رئيس التحرير
عصام كامل

السلفيون يطرقون أبواب «تل أبيب».. «نادر بكار» يلتقى «تسيبى ليفنى» بهارفارد.. عمرو زكريا: ليست المرة الأولى.. منصور عبدالوهاب: «اعتقاد خاطئ» للوصول إلى الحكم.. و

فيتو
18 حجم الخط

أثارت تأكيدات الإذاعة الإسرائيلية لخبر مقابلة المتحدث باسم حزب النور السلفي نادر بكار، مع وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة والنائبة بالكنيست «تسيبي ليفني» بجامعة هارفارد الأمريكية، ضجة كبيرة داخل المجتمع المصري، خاصة في ظل تصريحات التيارات السلفية ومواقفها المعلنة ضد إسرائيل والرافضة للتعامل معها، إلا أن تلك المقابلة فتحت الكثير من الملفات حول علاقة السلفيين بإسرائيل، وما يريده هذا التيار من تحقيق مكاسب.


العودة للحكم

علق الدكتور منصور عبد الوهاب، المحلل السياسي والخبير بالشئون الإسرائيلية على اللقاء الذي جمع بين بكار وليفني، قائلًا إن التيارات السياسية الدينية – الإخوان والسلفيين- يلتقون مع الغرب اعتقادا منهم أن الدول الغربية تؤيدهم، ويعطيهم الفرصة مستقبلا في حكم مصر.

ولفت في تصريحات خاصة لـ "فيتو" إلى أن تلك التيارات على استعداد للقاء الأمريكان أو الأوربيين أو الإسرائيليين من أجل تحقيق أهدافهم، وبالتالي فإن مقابلة بكار مع ليفني تأتي في هذا الإطار.

دور كبير

واستطرد: أن ليفني شخصية تمثل دولة ولها تأثير قوي على الأمريكان، مشيرا إلى أن القضية ليست خاصة بإسرائيل، بل مقابلة من له التأثير الأكبر على الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار "منصور" إلى أن التيار السلفي يطمح بأن يحل محل جماعة الإخوان في الحكم مستقبلا، ويرون أن الأمريكان والغرب هم من يستيطعون تنفيذ لك، مدللا على ذلك بأن التيار اليلفي لا يحتاج إلى أموال أو تمويلات هو فقط يريد الوصول إلى سدة الحكم.

ورقة ضغط

وذكر أن هناك مكاسب إسرائيلية كبيرة من تلك المقابلة، هو استخدامها كورقة ضغط مستقبلية تمارسها على مصر والمنطقة في الوقت المناسب، لافتا إلى أن إسرائيل لا ترفض كروت الضغط بشتي الأشكال، خاصة أنها من الممكن أن تستخدمه في مرحلة ما.

ليست المرة الأولى

ومن ناحيته، علق عمرو زكريا خليل، الباحث بالشأن الإسرائيلي، قائلا: إن هذه المقابلة ليست غريبة على السلفيين، ولا الأولى لهم بل سبق وأن أجري المتحدث السابق باسم حزب النور "يسري حماد" حوارا مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، وتحديدا مع الصحفي الإسرائيلي جاكي حوجي في ديسمبر 2011، إلا أن حماد خرج ونفي معرفته بأن الصحفي إسرائيلي الجنسية، بل على حد قوله إنه يعلم أن جاكي حوجي عراقي.

وقال حماد خلال المقابلة الذي أجراها مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن حزبه سيحترم اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1979.

وأضاف: "نحن لا نعارض الاتفاقية ولكن نحن نتكلم أن مصر ملتزمة بالمعاهدات التي وقعتها الحكومات السابقة"، مؤكدا علي أنه "إذا كانت هناك بعض البنود التي يريد شعب مصر أن يعدلها في الاتفاقية فهذه مكانها طاولة المفاوضات والتحاور"، مضيفا "نحن نحترم جميع المعاهدات".

وردا على سؤال عن إمكانية قدوم إسرائيليين لمصر للسياحة، أوضح حماد أن "أي سائح يأتي إلى مصر فسيكون مرحبا به بلا شك".

عك سياسي

فيما رأى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير في الشئون الإسرائيلية، أن اللقاء الذي تم بين «بكار وليفنى» في جامعة هاردفاد الأمريكية عبارة عن "عك سياسي".

وأشار فهمى إلى أن حزب النور والتيار السلفي بشكل عام أصبح ضعيفا، ويبحث عن مؤطى قدم داخل المشهد السياسي، خاصة وأن «ليفني» لا تمثل إلا نفسها في هذا اللقاء في ظل بعدها عن أي منصب سياسي، وبكار هو الآخر ليس قياديا كبيرا في الحزب..

واعتبر أن أهداف اللقاء تتمثل في أمرين، الأول "الشو سياسي" وهذا هو المتوقع، والأمر الثاني، إرسال رسالة مفادها إجراء اتصالات مباشرة يقدم من خلالها نفسه وحزبه من الجديد للمشهد السياسي بمثل هذه اللقاءات، موضحا أنه نموذج لما فعله النائب البرلماني السابق توفيق عكاشة ومقابلته للسفير الإسرائيلي بالقاهرة.

اختيار سيئ

ولفت فهمي إلى أن اختيار "ليفني" لإجراء المقابلة سيئ للغاية، نظرا لأنها لا تحمل تاريخا سياسيا، وكانت وزيرة خارجية فاشلة، وليس لها موقع سياسي بالدولة.

وتابع: «إن هذا الفعل ليس الأول من نوعه للسلفيين، بل وأيضا سبق للإخوان وأن أجروا مثل هذه اللقاءات مع مسئولين في أمريكا وداخل السفارة الأمريكية ذاتها قبل توليهم الحكم».
الجريدة الرسمية