رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد «منع تغسيل الموتى».. هل تنهي الكنيسة زمن «زوجتك نفسي»!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«الكنيسة» ليست مجموعة البنايات المنتشرة شمالا وجنوبا، إنما هي في الأساس الشعب المسيحي، المنتشر أيضًا في أرجاء المحروسة، يؤثر ويتأثر بالمجتمع المحيط به، وأثرت فيه العادات المجتمعية المغلوطة، بل أصبحت جزءًا من ثقافته، رغم أنها تتنافى مع تعاليم الكتاب المقدس، الذي هو دستور الحياة المسيحية.


العادات الخاطئة لم ترق للقيادات الكنسية التي ترغب في «تطليقها»، متحملة تبعات القرارات التي تدخل البعض منهم في أزمات ومواجهات مباشرة مع شعب الكنيسة، لكن يبدو أن هناك إصرارا واضحا من بعضهم على رفض الارتماء في أحضان العادات المغلوطة.

التمرد على العادات القديمة ظهر جليا في قرار الأنبا بفنوتيوس مطران إيبارشية سمالوط للأقباط الأرثوذكس بالمنيا، بمنع تغسيل المتوفى، بدعوى أنه لا يوجد أثر مسيحي لهذه العادة، كما قرر أيضًا الاكتفاء بالذكرى السنوية الأولى للمتوفى، وتلقى العزاء عقب الوفاة لمدة يوم واحد فقط، مع ارتداء السيدات الملابس البيضاء بدلا من السوداء.

مطران سمالوط استند في قراره إلى أن هذه العادات لها جذور فرعونية، خاصة أن الإنسان بالأساس روحي وليس ماديا، ومن هنا يجب التعامل معه على هذا الأساس.

الكنيسة أيضًا موقفها ثابت من الملابس خاصة للفتيات والسيدات، وترفض كل محاولات الخروج عن «الحشمة»، فالأساس في ملابس السيدات هي المأخوذة من الآية «لاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ».

لكن خروج بعضهن على النص دفع الأنبا يؤانس، أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأسيوط، إلى تشديده على ضرورة التزام المصلين بالملابس اللائقة لدخول الكنيسة، خلال الصلاة، وفي المناسبات والأعياد، وقرر تفعيل قرار منع دخول الكنيسة لغير المحتشمين، ونبه أسقف أسيوط على الشباب والفتيات عدم ارتداء «البنطلون القصير أو المقطع».

من العادات التي اكتسبها أيضًا الشعب القبطي من المجتمع، وتعد مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس، هي استخدام الـ«دي جي» في الأفراح والمناسبات، لكن الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص، منع استخدامه الـ«دي جي»، والمشروبات الروحية، والدخان في الأفراح.

ومن العادات أيضًا التي تنتظر تدخل كنسي هي «الميراث»، فتعاليم الإنجيل ومبادئه الأساسية من شأنها المساواة بين الذكر والأنثى، لكن هناك فئة تتشبث بالعادات والتقاليد والقانون الذي يطبق شريعة أخرى، وفئة أخرى ترفض تماما إعطاء أي ميراث للمرأة، وهنا يتخطى دور الكنيسة الإرشاد والنصح، إلى تطبيق مبادئ الإنجيل، كما يفترض أن يعود القاضي إلى الكنيسة لتفعيل المادة الثالثة من الدستور المصري عندما يجد قضية إعلام وراثة لعائلة مسيحية.

«الزواج للمرة الثانية بعد ترك شريك الحياة الأول » من القضايا الملحة في الكنيسة، رغم أن الكتاب المقدس، يجرم تمامًا هذه الفعلة، وهو ما يتطلب حزمًا من الكنيسة، والشدة في التعامل مع بعض الكهنة الذين يحاولون إعطاء تصاريح زواج ثان للأقباط دون الرجوع للكنيسة، لأسباب أخرى غير علة الزنا استنادًا إلى لائحة 38 التي كانت تمنح المسيحى حق الزواج لعدة أسباب بغرض تجفيف المنابع، وهو ما قاومته الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية بشدة وفقد البعض كهنوته ومناصبه الكنسية بسبب اجتهاداته الخاطئة.

وقال مصدر كنسي -فضل عدم ذكر اسمه- إن جملة القرارات التي يتخذها كل أسقف في إيبارشيته، تعتبر اجتهادات، بما لا تتعارض مع روح الكتاب المقدس والإيمان المسيحي والعقيدة الأرثوذكسية.

وأوضح في تصريح لـ«فيتو»، أن القرارات يقابلها تأييد ومعارضة، لكن الشعب بعد فترة يتفهم ويخضع للرئاسة الكهنوتية، لكن فيما يخص الموروثات فهي لا تؤثر فى شعبية الكنيسة؛ لأن الكنيسة مبنية على إيمان وعقيدة، لكن في المطلق أن أي قرار يصدر في الكنيسة يخضع لرأي مجمعي وفترة توعية استباقية للقرار وبعدها ينفذ طالما لا يتنافى مع إيماننا المسيحي والعقيدة الأرثوذكسية.
Advertisements
الجريدة الرسمية