رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السلمي: الصمت الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي يزيد غطرسته

الدكتور مشعل بن فهم
الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي

أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي خلال كلمته التي ألقاها اليوم أمام المؤتمر الخامس والعشرين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بالمملكة المغربية، أهمية المؤتمر في ظل الظروف الراهنة التي تستدعي مواجهة تداعيات الاعتداءات على الأقصى المبارك، ومساعي إسرائيل لطمس الهوية العربية في مدينة القدس المحتلة، من خلال إمعانها في الاعتداءات السافرة ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك.


وأشار الدكتور مشعل السلمي إلى أن البرلمان العربي تابع منذ البداية، تداعيات هذه الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، وإغلاقه في وجه المصلين ومنعهم من أداء صلاة الجمعة فيه، وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة.

وقال إن البرلمان العربي سارع في نفس اليوم بمخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، بالإضافة إلى إرسال ست برقيات عاجلة إلى رؤساء البرلمانات الإقليمية: البرلمان الأوروبي، وبرلمان عموم أفريقيا، وبرلمان دول أمريكا اللاتينية، والجمعية الآسيوية، والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والاتحاد من أجل المتوسط، طالبهم بتحمل مسئولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية، والعمل على اتخاذ إجراءات فورية ضد ما تقوم به دولة الاحتلال إسرائيل، والعمل الفوري بالضغط عليها لفتح المسجد الأقصى المبارك فورًا أمام المصلين، ومنعها من وضع أي عوائق تمنع تدفق المصلين للمسجد الأقصى المبارك، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الإغلاق.

ونوه رئيس البرلمان العربي أنه وفي إطار متابعة البرلمان العربي للتداعيات الخطيرة للاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك، تواصل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، للنظر فيما يمكن اتخاذه من خطوات لردع هذه الاعتداءات السافرة والمستفزة، وتداعياتها الخطيرة على وضع مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكذا على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب عن استعداده التام للعمل مع كافة المؤسسات العربية والإقليمية والدولية خدمةً لقضية العرب الأولى فلسطين، ودعم وتأييد الإجراءات التي اتخذها الرئيس محمود عباس بهذا الشأن.

وقال الدكتور مشعل السلمي إن البرلمان العربي الذي اتخذ من القدس شعارًا له في أكثر من دور انعقاد، يعبر عن أن واقع القضية الفلسطينية والقدس خاصة ومسجدها الأقصى المبارك تمس ليس فقط قلب وضمير كل عربي ومسلم بل كل إنسان حر في هذا العالم، وأن دعم صمود أهلنا في القدس واجب ديني وقومي وأخلاقي وإنساني، وأن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت وستظل قضية العرب الأولى والمحورية، رغم كل الظروف الاستثنائية والتحديات الجسام التي يمر بها العالم العربي اليوم، وهذا يتطلب تكاتف الجهود العربية، وتجاوز الخلافات خصوصًا بين الأشقاء الفلسطينيين، للتصدي لهذه التحديات، وإذ نؤكد على الدعم الكامل للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في السيادة على كامل ترابه الوطني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس الشرقية.

وشدد رئيس البرلمان العربي على أهمية التعاون العربي ودعم حل القضية الفلسطينية من خلال القنوات الرسمية والشعبية، وتوظيف علاقاتنا الرسمية والبرلمانية مع دول العالم ومؤسسات المجتمع الدولي لإلزام دولة الاحتلال إسرائيل بتطبيق كافة القرارات الدولية للوصول إلى الحل الشامل والنهائي للقضية الفلسطينية، ولأن صمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات والاعتداءات والجرائم الإسرائيلية المستمرة زادت من غطرسة وتغول دولة الاحتلال ولم تعد مهتمة بالقرارات والمواثيق الدولية، وزادت من سعيها المحموم لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس.

وذلك من خلال الإجراءات والسياسات التهويدية العنصرية البغيضة، وإرهاب الدولة، وانتهاج سياسة التمييز العنصري والاعتقالات، والاستهداف المستمر لحقوق الفلسطينيين المدنية والدينية التي تقرها الأديان والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، مؤكدين رفض كافة الإجراءات التي تقوم بها دولة الاحتلال، التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في مدينة القدس ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، فوضع مدينة القدس يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقيام الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام التي تعتبر مدينة القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

وأكد الدكتور مشعل السلمي أنه على الرغم من سعي العدو الصهيوني المكشوف لتغيير هوية القدس، فإن الشعب الفلسطيني صامدٌ ومستمرٌ في مقاومته الباسلة رغم بساطة الإمكانيات المتوفرة له، ويرفض الرضوخ للصلف الصهيوني والتفريط في القدس عاصمةً لدولة فلسطين.

وفي هذا الصدد، وجه رئيس البرلمان العربي تحية إكبار وإجلال وتقدير، للشعب الفلسطيني الأبي، في كفاحه المتواصل وتحديه للعدوان الصهيوني الغاشم عليه، وعلى أرضه ومقدساته وتراثه، ضاربًا أروع الأمثلة في البطولة والصمود، مترحمًا على من لحق منهم بركب الشهداء دفاعًا عن الأرض والمقدسات، كما نثمن عاليًا إعلان جميع الكنائس الفلسطينية تضامنها التام والكامل مع المرابطين والمحتجين ضد الانتهاكات والغطرسة الإسرائيلية بالمسجد الأقصى ومدينة القدس ومختلف المدن الفلسطينية، واعتبار الاعتداء على المسجد الأقصى بمثابة الاعتداء على كنيسة القيامة، وإن هذه الروح الطيبة تعكس قوة ومتانة العلاقات بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين في فلسطين ووحدة الهدف الفلسطيني في مواجهة غطرسة وانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أن مواجهة الغطرسة الصهيونية تقتضي تكريس توحيد الصف الفلسطيني، لأن ذلك يدعم صمود الشعب الفلسطيني ويقوي موقفه، كما حيا الجهود الكبيرة التي قام ويقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، من خلال اتصاله بالإدارة الأمريكية، لحملها على التدخل وإيقاف الانتهاكات بحق المسجد الأقصى وفتح أبوابه أمام المصلين.

وأعرب رئيس البرلمان العربي عن تقديره العالي لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في الدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين انطلاقًا من الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، والشكر والتقدير الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس على الجهود التي يبذلها جلالته دعمًا للقدس والقضية الفلسطينية.
Advertisements
الجريدة الرسمية