رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أستاذ بـ«القومي للبحوث التربوية»: الشهادة الابتدائية «حقل تجارب»

 الدكتور حسنى السيد
الدكتور حسنى السيد

يرى الدكتور حسني السيد، الخبير التربوي والأستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية أن قرارات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم فيما يخص مجمل العملية التعليمية، وتحديدا إلغاء الشهادة الابتدائية “غير مبشرة”، مشيرا إلى أن الشهادة الابتدائية واجهت سلسلة من القرارات الخاطئة خلال السنوات الأخيرة، وأوضح السيد في حوار مع فيتو أن تطوير المعلم وتحديث أدواته غير موجود على خريطة تطوير التعليم في مصر، مشيرا إلى أن نسبة الأمية وصلت إلى 50% في بعض المحافظات، وإلى نص الحوار..


> ما تقييمك للمناهج الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة في 2017؟
المناهج الموجودة حاليا في وضع ليس بالجيد، والدليل على ذلك هو خروج مصر من التصنيف الدولى لجودة التعليم، وهذا لا يليق بنا لأننا منذ 50 سنة كانت اليابان تحاول أن تتعلم من تجربتنا في التعليم، ويبدو أنه بعد القرارات الأخيرة التي تفاجئنا بها وزارة التعليم فإن الحال سيصبح أسوأ.

> وكيف ترى قرار وزارة التعليم بإلغاء الشهادة الابتدائية؟
خطوة سلبية؛ لأنها قد تؤدي إلى مزيد من الأمية التي وصلت نسبتها في بعض المحافظات إلى 50%، والشهادة الابتدائية واجهت سلسلة من القرارات الخاطئة وغير المبررة بداية من عام 1986 بتولي الدكتور فتحي سرور الذي قرر إلغاء الصف السادس الابتدائي بسبب عجز في الاعتمادات المالية وتكدس الفصول بالطلاب، لتعود مرة أخرى في عام 2004 بقرار من الدكتور حسين كامل بهاء الدين بعد موافقة البرلمان.

> من يضع المناهج التعليمية في مختلف المواد والمراحل؟
وضع المناهج التعليمية مسئولية مركز تطوير المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم، إذا أنهم يعهدون إلى عدد من أساتذة الجامعات والمتخصصين لكتابة المناهج للسنوات المختلفة، إما عن طريق نظام المسابقات التي يعلن عنها المركز، أو قد يكون الأمر من خلال التكليف المباشر لشخص بعينه لكتابة المحتوى الدراسي.

> ما الأسس العلمية لتطوير المناهج التعليمية في مصر؟
أرى أنه لا توجد أسس تطوير دقيقة، ولا أعتقد أن المناهج تخضع لآلية وخطة علمية وعملية، وإنما أحيانا تخضع لرغبة وهوى بعض المسئولين في قطاع التعليم على مر السنوات الماضية، وبالتالى فإن المخرج لا يزال سيئا حتى الآن، والمحصلة صفر، كما أن التطوير لا يتوقف عند سنة محددة، في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة على الساحة الدولية، ولذلك فإن التطوير يحتاج دائما إلى تطوير، وهذا ما يجب أن يلتفت إليه القائمون على التعليم في مصر إذا كنا نريد تنمية حقيقية.

> وماذا عن الكتاب المدرسى نفسه؟

الكتاب المدرسي يعاني من مشكلات كبيرة، وهذا سر لجوء الطلاب إلى الكتاب الخارجي، بل يطلب المدرسون من الطلاب شراء كتاب خارجى بعينه، لكي يدرس من خلاله ويهمل كتب الوزارة، ويرجع ذلك إلى أن كتاب المدرسة ليس جاذبا للطفل بشكل كبير لخلوه من الطريقة المثالية لعرض المعلومات واستخدام الأمثلة والصور الإيضاحية والألوان وغيرها.

> وأين يمكن أن نرى المعلم على خارطة التطوير؟
المعلم خارج دائرة التطوير، فنحن نخطئ في اختياره قبل الالتحاق بالكلية، ونخطئ في إعداده أثناء الدراسة الجامعية، وكذلك نخطئ في تدريبه بعد أن أصبح خريجا عليه أن يتعامل مع الواقع الفعلى ويمارس دوره، وأنا مع المقولة التي تقول: إن «منهج متوسط مع معلم متميز يعطى نتائج أفضل»، فالمعلم هو أهم عنصر في العملية التعليمية ويجب أن تقوم الدولة بتأهيله بشكل جيد.

> كيف يمكن تغيير تراث التركيز على الحفظ والتلقين في التدريس والامتحانات إلى الفهم والممارسة على أرض الواقع؟
«الحفظ والتلقين» أصبح شماعة تدهور التعليم في مصر، ولا أعتقد أنه السبب الرئيسى في ارتباك المنظومة، لأن طالب الكيمياء عليه أن يحفظ المعادلة كى يصل إلى النتيجة الصحيحة، كذلك طالب الرياضيات والتاريخ والجغرافيا، فالحفظ أمر مفروغ منه، والإشكالية هي كيفية دعم هذه المعلومات في ذهن الطالب بأمثلة توضيحية على الواقع، وربط ما يتلقاه من معلومات بآليات تطبيقها في سوق العمل، لذلك أوكد أن التعليم ليس مسئولية وزارة التعليم فقط بل مسئولية الدولة بأكملها.

> وماذا عن مستقبل التعليم الفنى بعد موافقة المجلس الأعلى منذ أيام، على تطوير مناهجه وفق منظومة الجدارات المهنية؟
التعليم الفنى مكث لسنوات مهملا، والنتيجة أنه يقدم أسوأ مخرج، لأن 85% من خريجيه لا يجيدون القراءة والكتابة وليس المهارات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل، ليخرج الطالب ولسان حاله «أخدت الدبلون»، بالرغم من أن هذا النوع من التعليم أهم ركائز الدولة، وأتمنى تطبيق السياسات الفاعلة لإنهاء تهميشه وتمكينه في المجتمع.

> ما رأيك في دمج طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين؟
أرى أنه لا يصب في مصلحة الطالب سواء العادى أو ذى الاحتياجات الخاصة، لأن الثانى يحتاج إلى معلم خاص مؤهل للتعامل معه وأدوات خاصة تنمى مواهبه بشكل خاص، كما أن عملية الدمج تظلم الطالب العادى وتبطئ عملية التعليم بالنسبة له.

> هل بدأت مصر تتجه في الطريق السليم لتطوير منظومة المناهج ككل أم ما زلنا نسير في الاتجاه المعاكس؟

هناك مجهود يبذل ولجان تنعقد، ولكن لا يستطيع أحد أن يقول إننا نسير في الطريق الصحيح إلا بعد 5 سنوات من الآن، لنرى المخرج المصرى الموجود على الساحة ونقيمه، هل ما زال كما هو أم تطور ليواكب التطورات التكنولوجية العالمية من حوله، هل تقدمنا في التصنيفات العالمية أم ما زلنا خارج التصنيف، وأرى أن التطوير الحقيقى لن ينبع من مبنى وزارة التعليم في مصر، بل هو دور قومى لأفراد المجتمع ككل، وعلى كافة مؤسساته التكاتف معًا لتحقيق نهضة مصر التعليمية.
Advertisements
الجريدة الرسمية