رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هوكــــــى الشرقية.. ملوك القارة السمراء

هوكــــــــى الشرقية
هوكــــــــى الشرقية

المعروف دائما أن الرياضة المسيطرة على الشارع المصري هي كرة القدم، هي التي تشغل بال ملايين المشجعين كما تستحوذ على النصيب الأكبر من الاهتمام الرسمي والحكومي والدعم، لكن على النقيض تماما كان لفريق هوكى نادي الشرقية حظ كبير من الشهرة العالمية إذ أنه تم تسجيله في موسوعة جينيس لحصوله على أكثر من 48 بطولة بينهم ما يزيد على 22 بطولة أفريقية، ليضع مصر في دائرة الشرف والتفوق في هذه اللعبة، وفي سياق الاحتفال بهم وبتفوقهم وإنجازاتهم أجرت «فيتو» حوارا مع الكابتن أحمد عبد المنعم بغدادي، عضو مجلس إدارة نادي الشرقية والمشرف على فريق الهوكي، ليحكى عن إنجازاتهم ورحلاتهم وبطولاتهم وأزماتهم، وإلى نص الحوار:



في البداية حدثنا عن تاريخ لعبة الهوكي في نادي الشرقية، وكيف وصلتم للمستوى الحالي؟
تعود بداية اللعبة إلى عصر الفراعنة بعد وجود رسوم منقوشة على جدران مقابر بني حسان الفرعونية ما أكد أن جذور تلك اللعبة فرعونية الأصل، وبعدها انتقلت اللعبة إلى أوربا وكانت معروفة في مصر منذ القدم على أنها "الحوكشة" وعادت اللعبة إلى البزوغ مجددًا في مدينة الشرقية في مدرسة الثانوية العسكرية على يد المدرس الإنجليزي "لوكر" في عام 1917.
وكانت البداية الحقيقية للعبة الهوكي في الشرقية بمطلع السبعينيات على يد الكابتن عادل عبد العزيز، الكابتن محيى زغلول، الكابتن إبراهيم فوزي، والكابتن جمال النجعاوي، بعد تشكيلهم الفريق في عام 1974 على يد الكابتن فايز ثابت، أول مدرب للفريق، وفي عام 1976 انضم عادل عبد العزيز وبعده محيى زغلول للتدريب، وكانا لاعبين بالفريق الأول ومدربين للفريق في نفس الوقت ومعهما إبراهيم فوزي مدربا للناشئين.
ثم بدأ ازدهار اللعبة والفريق في العشرين سنة الأخيرة، وشارك في أكثر من بطولة قارية وفاز في أغلبها وحصل على العديد من الألقاب الأفريقية، ثم بعدها خاطبت إدارة موسوعة جينيس إدارة النادي لإرسال بعض الأوراق للإطلاع عليها وتسجيل الفريق ضمن الموسوعة وحدث ذلك بالفعل.

وكيف وصلتم إلى هذا المستوى العالمي؟
وصلنا إلى المستوى بالتدريب المستمر والعمل على ضرورة الحفاظ على تاريخ النادي ولاعبيه القدامى الذين ساهموا كثيرا في كتابة تاريخ النادي بأحرف من نور، نحاول قدر المستطاع على توفير كل متطلبات لاعبي الفريق واستقرارهم النفسى والمادى والمعنوي وعدم التأثير على أدائهم أو مستواهم البدني والفنى والرياضي.

 كم بطولة حصل عليها فريق نادي الشرقية للهوكي؟
شاركنا في 27 بطولة أفريقية حصلنا على 22 منها، وفزنا بالمركز الثاني في 3 بطولات من الخمس الأخرى، وحصلنا على بطولة الدوري العام 24 مرة وكأس مصر 8 بطولات، وحصلنا على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتين وتخطينا بطولات النادي الأهلي وأصبحنا نادي القرن في اللعبة، ونشارك في دعم منتخبنا المصرى بـ7 لاعبين أساسيين من الفريق منهم أحمد محسن، أشرف سعيد، حسام جبران، محمد إدريس، محمد يمني، وكانت أولى بطولات الفريق خلال مشواره في المعترك الأفريقي في عام 1988 بإحرازه أول بطولة أفريقية للأندية والتي استضافتها مصر ونظمها اتحاد الشرطة الرياضي، كما أنه مفرغ النجوم للاعبى المنتخبات الوطنية المختلفة.

 من هم أبرز لاعبي الفريق في الماضي من الذين شاركوا في الحصول على أكثر من بطولة؟
أبرز اللاعبين في تاريخ الفريق هم مجدي عبد الله، أحد أبرز اللاعبين في مصر وأفريقيا والمدرب العام الحالي للفريق والذي احترف لعدة سنوات بالدوري الأسترالي وهو من أقوى الدوريات في العالم، جمال أمين المدير الفنى السابق الذي مثل مصر دوليا ومع منتخب أفريقيا، اللاعب عمرو محمدى الذي توفاه الله بعد اعتزاله اللعب، وعمرو عثمان هداف أفريقيا، وجمال عبد الله هداف أفريقيا ومنتخب أفريقيا، ولطفى أمين، المدير الفنى الحالى للفريق الأول.
وأيضا هناك إبراهيم توفيق لاعب الفريق ونجم منتخب أفريقيا، وعبد الخالق أبو اليزيد، ومحمد السيد، أيمن جاويش، الأسطورة الراحل جمال فوزي والذي لعب 348 مباراة ما بين محلية ودولية وسجل 180 هدفا وأحرز مع زملائه سبع بطولات أفريقية وعشر بطولات دوري عام وثلاث بطولات كأس مصر وشارك مع المنتخب عندما تأهل لكأس العالم وبطولة القارات وحصل على لقب هداف أفريقيا عام 1988 والذي احترف عام 1994 بنادي برشلونة الإسباني، ثم أصبح مشرفا على رياضة الهوكى بهذا النادي وفى شهر أغسطس عام 1997 اللعب بعد إحراز البطولة الأفريقية مع فريقه عشر مرات متتالية ليدخل بها موسوعة جينيس العالمية وفي الخامس من شهر يونيو عام 1998 انتقل إلى رحمة الله.

ومن أعضاء الفريق الحالى والجهاز الفنى لنادي هوكى الشرقية؟
لدينا 18 لاعبا فضلا عن الجهاز الفني وأعضائه، وأسماء اللاعبين: حسام محمود عزت، محمد فتحي، محمد سمير كابتن الفريق، محمد السيد إدريس، أحمد فتحي، أحمد عز الدين، أحمد محسن، عبد المنعم محمد، أحمد جمال، أيمن خليل، إبراهيم سمير، أحمد محمد، مصطفى خليل، مصطفى طارق، محمد عصام، أشرف سعيد، وإسلام مصطفى.
أما المدير الفني الحالي هو لطفى أمين، شقيق أسطورة هوكى الشرقية الكابتن جمال أمين، المدرب العام مجدي عبد الله، مدرب حراس المرمى هيثم عبد العال، المدير الإداري أحمد الشافعي، مخطط أحمال الدكتور محمد رمزي، طبيب الفريق محمد جمال سليم، والمشرف العام على الفريق وعضو مجلس الإدارة المحاسب أحمد عبد المنعم.

هل هناك لاعبون من نادي الشرقية احترفوا في أندية عالمية؟
نعم بالفعل لدينا ما يزيد على 30 لاعبًا احترفوا في الخارج في أندية عالمية مثل برشلونة وأهمهم الأسطورة الراحل جمال فوزي والذي لعب 348 مباراة ما بين محلية ودولية وسجل 180 هدفا والذي احترف عام 1994 بنادي برشلونة الإسباني، وهناك لاعبون احترفوا ولم يتأقلموا مع في احترافهم وعادوا مرة أخرى للفريق

متى تم تسجيل النادي والفريق ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وما أسباب تسجيله؟
تم تسجيل فريق هوكى الشرقية ضمن موسوعة جينيس في عام 2014، بعدما حقق النادي رقمًا قياسيًا في مجال حصد البطولات بعد فوزه بـ47 بطولة من بينها 22 بطولة أفريقية من أصل 25، و19 بطولة دوري ممتاز، و6 كئوس، وجاء ذلك في خطاب رسمى أرسلته موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعد أن خاطب مجلس إدارة النادي برئاسة الدكتور حمدي مرزوق، الموسوعة لأحقية حصول نادي الشرقية على لقب الرقم القياسي في حصد بطولات الهوكي.
وأيضا خاطبتنا إدارة الموسوعة مرة أخرى خلال الأسابيع الماضية بعدما طلبت بعض الأوراق وأرسلناها على الإيميل الخاص بهم وأرسلت لنا ما يفيد بأن الفريق تم تسجيله للمرة الثانية ضمن موسوعة جينيس لكونه أكثر الفرق حصدا للبطولات الإقليمية والمحلية.

ما أصعب بطولة وأسهل بطولة من ضمن البطولات التي شاركتم فيها؟
أصعب بطولة كانت الأخيرة وخسرنا فيها اللقب في المباراة النهائية وكانت بطولة الأندية الأفريقية للهوكي بزامبيا بسبب سوء الطقس، لأن العام الماضي لعبنا بما يزيد على نصف الفريق المتواجد في البطولة الحالية وحصدنا اللقب، هناك عوامل أثرت على الأداء بشكل كبير، لأن المباراة أقيمت في مدينة لوساكا بزامبيا وهي معروفة في هذا الوقت بالطقس السيئ والسيول الجارفة وكانت المباراة النهائية محددة يوم السبت الموافق 19 ديسمبر الماضي في تمام الساعة الرابعة مساء وذهب الفريقان المتأهلان للنهائى وهما نادي الشرقية للهوكى والشرقية للدخان، وكان الحكام متواجدين وضربت المدينة حالة من الطقس السيئ وانتظرنا حتى الساعة السابعة مساء وتم تأجيل المباراة لصباح اليوم التالي فقط في السابعة صباحا، وعند العودة للفندق لم نحصل على راحتنا كاملة وبهذا أثرت على المستوى الفني والبدني للاعبين وانتهت المبارة بهدفين مقابل هدف للشرقية للدخان.
أما أسهل بطولة كانت في العام الماضى في زيمبابوي، قابلنا في النهائى فريق الشرطة المصرى أيضا وتمكنا من الفوز بهدف نظيف وحصلنا على الكأس دون أزمات على الإطلاق.

ما أصعب مباراة واجهت فريق الشرقية في كافة بطولاته التي شارك بها؟
عندما واجهنا فريق ستراستيز الغانى نظرا لمهارة لاعبيه وضخامة أجسامهم وبنيتهم الجمسانية وسرعتهم أيضا، كما واجهنا صعوبة شديدة في لقاءات فرق الهيبو واليوب النيجرى نظرا لسرعتهم أيضا وأجسامهم.

هل هناك اختلاف بين رياضة الهوكي ورياضة كرة القدم؟
عدد لاعبى الفريق 11 لاعبا مثل كرة القدم ولكن التغييرات مفتوحة أمام أي عدد من اللاعبين غير كرة القدم فالمسموح به 3 تغييرات فقط، وتتشابه تماما في التكتيكات الخططية وأيضا الملعب الذي تقام عليه المباريات يشبه إلى حد كبير ملعب كرة القدم إلا في السماحات تقل بشكل بسيط فقط.

هل حصلتم على دعم من الدولة في الفترة الماضية لاستمرار تفوقكم في لعبة الهوكي؟
دعنا نتحدث عن البطولة الأخيرة، سافرنا في ظروف صعبة للغاية، سافرنا على بعثتين بنين وبنات، أرسلت وزارة الشباب والرياضة مبلغ 500 ألف جنيه وحصلنا على دعم 100 ألف جنيه من محافظ الشرقية السابق رضا عبد السلام، كما حصلنا على 100 ألف جنيه من مديرية الشباب والرياضة في حين أن تكلفة رحلة زامبيا كانت مقدرة بمليون و350 ألف جنيه، كانت هناك دعوة لرجال الأعمال لدعم الفريق وحصلنا على بعض الدعم بالفعل قبل السفر ولكننا فوجئنا هناك في زامبيا بطلب الفندق القائمين به بـ10% خدمة وضعتنا في مأزق لحين حلها بصعوبة للغاية.

هل تقدم وزارة الشباب والرياضة الدعم المطلوب منها والمرجو في مساندة فريق الهوكي؟
لم تقدم لنا وزارة الشباب والرياضة الدعم المطلوب منها على الإطلاق، وزارة الشباب فقط ترسل لنا بعض الأموال في حال سفرنا لتمثيل مصر في بطولات خارجية فقط، ومنها إرسال 150 ألف جنيه في العام الماضى بعد فوزنا ببطولة أفريقيا، أما في إجمالي المواسم فلا تقدم الوزارة لنا أي دعم، ونحن نعتبر أنفسنا من اللعبات الشهيدة التي لا تلقى أي اهتمام من قبل الدولة أو الوزارة مثل المقدم لكرة القدم مثلا أو أي لعبة أخرى.

ما تكلفة مصروفات النادي وما هي المبالغ التي تدخل للنادي في العام الواحد؟
قطاع الهوكي بمفرده يكلفنا ما يزيد على 3 ملايين جنيه سنويا كمرتبات ومكافآت للاعبين ورحلات للمشاركة في البطولات، فضلا عن النادي له اهتمامات برياضات أخرى منها كرة القدم وأيضا لعبة السومو والجودو وتنس الطاولة والكونغ فو أيضا، وكل تلك اللعبات تتطلب توفير موارد.
موارد النادي ضئيلة وقليلة للغاية إلا فيما يعود للنادي من مكافأت نتيجة المشاركة في البطولات والحصول عليها خاصة البطولات الخارجية والأفريقية، ونحتاج لدعم من الدولة للاستمرار ومواصلة مشوار التفوق لأننا نواجه صعوبات كبيرة ومنها أننا لا نستطيع توفير مرتبات اللاعبين في نهاية العام.

ما أهم الأزمات التي تواجه فريق هوكي الشرقية بشكل خاص؟

تظل الأزمة الأبرز أمام فريق الهوكي هي الأزمة المالية والدعم المادي، فدخل اللاعبين المتواجدين في النادي لا يضاهى واحدا على عشرة من المبالغ التي يتقاضاها لاعبو الدوريات الأجنبية والدوريات العربية وهذا يضعنا في أزمة أخرى وهي أن اللاعبين يتركون النادي ودائما ما يطلبون الرحيل والاحتراف؛ لأن المقابل المادي أكبر، كما نواجه أزمات أخرى منها توافر الأدوات الأساسية للعبة ومنها عصا الكرة ويتراوح سعرها ما بين 1500 إلى 2000 جنيه وسعر الطقم الذي يرتديه حارس المرمى نحو 18 ألف جنيه وأيضا أدوات اللعبة مثل كرات الهوكى والشبكات والملاعب أيضا، فضلا عن ذلك عقود اللاعبين.

هل نستطيع تنظيم بطولة أفريقية للهوكى في مصر؟

نعم نستطيع تنظيم أي بطولة أفريقية على أرض مصر وعلى ملعب نادي الشرقية للهوكى وهو من أهم ملاعب القارة وأفضل كثيرا من ملاعب بطولة زامبيا وأيضا لدينا مجمع ملاعب الإسماعيلية أيضا على أعلى مستوى، لكن رئيس الاتحاد الأفريقي للهوكي يعمل على محاباة الدول ومنها زامبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوى خوفا على منصبه ضد الدول الأخرى ومنها مصر، ونحن نطالب الاتحاد الأفريقي بإسناد البطولة الأفريقية المقبلة لمصر ونادي الشرقية للهوكي.

كيف ترى مستقبل لعبة الهوكي في مصر وخاصة نادي الشرقية؟
إن لم يكن هناك اهتمام واضح من الدولة باللعبة ومستقبلها وضرورة الحفاظ على تاريخ نادي الشرقية والاهتمام بمطالب اللاعبين والفرق في كل المحافظات سيكون المستقبل صعبًا أمام تلك اللعبة، نحن نرفع علم مصر وليس علم الشرقية في كل البطولات الأفريقية والتي حصلنا عليها ونحن نعمل دائما على تشريف بلدنا ولا بد أن يكون موقف الدولة بالمثل وأن تعمل على توفير الإمكانيات المالية والمعنوية للاعبى الهوكي ودعمهم بشكل كبير للحصول على بطولات أكثر ورفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية والأفريفية.

Advertisements
الجريدة الرسمية