رئيس التحرير
عصام كامل

مواقف إنسانية داخل المستشفيات الحكومية بالدقهلية «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يتردد الفقراء على المستشفيات الحكومية في محافظة الدقهلية، بعد ارتفاع أسعار الكشف الخاص، وتُخفي كل غرفة بالمستشفيات حكايات مؤثرة تظهر قيما إنسانية جميلة عند المصريين.


ففي مستشفى دكرنس الأم التي تبعد عن مدينة المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية، بقرابة الـ20 كيلو متر، بداخل قسم الباطنة في الطابق الثالث، الذي يدخله مرضى الفيروسات الكبدية رجل يبلغ من العمر 62 عاما، نائم على سرير جلد، عينيه تنظر لسقف الغرفة دائما، لا يتحدث كثيرا، ما يراه يظن أنه نائم لكن في الحقيقة أنه يفكر كثيرا في أمور حياته اليومية، وعن مرضه الذي يجبره أن يأتي إلى المستشفى، أكثر من 3 مرات في الشهر الواحد نظرا لإصابته بفيروس "سي".

ويقول "حامد مرعي": "أنا اكتشفت مرضي منذ عامين فقط ولم أتمكن من شراء الأدوية أو الكشف في العيادات الخارجية، ولم يرزقني الله بأولاد.. لدي بنتان متزوجتان لكنني لا أحب أن يحملوا همي لأن لديهما أولاد، كان نفسي يكون لي ولد يسندني في محنتي زوجتي تأتي إليَّ كل يوم لكنني أطالبها بالمغادرة خوفا عليها من العدوى".

وفي الغرفة المقابلة له، تجد شابا في سن الـ28 من عمره يجلس بجانب والدته المريضة، كي يريح جسده من التعب، يتحدث من حولهم عن قصة مرض والدته التي ما زالت في سن الـ45 من عمرها، ووقوف نجلها معها دائما.

تقول أحد أعضاء التمريض، إن تلك السيدة مصابة بفيروس b ودائمة الزيارة للمستشفى، ويكون نجلها معها دائما، ولم يتركها للحظة، على الرغم من انشغاله الدائم، لكنه يقوم بفعل المستحيل من أجل راحتها.

أما غرفة درجة الاقتصادي التي بها قصة تكتب في سيناريوهات المسلسلات الدرامية عن حب بين زوجين، ارتبطا منذ ما يقرب من 19 عاما، ولم يرزقا بأطفال، وأصيب الزوج بمرض في الكبد، وقررت زوجته أن تجلس معه، وتخدمه ولم تتركه لحظة، على الرغم من أنها علمت من الأطباء أن العلاج لا يأتي بنتيجة وأنه في الأيام الأخيرة من عمره، لكنها قررت أن تكون في خدمته، وترفض الذهاب إلى بيتها، أو قيام أحد من أشقائه بخدمته.
الجريدة الرسمية