتهديدهم بالمعونات التي تعطيها لهم، الهند دولة كبرى ترفض أي معونة أو منحة حتى لا يؤثر ذلك على قراراتها، أقول للسيسي إنك بدأت بداية سليمة ثم انحرفت عن مسار البداية، طالب الشعب أن يقفوا وراءه بأن يبنوا قناة السويس الجديدة، حتى لا يؤثر علينا أحد، الشعب حينها وقف بجانب الرئيس، أحذر من انهيار اقتصادي قادم وحالة اضطراب في المنطقة، المطلوب سياسات اقتصادية بديلة وتغيير بعض الأشخاص المسئولين عن الملفات الاقتصادية.

*وماذا عن ملف جماعة الإخوان الإرهابية وهل يمكن التصالح مع الجماعة؟
الإخوان انتهوا يوم 30 يونيو، هم عملاء للغرب وأمريكا أتوا لكى يحكم الإسلام السياسي في المنطقة، ويستطيعون الحشد، وأرى أنهم إنتهوا ونحن نحى دورهم ونعطيهم دورا، اللعب بالدين لا زال موجودا رغم مخالفته للدستور، هدفنا بعد ثورتين خلق دولة مدنية عادية، الأمان في تعدد الاراء وكبت أي رأى يضر بالمصلحة العامة.

* بما ترد على من يتشوق لعودة نظام مبارك؟
النظام الحالي بسياسته جعل المواطن يتشوق لنظام مبارك، الخطورة أننا نتبع نفس السياسات في عهد مبارك بشكل مختلف يخدم رجال الأعمال ويسمح بتواجد الفساد الكبير، واستحضار رموز مبارك في السلطة بجوار الرئيس، كأن هناك عقابا للشعب أنه قام بثورتين ونظام مبارك يعيش وسط السلطة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية