رئيس التحرير
عصام كامل

«موسم تفخيخ الأحزاب».. صراع على مقعد الرئيس في «الوفد».. الاستقالات ورطة «المؤتمر».. أزمة الرجل الثاني تهدد «مستقبل وطن».. و«الكرامة» يبحث عن قائد بعي

معصوم مرزوق وحمدين
معصوم مرزوق وحمدين صباحي

الصراعات فقط تؤكد أن مصر لا تزال بها حياة حزبية.. الرغبة التي تشتعل فور خلو مقعد، تشير بما لا يدع مجالا للشك، إلى أنه لا يزال هناك من يطمحون للمناصب، ومن يعقدون الصفقات، ومن الممكن أن يتجاوزوا أمر الصفقة ويدخلوا مربع المؤامرة، لا لشيء إلا طمعًا في «الوجاهة السياسية».


أحزاب مصر، التي لا تزال تطاردها اتهامات بـ«الضعف السياسي»، باقية على قيد الحياة لأنها دائما تكون ساحة مفضلة لـ«الصراعات»، الوجوه القديمة التي تريد أن تسيطر، والعقليات الجديدة التي ترغب في أن تُدير، والسيناريوهات المكررة التي يكاد يكون رجل الشارع العادي، وليس المهتم بالشأن الحزب فقط، قد حفظها عن ظهر قلب.

الانقسامات
الانقسامات.. وجه العملة الآخر، فالأحزاب المصرية يمكن القول إنها تعاني من مرض مزمن اسمه «الانقسام» يأتي على فترات، تصحبه نوبات من «التشنج السياسي»، ارتفاع في درجة حرارة التصريحات، وهبوط حاد في دورة الأداء، وهي أعراض يعاني منها في الوقت الحالي «بيت الأمة» حزب الوفد، الذي بدأ فيه الصراع مبكرا على كرسي رئاسة أكبر حزب في مصر، حيث يستعد المرشحون قبلها بفترة كبيرة ويعلنون عن نيتهم لخلافة «البدوي» الذي أمضى فترتين متتاليتين على كرسي الرئاسة، ولا يجوز له الترشح مرة أخرى على رئاسة الحزب- حسب اللائحة الداخلية التي تحكم عمل الحزب.

ووفقا لمصادر داخل «بيت الأمة»، هناك مطالبات بترشح الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى على رئاسة الحزب، خلفا للدكتور السيد البدوي الذي سيترك الكرسي بعد عدة أشهر، خاصة أن «موسى» عضو بالحزب منذ فترة طويلة، إلى جانب الثقل السياسي الذي يمثله على الساحة.

المصادر ذاتها، لفتت الانتباه إلى أن الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، رفض «رئاسة الوفد»، لتدور دائرة الصراع حاليا في الترشح على رئاسة الحزب بين المستشار بهاء أبو شقة السكرتير العام لحزب الوفد، والمهندس حسام الخولي نائب رئيس الحزب الحالي، حيث أعلن كل منهما أنه سيترشح على الكرسي لخلافة البدوي، ويحاول كل منهما أن يضمن الكتلة الكبرى والجانب الأكبر من قبل الأعضاء داخل الحزب، قبل بدء المعركة، حتى يضمن الوصول إلى القمة، ويكون الرجل الأول بحزب الوفد.

الرئيس
أزمة «الرئيس» وجدت طريقها أيضا إلى أروقة وردهات وغرف حزب الكرامة، حيث أعلن المهندس محمد سامي، رئيس الحزب، نيته اعتزال الحياة السياسية بعد انتهاء مدته خلال عدة أشهر، على أن يختار المؤتمر العام للحزب خلالها رئيسا جديدا للحزب، بعدما ترأس سامي الحزب لمدة طويلة من الزمن وسط صراعات للحزب مع السلطة، لكن ربما أن اعتزال رئيس تيار الكرامة وراءه الكثير، الذي لا يريد الإفصاح عنه، وخاصة أن الحزب شهد استقالة السفير معصوم مرزوق القيادي البارز في الحزب، منذ عدة أشهر، وهي الاستقالة التي لم يكن يتوقعها أحد، وكانت مفاجأة للجميع حينها.

في الوقت ذاته لم يعلن أحد الترشح على رئاسة الحزب خلفا لسامي، في حين أن المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، يبتعد كل البعد عن المناصب القيادية بالحزب، ويظل عضوا عاديا بالحزب، رغم أنه مؤسس حزبي التيار الشعبي والكرامة سابقا الذي تم دمجهما تحت مسمى تيار الكرامة حاليا، لكنه لا يتولى مناصب أو يترشح على مناصب، رغم كلمته العليا وشخصيته كمرشح رئاسي سابق حصل على الكثير من الأصوات.

مستقبل وطن
أما حزب مستقبل وطن فكانت تجربته، مختلفة إلى حد ما، وخاصة أن الذي أسس الحزب لم يكن يبلغ من العمر الـ30 عاما، وهو محمد بدران، الذي أسسه وتولى رئاسته لما يزيد على العام، لكن سرعان ما وقع الحزب في فخ الاستقالات في الأمانات المركزية وعلى مستوى المحافظات، حتى طالت رئيس الحزب نفسه محمد بدران، وأعلن استقالته رسميا من رئاسة الحزب، مبررا ذلك أنه يستكمل دراسته خارج البلاد، ويحتاج إلى مجهود ووقت كبيرين ولا يستطيع التفرغ لإدارة الحزب.

المهندس أشرف رشاد، بعد رحيل «بدران» حيث أصبح الرجل الأول بعد أن كان أمينا عاما للحزب إبان فترة رئاسة الأخير للحزب، ولم يختر «رشاد» رجلا ثانيا بالحزب من حينها، وترددت الأنباء حينها بتولي القيادي بالحزب أكمل نجاتي منصب الرجل الثاني، نظرا لأنه كان لامعا في ذلك الوقت، لكن سرعان ما اختفى «نجاتي» عن الساحة لفترة من الزمن، وظهر بعد فترة منضما لحزب آخر وهو حزب المؤتمر.

رغم الانتهاء من المؤتمر العام للحزب أيضا الذي عقد منذ عدة أيام لم يُنصب رئيس الحزب المهندس أشرف رشاد أمينا عاما للحزب أيضا، وخاصة أن هذا المنصب يتم اختياره من قبل رئيس الحزب وليس بالانتخابات.

المؤتمر
حزب المؤتمر الذي أسسه وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، وتولى رئاسته لفترة السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إلى حين وصل الأمر إلى الربان عمر المختار صميدة رئيسا للحزب، شهد هو الآخر منذ فترة عدة استقالات بالمحافظات، آخرها استقالة الأمين العام للحزب حينها اللواء أمين راضي، مبررا ذلك بأن رئيس الحزب يتخذ القرار منفردا دون الرجوع له، وخاصة أنه يعد الرجل الثاني بالحزب، وهو ما دعاه إلى تقديم استقالته من الحزب، وسرعان ما انضم إلى حزب الوفد، الذي حدث به أزمة بسبب انضمامه للحزب، نظرا لأن «راضي» كان من أعضاء الحزب الوطنى «المنحل»، وهو ما ندد به أعضاء الوفد، لكن سرعان ما برره الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب بأن اللواء أمين راضي كان من الشرفاء والأوفياء.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية