رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مُعلمة» ببني سويف تعرض أعضاءها لعلاج ابنتها المحترقة (فيديو)

فيتو

«مُعلمة» بمحافظة بني سويف، كانت تعيش حياة مستقرة إلى حد كبيرٍ، حتى حدث ما لا يحمد عقباه.


تفاجئت المعلمة الأم بالنار وهي تشتعل في وجه ابنتها طالبة الثانوية. نجت الفتاة من الموت لكن الأمر ترك ما هو أبشع حيث احترق وجهها واحترق معه قلب الأم، لتدفع كل ما تملك وما لا تملك في محاولة منها لإعادة وجه ابنتها دون أن تستطيع ذلك لضعف حالتها المادية.

اضطرت الأم إلى عرض أعضائها للبيع، لاستكمال علاج ابنتها «طالبة ثانوى» الذي أنفقت عليها كل ما تملك، حتى تتمكن من إجراء آخر عملية جراحية لتجميل آثار الحريق، منذ ما يزيد على العامين، حتى تتمكن من استعادة هيئتها وصورتها الطبيعية، قبل الدخول للمرحلة الجامعية.

تقول «ن.ا» 50 سنة، مُعلمة: إن معاناتها بدأت منذ عام ونصف العام تقريبًا، عندما فوجئت أثناء تواجدها بغرفة نومها، عقب عودتها من عملها، بدخول نجلتها «ا.ص» 18 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوى، والنار مشتعلة فيها، بعد أن طالتها نيران بوتاجاز المطبخ، وحاولت إنقاذها بإخماد النيران بمفرش السرير «كوفرته» ولكن تمكنت النيران من منطقة أسفل الوجه والرقبة حتى منتصف البطن تقريبًا.

وواصلت: توجهت بها إلى المستشفى العام ومنها إلى مستشفى التأمين الصحي ونجحت محاولات الأطباء هناك لإنقاذ حياتها، ولكن تركت الحادثة لابنتي ما هو أفظع من الموت «إن جاز التعبير» فقد تشوهت وباتت غير قادرة على الحركة، والتزمت بالسرير ما يزيد على 5 أشهر «ذاقت الأمرين» وكنت معها أتقطع داخليًا وأتماسك أمامها حتى لا تؤثر حالتي النفسية على مراحل علاجها، خاصة أنني أقوم معها بدور الأم والأب لانفصالي عن والدها منذ سنوات.

وأضافت: أجريت لها عملية جراحية بمستشفى التأمين الصحي، قام خلالها الطبيب «د.محمود عبد الرحمن» استشاري جراحات التجميل، بترقيع مكان الحروق «تبرعًا مني» كأول جراحة من نوعها في بني سويف، ولكن عمليات التأمين الصحي وإمكانياته التي تقف عند حدود معينة في مراحل التجميل دفعتني لإنفاق كل ما أملك وما لا أملك على علاج ابنتي «تداينت واقترضت من البنك واستلفت من التضامن الاجتماعي» إلى أن أجريت لابنتي عملية جراحية في مستشفى الحلمية العسكرية بموافقة رئيس مجلس الوزراء، ولكن تحملنا جزءًا من التكلفة، ناهيك عن العلاج باهظ الثمن والدهانات والسيليكون «صرفت أكثر من 100 ألف جنيه».

وتابعت: الآن وصلت للمرحلة الأخيرة من رحلة العلاج، وهي إجراء آخر عملية جراحية، لابنتي حتى تعود قادرة على بداية مرحلة حياتها الجامعية، غير مبالية بنظرات زملائها وزميلاتها لها، بتقولى «أنا مش هروح الجامعة وأنا كده يا أمى حتى لو مش هكمل دراسة» كلماتها تعصرني ألمًا ولكن أصبحت لا أملك حتى مرتبي الذي لا يغطى القرض وسلفة التضامن الاجتماعي، ولأول مرة في حياتي عجزت عن سداد إيجار شقتي لعدة شهور.

وقالت الأم والدموع تنهمر من عينيها: ظروف أبنتي ومأساتها وضغوط الحياة على دفعتني للتفكير في بيع أعضائي، بدأت في عرض كليتي على أحد الأطباء بمستشفى بالقاهرة كتبرع بمقابل، ولكن وقف قرار وزارة الصحة بشرط عدم تجاوز الـ45 عامًا عائقًا أمام إتمام ذلك، فلجأت الآن لعرض بيع «قرنية» حتى أتمكن من الحصول على مبلغ 20 ألف جنيه لإجراء العملية لابنتي لتستعيد هيئتها الطبيعية «كفاية عليه أشوفها بعين واحدة وهي سعيدة».

وأضافت: ترددت كثيرًا في التواصل مع الصحف أو وسائل الإعلام، حتى لا أظهر أمام ابنتي في هيئة «المتسولة» وهذا ما سيؤثر عليهًا سلبيًا في المراحل الباقية من علاجها.

واختتمت: أناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بإصدار تعليماته للأجهزة المعنية لتولى استكمال علاج ابنتي حتى تعود للحياة التي أختفت عنها ما يزيد على عامين «اعتبرها بنتك يا ريس».

ومن جهتها، التزمت "فيتو" برغبة الأم بعدم ذكر بياناتها ولا كشف ملامحها، منوهة أنه على من يرغب في التواصل مع الحالة، سواء كان من الجهات الحكومية أو الأهلية أو المتبرعين، فعليه بالتواصل مع الجريدة للحصول على البيانات والمعلومات اللازمة عن الحالة.
Advertisements
الجريدة الرسمية