رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أصدقاء مكاوي سعيد يبكونه: بقيت الروايات وانصرف الراوي على غير ميعاد

مكاوى سعيد
مكاوى سعيد

رحل الكاتب الكبير مكاوي سعيد، عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر يناهز 61 عاما، ما سبب صدمة كبيرة لمحبيه وأصدقائه المقربين، الذين كان يجالسهم في إحدى مقاهي وسط البلد، قبيل ساعات من وفاته.


"فيتو" التقت عددا من أصدقائه الذين كان يقضي معظم اليوم معهم؛ للحديث عن آخر لحظاته التي قضاها معهم.

فيقول يوسف محمد، أحد أصدقائه المقربين أن الراحل كان يتميز بجلوسه الهادئ بين قرائه وأبطال رواياته، هذا المكان شاهد بكل تفاصيله على مناقشاته ونصائحه لأصدقائه التي يتقبلونها بحالة من الفرح والسرور تملأهم عندما يتواجد بينهم.

وفي ليلة وضحاها سقط علينا خبر وفاته كالصاعقة، ولم نصدق أنه رحل حتى الآن، مع أننا كنا نقضي معظم اليوم في مقهى زهرة البستان، منذ بدايته إلى الساعة الثامنة مساءً، ثم ننتقل بعدها إلى مقهى بباب اللوق.

أوضح أنه خلال هذه الفترة اشترك معه في إصدار مجلة "زرقاء اليمامة"، ثم عمل بعد ذلك مستشارًا لدار نشر "الدار" وفى هذه الفترة أصدر المجموعة الكتابية "تغريدة البجعة"، وبدأ يكتب عن بنايات القاهرة.

وتابع يوسف، كان مكاوي سعيد يتميز بالخجل، وكان كالفراشة تلف حول كل شيء لكنها تريد الزهور، خفيف ينتقل من مكان لمكان بسرعة، كان دائم التأثر بالأحداث والشخصيات حتى رفاقه، وتميز بقدرة ذاتية على التحليل والتخزين، وهى ملكات الأديب الحقيقي، مشيرًا إلى أنه كان صديقا مخلصا لأبعد الحدود، نقي مثل أهل مصر الطيبين، بالرغم من تلوث كل ما حوله، حياته كانت رقيقة جدًا، بالفعل نحن فقدنا صديقا أدبيا رائعا.

ويروى لنا الكاتب المسرحى على أبو سالم، آخر لحظات مكاوي سعيد معهم، قائلًا: "كان آخر سهرة له معنا ليلة أمس، ولم يكن يشكو من أي شيء، وكنا ننتظره اليوم ليعيد معنا كرة أمس، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبدلا من أن يأتي ذهبنا نحن لدفنه اليوم".

موضحًا: "أتحدث عن مكاوى سعيد؛ لأنه كاتب مبدع بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

وطالب بأن توضع أعماله الأدبية وكتبه تحت المجهر من الآن، لننظر إلى براعة كتاباته ومدى الإبداع والإتقان فيها، مضيفًا كان سعيد على المستوى الإنسانى، له حضور غير طبيعي، فكان يترك تأثيرًا طيبًا في نفوس من حوله، كان ساخرًا من الحياة، لم نلمس منه نبرة موت أو يأس في صوته، فآخر ما كنا نتوقع أنه لم يأت اليوم إلى مكانه المفضل "أتيلية القاهرة" لظروف ما، وليس الموت، الذي فجع الجميع عندما سمعوا به.

وأشار إلى أن مكاوي، كان شاهدًا على معظم الأحداث التي مرت بها مصر، وكتب عن ثورة 25 يناير كتابه "كراسة التحرير"، فهو لم يكن كاتبًا فقط، بدأ شاعرا وروائيا وحصل على لقب "شاعر الجامعة" في شبابه عام 1979، وذلك بسبب كثرة ندواته الثقافية بالجامعة، واشتهر بكتاباته الروايات والشعر الفصيح.

وصدمت الفنانة التشكيلية عزة مصطفى، بخبر رحيل "ميكي" كما تلقبه، أصابها بجرح غائر في قلبها، قائلة: "كان يعد من الكتاب المصريين الموهوبين، كان واعيًا بكتابة الروايات والشعر والتأثر بكبار الشعراء والإبداع بالأسلوب البسيط المميز".

متابعة أنه كان سريع التنقل والحركة فكنا نلتقي به دون مواعيد، وحينما تنظر اليه يدب بصدرك الراحة والاطمئنان لما تراه من ابتسامه مليئة بالأمل لا تفارق وجهه، واستطاع خلال حياته أن يثبت موهبته الكتابية والإبداعية، فبقيت الروايات وانصرف الراوى على غير ميعاد.

وأضافت، الراحل شاعر وأديب، ومن أشهر أعماله الأدبية التي نالت إعجاب الكثير من الجمهور والنقاد "تقنيات وسط البلد، أن تحبك جيهان، رواية فئران السفينة، تغريدة جميلة".
Advertisements
الجريدة الرسمية