رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: الرئيس مبارك كان يحب الأكل على موائد الرحمن الرمضانية..

فيتو

في البداية لازم أقولكم كل سنة وحضراتكم بخير وسعادة ورمضان كريم..
طبعا كلكم عارفين إننا صايمين زينا زيكم تمام.. وعارفين إننا في كل شهر رمضان من كل عام نتوقف عن الفشر.. لأننا ببساطة بنكون صايمين.. وربنا يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.


احترت كثيرًا ماذا أكتب لكم في الأسبوع الأول من رمضان وأنا صائم.. لأنني طبعًا لازم أكتب ما هو صادق.. وده بالطبع سيكون أمرًا شاقًا بالنسبة لمثلي.. فبصفتي كبير فشاري مصر لم يخل سطر واحد مما كتبته لكم طوال الأعوام الماضية من الفشر.. سواء كان فشرًا أبيض بقصد إمتاعكم وتوعيتكم بما يدور حولكم.. أو فشرًا أسود من أجل الفشر وحسب.. كان يحدث ذلك طول أسابيع وشهور كل عام عدا شهر رمضان.
ولازم حضراتكم تعرفوا أن هناك فرقا كبيرا بين الفشر والكذب.. وهذه العبارة قالها لي المغفور له عمنا «أبو العربي» كبير فشاري بورسعيد ومصر سابقا.. قالها لي يوم أن استلمت منه راية الفشار الأكبر.

وبهذه المناسبة يحضرني موقف جميل قد حدث لي في شهر رمضان قبل خمسة عشر عاما.. حيث كنا نتشارك أنا وأبناء عمومتي في مائدة رحمن نقدم من خلالها وجبات مميزة للفقراء والمساكين وأيضا ندعو لها الأصدقاء والجيران.
وبينما نحن نستعد لمدفع الإفطار إذا بموكب الرئيس محمد حسني مبارك يحاول المرور من الشارع الذي نوقفه تمامًا في موعد الإفطار، وننزل المارة من سياراتهم لتناول وجبة الإفطار.

مجموعة من الموتوسيكلات وسيارات الدفع الرباعي توقفت أمامنا وهبط منها مسلحون يدفعون الناس بكل غلظة واستعجال، حتى يمر موكب الرئيس.. إلا أنني لم تعجبني تلك التصرفات في ظل وجودي بين الناس، الذين أخذوا ينظرون لي وكأنهم يقولون: "إحنا بنتبهدل في وجودك يا كبير".
صرخت صرخة مدوية مستخدمًا صيحة النينجا عندما يستعدون لاستخدام أسلوبهم القتالي وأنا أردد: «أنتم مش عارفين الطريق دا بتاع مين.. أنا أبو طقة المصري كبير فشاري مصر والشرق الأوسط.. ماحدش هيعدي من هنا إلا بعد أن يتناول معنا وجبة الإفطار».
وإذ فجأةّ أحاط بي ثلاثة رجال كل منهم أضخم من الآخر ووجهوا أسلحتهم نحوي.. فقلت صارخا في وجوههم: «مابنتهددش.. قولوا لكبيركم ينزل من العربية».

وهنا سمعت صوتا حازما يقول بس خلاص يا ابني أنت وهو.. ثم اقترب مني وقال: "أهلا عمنا أبو طقة.. طبعا نار على علم".
كان الرئيس مبارك يسمع عني باعتباري أمثل مصر في العديد من المحافل الدولية لكننا لم نكن قد التقينا من قبل.
قلت له: "أهلا يا سيد الناس كل سنة وأنت طيب.. معقولة عايز تعدي علينا بدون ما تفطر معانا؟!.. هي دي برضوا أصول ولاد البلد يا ريس؟!".
قال: "طبعا ماينفعش.. أنا هفطر معاك يا عمنا".
بسرعة أعددنا للرئيس مائدة خاصة، وجلست معه نتناول الإفطار وكان مبارك في منتهى السعادة لدرجة أنه كان يأتي وحده كل أسبوع ليفطر معنا، متخفيا في ملابس عادية جدا حتى إن أحدا من الحضور لم يأخذ بالًا له.. ومن يومها ومبارك صار صديقا حميما وضيفا رمضانيا، حتى وقعت أحداث ثورة يناير التي كبلت حريته.. وها هو رمضان قد أتى وهو الآن حر طليق، وأنا أتوقع منه أن يأتي لنا في أي وقت.. فالرئيس مبارك يحب الأكل على موائد الرحمن، منذ تلك الواقعة التي مر عليها أكثر من 15 سنة!
الجريدة الرسمية