رئيس التحرير
عصام كامل

125 عاما على ميلاد فنان الشعب.. سيد درويش

سيد درويش
سيد درويش
18 حجم الخط

«زورونى كل سنة مرة حرام تنسونى بالمرة»..«الحلوة دى قامت تعجن في الفجرية.. والديك بيدن كوكو كوكو في البدرية».

بكثير من هذه الكلمات لبيرم التونسى وغيره من الشعراء تغنى فنان الشعب ملك الألحان والموسيقى سيد درويش الذي ولد في 17 مارس عام 1892 بحى كوم الدكة بالإسكندرية، وهو مؤسس حركة أحياء وتطوير الموسيقى العربية، وواضع أسس الموسيقى المسرحية العربية.


تلقى سيد درويش تعليما بسيطا، انتقل بعده للعمل في المقاهى ومع عمال البناء، ورحل والده وهو في السابعة من عمره فألحقته والدته بمدرسة أهلية يتعلم فيها الغناء، ثم طاف البلاد في الشوارع والموالد والليالى حتى سمعه أمين عطالله ـــ صاحب فرقة رقص وغناء ــــ وهو يغنى أغانى سلامة حجازى فأعجب به وألحقه للغناء في فرقته.

ومع فرقة عطالله سافر إلى الشام وعاد وهو محترف للغناء ثم خلع العمامة والقفطان، وبدأ الغناء على حسابه الخاص ليعود إلى الشام يتعلم الموسيقى على أيدي أساتذة الغناء في أصول التخت الشرقى.

بدأ سيد درويش مرحلة الغناء المسرحى خلال مسرحيته "الأندلس" مع الشيخ سلامة حجازى، ولم يتقبله الجمهور ليعود إلى الإسكندرية يتعلم النوتة الموسيقية على يد الموسيقي أيمن العريان.

عمل بالغناء مع فرقة جورج أبيض في مسرحية "فيروز شاه" وكانت فتحا كبيرا عليه، حيث تعاقد بعد نجاحها مع نجيب الريحانى على تلحين أوبريت "ولو" ليشتهر بعدها بأغانى الحرفيين كالسقايين والبناءين والنجارين وغيرهم

التقط سيد درويش أغلب ألحانه من أفواه الشعب فقد سمع مرة عند مروره بحى بولاق بائعا صعيديا ينادى على بضاعته فطلب من صديقه الزجال بديع خيرى أن يضع له كلمات الأغنية على وزن النداء الذي سمعه.. وكان ذلك هو ميلاد اللحن المشهور (مليحة قوى القلل القناوى ).

انتقل إلى مرحلة تأليف مسرحية واستأجر لها مسرح دار التمثيل العربى فقدم مسرحيا "شهرزاد" و"البروكة " ثم "العشرة الطيبة" والدرة اليتيمة".

وباندلاع الحركة الوطنية وثورة 1919 لحن نشيد "بلادى بلادى" الذي أصبح نشيد مصر الوطنى ليستقبل به سعد زغلول عند عودته من المنفى.

قدم سيد درويش خلال رحلته الفنية القصيرة أكثر من 200 لحن، كما لحن الفصل الأول من مسرحية كليو باترا التي اشترك عبد الوهاب في إتمام الحانها، إلى جانب 17 موشحًا على النمط القديم و50 مقطوعة غنائية مستوحاة من حياة طوائف أبناء الشعب.
الجريدة الرسمية