رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تفاصيل كلمة وزير التعليم العالي نيابة عن السيسي بقمة الأستانة.. عبد الغفار: مصر ملتزمة بتسخير إمكانياتها في العلوم والتكنولوجيا لدعم الدول الأعضاء.. ومضاعفة المنح للمشتركين بالقمة

 الدكتور خالد عبد
الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي

ألقى الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا، المنعقدة حاليًا بمدينة أستانة عاصمة جمهورية كازاخستان، تحت عنوان (العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحديث في العالم الإسلامي)، بمشاركة ما يقرب من 20 رئيس دولة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي والمراقبين.


وبدأت الكلمة بتوجيه التحية للدكتور أدلان ساجادييف، وزير التعليم والعلوم بجمهورية كازاخستان الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقال عبدالغفار: «بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أود أن أوجه تحيات فخامته لجميع الحاضرين للقمة، وتمنيات فخامته للجميع بتحقيق مُخرجات وتوصيات تتناسب مع تطلعات وطموح الشعوب الإسلامية، وكذلك توجيه التهنئة للسيد الرئيس نور سلطان نزارباييف، رئيس جمهورية كازاخستان بالنجاح الكبير الذي حققه المعرض الدولي أكسبو-أستانة 2017 تحت عنوان "طاقة المستقبل"، وأُشير في هذا الصدد إلى المشاركة المصرية المتميزة بنجاح فاق التوقعات، ونُظم المعرض المصري تحت عنوان "أرض الفرص" حيث تم عرض للثروات الطبيعية المتنوعة لجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بمختلف المجالات ومن ضمنها بالطبع مجالات العلوم والتكنولوجيا.

«الحضارة الإنسانية»
وأضاف: «كانت مصر القديمة منذ بزوغ الحضارة الإنسانية مهدًا لفكرة العلوم والابتكار ذاتها، وعلى أرضها برع الفراعنة في إهداء العالم اختراعات وأفكارا ما زال أثرها موجودًا في كل بقعة من بقاع الأرض؛ فتعددت الإسهامات المصرية والإسلامية القديمة في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا، مثل: الرياضيات، والهندسة، والعمارة، والطب، والجراحة، والتشريح، والفلك، وحساب الزمن، والكيمياء، والعلوم الدقيقة، وغير ذلك مما لا يتسع الوقت لذكره، ولكن تستوعب لوحة العصر الحديث دراسات الباحثين في علم المصريات، التي ما زالت تتوالى لاكتشاف ودراسة الأثر الخالد الذي أهداه هذا الوطن العظيم إلى الإنسانية جمعاء.

«الأولويات المهمة»
وتابع: في مصر اليوم نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى بتجديد قيمة العلم والابتكار والتكنولوجيا في حياتنا واستلهام عظمة ماضينا الخالد لتأسيس واقع جديد لا يقل عما صنعه أجدادنا، وإنما يزيد عليه؛ ولذا نجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية تقضي بأن تتبوأ العلوم والتكنولوجيا مكانتهما في الدول الإسلامية الحديثة، وتصبحان على قمة هرم أولوياتنا ومنظوماتنا القيمية كثقافة ومنهج تفكير وليس فقط كممارسة عملية، فلا يمكن لأمة تطمح في مستقبل أفضل لأبنائها إلا أن تضع العلوم والتكنولوجيا في مكانتهما المستحقة إيمانًا بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما يصبو إليه المجتمع من نمو اقتصادي مستدام وتنمية شاملة.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن مصر تحرص في العصر الحديث على أن يكون البحث العلمي والتكنولوجيا هما الركيزة الأساسية في قيادة التنمية والتقدم، فمصر أولت في الدستور الجديد أهمية خاصة لدعم البحث العلمي ووضع أسس ومعايير لاختيار الكفاءات وتشجيع المبدعين من أعضاء هيئات التدريس والمراكز البحثية وتبادل الخبرات مع دول العالم المختلفة، وفي سبيل تحقيق ذلك نص الدستور على تحديد نسبة كافية للبحث العلمي من الناتج القومي وتقديم الدعم اللازم للمراكز والمعاهد البحثية، بالإضافة إلى التزام الدولة بتحويل الدراسات والأبحاث العلمية إلى تطبيقات ملموسة على أرض الواقع لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.

«مبادرات التطوير»
وفي هذا الإطار اتخذت الدولة المصرية ممثلةً في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عددًا من المبادرات لتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، تستهدف تعظيم الاستفادة من الإمكانيات البشرية والمادية التي تمتلكها الجامعات والمؤسسات البحثية المختلفة؛ للارتقاء بمنظومة البحث العلمي بها، واستثمار نتائجه على الصعيدين المحلي والدولي، وقامت بوضع الخطة الإستراتيجية القومية للبحث العلمي حتى عام 2030، والتي تتفق مع الخطة القومية للتنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).

وتتضمن الخطة مسارين رئيسيين: يختص المسار الأول بتهيئة البيئة المناسبة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار، ويشمل كل الإصلاحات الهيكلية والتشريعية والتنظيمية اللازمة لذلك. في حين يختص المسار الثاني بالعمل على إنتاج المعرفة ونقل التكنولوجيا وتطويرها، ويشمل هذا المسار الآليات التي تضمن قيام البحث العلمي بالدور المرجو منه في تطوير الصناعة وتشجيع الابتكار ودعم إنشاء الشركات القائمة على مُخرَجات البحث العلمي، مع مراعاة توجيه الموارد المتاحة نحو المجالات البحثية ذات الأولوية القومية، ويأتي على رأسها مجالات الصحة والدواء والزراعة والغذاء والبتروكيماويات والفضاء والسيارات والطاقة البديلة ومعالجة المياه وتحليتها والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

واستطرد وزير التعليم العالي: ومن هذا المنطلق فإن الأمة الإسلامية تتنتظر وتتوقع نتائج هذا اللقاء المهم والتاريخي لتقديم خطط تنفيذية واضحة لعمل مشترك في مجال التعليم والبحث العلمي ونقل وتبادل المعلومات والعلوم والتكنولوجيا يجمعنا ويصل بالأمة لما تصبو إليه من تقدم وينقل الدول الإسلامية نقلة نوعية في تصدير العلوم والمعرفة.

«قرارات الدعم المصري»
واختتم كلمته قائلًا: «أود التأكيد أن مصر ملتزمة أمام القمة بتقديم كل إمكانياتها في مجال العلوم والتكنولوجيا من خبرات ومعامل أبحاث وجامعات للدول الأعضاء حتى يكون هناك تكامل لشباب الباحثين في كل الدول، كما تلتزم مصر بمضاعفة المنح الدراسية المقدمة للدول الأعضاء، كما نطرح فكرة التكامل في إنشاء شبكة لمراكز الاستشعار عن بعد بين الدول الأعضاء بالمنظمة، كما نطرح فكرة إنشاء لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر ووضع مؤشرات قياس واضحة للعرض على القمة القادمة».

وباسم جمهورية مصر العربية رئيسًا وحكومةً وشعبًا بخالص الشكر والتقدير لرئيس وحكومة وشعب جمهورية كازاخستان ولمنظمة التعاون الإسلامي على حسن الاستضافة وعلى التنظيم المتميز للقمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، وأتمنى للعالم الإسلامي المزيد من التقدم والازدهار.
Advertisements
الجريدة الرسمية