رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. حرق مخلفات الذرة أزمة تؤرق أهالي أسيوط

فيتو

تسود حالة من الاستياء الشديد بين أهالي محافظة أسيوط بسبب السحابة السوداء والأدخنة الكثيفة التي تغطي سماء المحافظة، وذلك جراء عمليات حرق مخلفات الذرة، وما زاد من حالة الغضب هو عدم موافقة مسئولي المحافظة على عدة اقتراحات قاموا بتقديمها لاستغلال قش الذرة والاستفادة منه تجاريا.


ترصد "فيتو" في تقريرها التالي أزمة حرق قش الذرة التي تؤثر سلبا على صحة المواطنين مع تراخي مسئولي البيئة اتجاه الظاهرة التي حولت بعض القرى لمدخنة ليلا ونهارا وتجاهلهم لاقتراح الأهالي، بإنشاء مصنع تدوير خاصة بعد مبادرة أهالي أبو تيج بقطعة أرض للإنشاء.

يقول يحيى عبد الحميد، أحد سكان مركز منفلوط، إن مخلفات الذرة يمكن الاستفادة منها كعلف للبهائم، والكبيرة تدخل في أدوات التعريش لبعض المنازل البسيطة كحل مؤقت وربما في صناعات وأغراض أخرى مثل الأخشاب.

أما محافظة أسيوط فلا ترى سوى الحرق الذي يؤدي إلى الضرر والاختناق وسوء حالة صحة كبار السن والأطفال، خاصة أن مسئولي الوحدات المحلية والبيئة لا يستطيعون السيطرة على المخالفين ليلا أو تحديد أماكن حرق البوص المكشوف على الطرق السريعة ووسط المنازل هربا من تكاليف النقل والغرامات.

وأشار "عبد الحميد" إلى أن هذه الأيام أصبحت المشكلة أكبر بكثير عن الأعوام الماضية فمنذ زمن كانت تستخدم المخلفات الزراعية بعد تجفيفها كوقود للأفران البلدية في المنازل لكن مع تخلي الكثير من السيدات عن تلك العادة لجأ الأهالي لحرقه، كما أنه كان يستخدم في أعمال تصنيع المكانس من القش والحصر التي تفرش بها المنازل والتعريش للأسطح وتخزن على مدار العام واليوم لم تعد تلك الأشياء موجودة.

وأعلن صالح النحاس، محامي، مقيم بمركز أبو تيج، عن قيام الأهالي بتقديم مبادرة لإنشاء مصنع التدوير أسوة بمحافظة سوهاج ورصد قطعة أرض بزمام المركز للقيام عليها لكن ذلك يحتاج لموافقة المسئولين أو التخفيف عن الأهالي من خلال نقل المخلفات دون تغريمهم مصاريف النقل، وعلى المسئولين توعية الفلاحين بمشكلات الحرق والحث على ضرورة استخدامه إما بفرمه أو بيعه واستغلاله، مشيرا إلى تراخي المسئولين وعدم إعلانهم  حالة الاستنفار قبل بدء موسم الحصاد أو عمل ندوات لتقديم النصح ولإبلاغهم بعقوبة حرق قش الأرز التي قررتها وزارة الزراعة.

وأضاف الحج محمد الأنور أبو سالم، فلاح بمركز أبو تيج، أن دخان حرق مخلفات الذرة يغطي مدينة أبو تيج، والمزارعون ليس أمامهم سوى الحرق، أو التأخر عن الزراعة، وفي حالة الحرق يتم تحرير محضر ودفع مبلغ 5 آلاف جنيه، مطالبًا الدولة بالتدخل لحل تلك المشكلة قائًلا: "الفلاح غصب عنه عاوز يخضر الأرض ومش عارف يعمل إيه اتخنقنا يا ناس حرام عليكم".

وفي السياق ذاته، أعلنت صفحة رابطة أمهات أسيوط اقتراحا فيما بينهم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يوضح أن "مخلفات حرق الذرة يدفع ثمنها الأمهات من صحة الأطفال حتى الغسيل والملابس التي تتلوث والمنازل التي صارت ملجأ للأدخنة، مقترحين عمل مشروع لتحويل القش لسماد من خلال دفع أسهم من الأمهات لتمويل المشروع قدر السهم الواحد 1000 جنيه وتشغيل الشباب فيه الأرباح تعود على الأمهات وإن كانت خسارة فهي لن تكون ضخمة والعمل على تصدير المنتج بعد تسهيلات المحافظة للمشروع والتعاون بين الجهات المختصة.

ومن جانبها أصدرت محافظة أسيوط برئاسة المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط عدة قرارات من خلال اجتماع المجلس التنفيذي برؤساء المراكز والمدن ومسئولي شئون البيئة والدفاع المدني بتكليف مسئول من البيئة والإدارة الزراعية بكل مركز بالمرور على المزارعين باستخدام سيارة بمكبر صوت والتنبيه على المزارعين بتشوين المخلفات الزراعية الخاصة بهم على رءوس الحقول وعدم الحرق تجنبا للتعرض إلى المساءلة القانونية ودفع غرامات مالية.

وأشار مسئولي جهاز شئون البيئة إلى أن اقتراح الأهالي بإنشاء مصنع تدوير المخلفات وتبرعهم لقطعة أرض أمر جيد لكن المحافظة تسير على خطة استثمارية موحدة دون إخلال بأولويات المحافظة من احتياجاتها للمشروعات وذلك المشروع لا يلائم تلك الخطة وبالفعل يتم التواصل مع مصنع تدوير سوهاج لتدوير المخلفات والاتفاق معه على المرور على الحقول بأسيوط وتجميع مخلفات الذرة مع التأكيد على تحرير المحاضر اللازمة تحرير المحاضر للمخالفين من خلال لجنة مدعومة من مراكز الشرطة.

في هذا السياق، أكد المهندس إبراهيم سرور، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، أن المديرية تتابع بشكل رسمي أولا بأول موسم حصاد الذرة وذلك من خلال لجنة مشكلة بالتعاون مع البيئة بتفقد ورصد حالات حرق القش واتخاذ الإجراء اللازم تجاه المخالفين وتحرير المحاضر وفرض الغرامات حيالهم، مشيرا إلى أن بعض الأهالي يقومون بحرق القش ليلا لكن يتم متابعتهم في حملات النهار، التي تبدأ من الخامسة وتستمر طوال اليوم طبقا لتعليمات المحافظة من خلال تشوينها والتخلص منها بطريقة آمنة ونقلها بعيدًا عن أسلاك الضغط العالي والمتوسط للكهرباء والمناطق السكنية.

وأكد "سرور" أن المديرية تقوم بحملات إرشادية وعقد ندوات تعريفية في القرى لتعريف المزارعين عن كيفية التخلص من قش الأرز واستغلاله من خلال آلية شركة التجميع، التي يتم اتباع نظامها بعدة مراكز لإعادة تدويرها إما باستخدامها في صناعة الأخشاب في مصنع سوهاج أو بفرمها وتحويلها إلى كمبوست "السماد الحيوي" وتلك الآلية تعمل مجانا من خلال المواطنين وإذا قام الأهالي بتوصيل القش لمقرات التجميع تقوم الشركات بدفع تسعيرة النقلة، لكن بعض المواطنين تتكاسل وتستسهل حرق القش خاصة ليلا للهروب من المحاضر والغرامة، مؤكدا أن المديرية ترحب بفكرة إنشاء مصنع لتدوير مخلفات الزراعة لكن هذا يحتاج إلى دراسة من قبل المحافظة والمستثمرين.
الجريدة الرسمية