رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسئلة وأجوبة.. دوافع ومخاطر قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل تمهيدا لنقل سفارتها إلى هناك، في مخالفة لما جرت عليه السياسة الأمريكية منذ فترة طويلة في خطوة أحدثت هزة في العالم وربما تؤجج الاضطرابات في المنطقة.


ورغم تحذيرات من حلفاء الولايات المتحدة من الدول الغربية والعربية سيلقي ترامب كلمة بعد قليل، في البيت الأبيض، يطلب فيها من وزارة الخارجية البدء في البحث عن موقع لإقامة سفارة في القدس في إطار ما يتوقع أن تكون عملية تستمر سنوات لنقل النشاط الدبلوماسي من تل أبيب.

* لماذا يخطط ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة هناك؟
لطالما كان هناك ضغط من الساسة المؤيدين لإسرائيل في الولايات المتحدة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وجعل ترامب من هذا التحرك وعدا من أهم وعود حملته الانتخابية خلال السباق الرئاسي عام 2016.

ومن المرجح أن يحظى هذا القرار بشعبية بين الكثير من المحافظين والمسيحيين الإنجيليين في قاعدته السياسية. ويدعم كثير منهم الاعتراف السياسي بمطالبة إسرائيل بالسيادة على المدينة. ويعتقد أن مايك بنس نائب الرئيس وديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل ضغطا بقوة من أجل الاعتراف ونقل السفارة.

* لماذا تلعب القدس مثل هذا الدور المهم في الصراع بالشرق الأوسط؟

الدين والسياسة والتاريخ.

القدس هي مدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاثة وهي اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكل دين مواقع تمثل أهمية دينية بالغة هناك. وقامت صراعات من أجل المدينة لآلاف السنين بين سكانها وبين الغزاة الرومان والصليبيين والعثمانيين والإمبراطورية البريطانية ودولة إسرائيل وجيرانها العرب.

تعتبر حكومة إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية والموحدة رغم أن هذا أمر لا يحظى باعتراف دولي.

ويرى الفلسطينيون ذلك أيضا بنفس القوة إذ يقولون إن القدس الشرقية ينبغي أن تكون عاصمة لدولتهم في المستقبل. وللمدينة أسماء مختلفة فاليهود يطلقون عليها اسم "أورشاليم" بينما يسميها العرب "القدس".

لكن أهمية المدينة تذهب لأبعد من الطرفين اللذين يتصارعان عليها في الوقت الراهن.

ففي قلب البلدة القديمة تقع تلة يطلق عليها اليهود جبل الهيكل، بينما يعرفها المسلمون باسم الحرم الشريف.

وعلى بعد أمتار من الجدار الغربي المقدس لدى اليهود تقع قبة الصخرة والمسجد الأقصى الذي بني في القرن الثامن. ويعتبر المسلمون الموقع ثالث أقدس موقع في الإسلام بعد الحرمين في مكة والمدينة.

كما تمثل المدينة أهمية للحجاج المسيحيين فهي المكان الذي يعتقد المسيحيون أن المسيح كان يلقي فيه عظاته ومات فيه ثم قام.

* ما هو وضع المدينة الآن وهل لأي دولة أخرى سفارة في القدس ؟

عندما انتهى الاحتلال البريطاني في عام 1948 احتلت القوات الأردنية البلدة القديمة والقدس العربية الشرقية. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية من الأردن في حرب عام 1967 وضمتها في تحرك لم يحظ باعتراف دولي.

وفي عام 1980 أقر البرلمان الإسرائيلي قانونا يعلن مدينة القدس "الكاملة والموحدة" عاصمة لإسرائيل لكن الأمم المتحدة تعتبر القدس الشرقية محتلة ولا يزال وضع المدينة محل نزاع حتى يتم حله في مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وسبق أن كان لدول أخرى سفارات في القدس لكنها نقلتها خارج المدينة قبل أعوام. ويقوم العاهل الأردني بدور الوصي على المقدسات الإسلامية بالمدينة.

* ما المرجح أن يحدث بعد ذلك؟ وهل سبق أن كانت القدس بؤرة للصراع ؟

تسود التوترات في القدس وسبق أن اندلع العنف بشأن مسائل السيادة والدين.

وفي عام 1969 حاول مبشر أسترالي حرق المسجد الأقصى. وباءت المحاولة بالفشل لكنه سبب أضرارا وكان المناخ السياسي مشحونا ولاسيما بعد عامين من حرب عام 1967 فساد الغضب في جميع أنحاء العالم العربي.

وفي عام 2000 قاد أرييل شارون، زعيم المعارضة آنذاك، مجموعة من المشرعين الإسرائيليين إلى مجمع الحرم الشريف مما فجر احتجاجات فلسطينية. ووقعت اشتباكات عنيفة تصاعدت بسرعة لتصبح الانتفاضة الفلسطينية الثانية والمعروفة أيضا باسم انتفاضة الأقصى.

ووقعت مواجهات دامية أيضا في يوليو تموز هذا العام بعد أن قامت إسرائيل بتركيب أجهزة كشف معادن عند مداخل المجمع بعد أن قتل مسلح من عرب إسرائيل شرطيين إسرائيليين.

وفي الأيام القليلة الماضية دعت فصائل فلسطينية لاحتجاجات في أعقاب خطبة ترامب وحذر زعماء عرب في جميع أنحاء العالم من أن التحرك الأمريكي الأحادي قد يؤدي إلى اضطرابات ويعرقل المساعي الأمريكية لإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
Advertisements
الجريدة الرسمية