رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف يفتتح المعسكر الثاني للقيادات والأئمة برأس البر

فيتو

افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، صباح أمس السبت، المعسكر الثاني بمدينة رأس البر للقيادات الوسطى والأئمة.

جاء ذلك بحضور إسماعيل عبدالحميد محافظ دمياط، والدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، والدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الشيخ جاير طايع يوسف رئيس القطاع الديني، وعدد من النواب بمحافظة دمياط، وجمع غفير من القيادات الوسطى والأئمة المشاركين بالمعسكر من مختلف المحافظات.


وفى بداية اللقاء، رحب إسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط بوزير الأوقاف والضيوف، معربا عن سعادته البالغة باختيار وزير الأوقاف محافظة دمياط ومدينة رأس البر لإقامة المعسكر الثاني للأئمة والقيادات بالوزارة، مثمنًا جهود وزير الأوقاف الحثيثة في رفع مستوى مهارات الأئمة والدعاة، والسير بخطى ثابتة وقوية في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا أن المحافظة ستبذل قصارى جهدها لخدمة الأئمة والعلماء المشاركين بالمعسكر، بما يحقق أكبر استفادة علميا وثقافيا.

ومن جانبه، قدم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الشكر لإسماعيل عبد الحميد محافظ دمياط على التعاون البناء والجهود التي تقوم بها محافظة دمياط في استضافة المعسكر الثاني لتدريب الأئمة بمدينة رأس البر لما تمتلكه من ثروات طبيعية , ومعالم سياحية , وهو ما شجعنا على اختيارها دون غيرها لإقامة هذا المعسكر.

كما وجه الشكر للدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، معربًا عن سعادته بالتعاون والتنسيق التام بين اللجنة ووزارة الأوقاف، كما شكر قيادات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعلى رأسهم أحمد عجيبة أمين عام المجلس، والنواب عن محافظة دمياط، وجميع المشاركين بالمعسكر من قيادات وأئمة.

وخلال كلمته، قال الوزير: أننا افتتحنا معسكر أبى بكر الصديق الشهر الماضي ونفتتح اليوم المعسكر الثاني بمدينة رأس البر لأول مرة في تاريخ وزارة الأوقاف، وأنه ليس الأخير، وسوف تقيم الوزارة بعد عيد الأضحى بإذن الله تعالى معسكرا ثالثا بالأقصر، ورابعا بأسوان، لرفع المستوى الثقافي والإداري للعاملين بالأوقاف، وهذا يعد انطلاقة لوزارة الأوقاف في إقامة المعسكرات بما يحقق التلاقي بين الأئمة والقيادات من مختلف أنحاء الجمهورية , ورفع الكفاءة العلمية والمهنية والإدارية للعاملين بوزارة الأوقاف على اختلاف مهامهم ووظائفهم , مشيرًا إلى أن إقامة تلك المعسكرات تسهم في التعرف على معالم بلادنا الثقافية والحضارية بما يحقق خطابا واقعيا ودينيا متوازنا لا يعرف الجمود ولا الانغلاق.

وذكر: أننا نركز في إقامة تلك المعسكرات على ثلاث نقاط أساسية: النقطة الأولى : القيم المجتمعية والأخلاقية، كالصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، وكيفية إشاعة هذا الجانب في حياة الفرد والجماعة، فنبينا (صلى الله عليه وسلم) قد لخص بعثته بقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وايماننا بأن حياة الأمم ترقى برقي أخلاقها، وأن هلاكها بانحطاط أخلاقها، ولله در الشاعر :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقوله :
إذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتمًا وعويلا.

واستطرد: النقطة الثانية : التوعية بالقضايا المعاصرة والمخاطر والتحديات التي يفرضها الواقع, وشدد معاليه في هذا الجانب على الاجتهاد في طلب العلم , وعدم التوقف عند أي درجة في تحصيله، لأن العلم إن لم يستزد منه طالب العلم على الدوام يركد ويتخلف عن ركب المعرفة ومسايرة قضايا العصر، وقد قال (صلى الله عليه وسلم) : (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، كما أكد معاليه للسادة المشاركين بمعسكر رأس البر أن أفضل مجال تخدم فيه وطنك هو اتقانك في مجال عملك، ولو أن كل إنسان اتقى الله فيما كلف به لانصلح حال المجتمع.

وتابع: ومن ثم فيجب على الإمام أن يعمل على بناء نفسه بالتحصيل العلمي الجاد حتى يتسنى له أن يعلم الناس صحيح الدين، كما أوضح سيادته أن الوزارة تعمل على إتاحة الفرصة لتمكين الإمام المتميز، وأنه لا مجال لأي لون من ألوان المجاملة، مشيرًا إلى أننا قمنا بإعداد مقاييس منضبطة لاختيار الأئمة المتميزين علميا وثقافيا وإداريا وذلك للدفع بهم في كل المواقع القيادية سواء على المستوى الداخلي أو الابتعاث الخارجي في نشر صحيح الدين، كما شدد معاليه على أن كل إنسان لا يؤدي عمله على الوجه الأكمل يأكل سحتا، ويطعم أبناءه حراما.

وفي حتام كلمته كلف الوزير بضرورة المتابعة، وأن الثقة لا تعني عدم المتابعة، والمتابعة لا تعني الشك.

ومن جانبه، رحب الدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، بوزير الأوقاف مثمنا الجهود الملموسة والحقيقية لمعاليه في النهوض بالجانب التثقيفي والمهاري الأئمة والدعاة، وذلك بتتابع الدورات والمعسكرات العلمية والثقافية , مشيدًا سيادته بالمظهر الراقي لأئمة وزارة الأوقاف على المستوى القيمي، والأخلاقي والعلمي , موجها حديثه للسادة الأئمة بقوله : نحن في محراب العلم وبين الفضلاء والعلماء الذين قال الله في حقهم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

وفى ختام الافتتاح، قام وزير الأوقاف بصحبة المحافظ والضيوف والقيادات والأئمة المشاركين في معسكر رأس البر بزيارة لمسجد عمرو بن العاص الأثري بدمياط والذي يشبه في الطراز المعماري مسجد عمرو بن العاص بمدينة القاهرة، وتفقد سيادته بعض أعمال الترميم للمئذنة الأثرية بالمسجد، ثم توجه الوزير بعد ذلك لزيارة ساحة الملتقى ” اللسان ” ملتقى فرع دمياط بالبحر الأبيض المتوسط واستمع من المحافظ عن كيفية استفادة المحافظة من مياه النيل.
الجريدة الرسمية