رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكرى وفاته.. معارك سعد زغلول مع عدلي يكن.. رئيس الوزراء يطلب رئاسة الوفد للمفاوضة مع الإنجليز وزعيم الأمة يرفض.. رئاسة البرلمان تشعل الصرع بينهما.. واعتزال العمل السياسي آخر معاركهما

سعد زغلول
سعد زغلول

هل أنت متزوج؟ اسأل سعد باشا .. ما اسمك؟ اسأل سعد باشا.. كان هذا رد المصريين على لجنة ملنر لمناقشة أسباب تذمر المصريين، وهم على يقين أن مفتاح هذا الشعب في يد سعد زغلول لا في يد أحد آخر .


زعيم الأمة الذي تولى رئاسة الوزارة وعاش في أروقة القصور قبل أن يعاود ثورته ويتحمل من أجلها النفي، قبل أن يموت في مثل هذا اليوم من عام 1927 مخلفًا وراءه سيرة زعيم ثار من أجل الأمة .

لم يكن سعد بمفرده متربع على عرش قلوب المصريين فهناك من زاحموه في المنصب وإن كان الغلبة لسعد جاءت بسبب التأييد الشعبي .

وفي ذكرى وفاة سعد زغلول ترصد «فيتو» قصة الرجل الذي نافس زعيم الأمة، وهوعدلي يكن السياسي المصري من أصول تركية، والذي تولى رئاسة الوزراء بجانب توليه وزيرًا للمعارف .

سعد وعدلي

التنافس بين عدلي وسعد كان له دلالته خاصة أن كل منهما يمثل تيارًا بعينه، فسعد باشا ابن الفلاحين الذي سار حافيًا وتدرج في المناصب وقاد ثورة، وعدلى باشا ابن الأصول التركية سليل الأسرة العريقة وابن الذوات كما يطلق عليه، زعيم الأمة ناضل من أجل أن يحكم، أما ابن الأسرة التركية فقد ولد ليحكم كل شيء تحت يديه ميسرًا .

معركة وكيل البرلمان

كانت بداية المعركة بين الرجلين، عقب ترك سعد الوزارة ليخوض معركة الانتخابات البرلمانية ويفوز، ولكن وجود سعد تحت قبة البرلمان كان يؤهله إلى منصب وكيل البرلمان وهو ما حظى به بجانب عدلي يكن، الوكيل المعين من قبل الحكومة وفق قوانين المجلس آنذاك.

بمجرد انعقاد المجلس بدأت المعركة بين الرجلين التي لم تخلوا من إعجاب كل واحد بالآخر وفقًا لأحمد بهاء الدين في كتابه أيام له تاريخ، وبدأ الخلاف بعد أن سأل أحد الأعضاء في حالة تغيب رئيس الجمعية من المسئول، وهنا هب عدلي ليعلن إنه المسئول في حالة غياب رئيس المجلس فثار سعد ليعلن أن كلمة الأمة فوق الجميع .

الأمر لم يقف مع سعد عند هذا الحد بل لجأ إلى المناورات البرلمانية من خلال كتلة الأعضاء والانسحاب لجعل القرارات غير قانونية وكان لها صدى واسع في إثبات صلاحية الأمة .

السفر للتفاوض
يتكرر الصدام مرة أخرى بعد تصعيد المصريين ضد الإنجليز فكان طلب عدلي باشا السفر إلى مؤتمر الصلح ليحصلوا على مكتسبات دستورية لكن مع بقاء الحماية الإنجليزية ، فيما طلب الوفد أن يسافر لكي يعلن رفضه للحماية وهنا تتخذ الحكومة المصرية موقف المؤيد لعدلي باشا ويثور زعيم الأمة بالبيانات التي تطالب بإلغاء الحماية .

الساسة وقيادات حزب الوفد نفسها تناصر عدلي بينما يقف سعد مدعومًا بالشباب فقط، الذين يجمعون التوكيلات لتفويض سعد باشا وكان يقود هؤلاء الشاب مصطفى النحاس، وتطورت الأحداث إلا أن سمح الإنجليز بسفر وفد سعد باشا الذي كان أحد أعضاءه عدلي يكن ومن ثم كان فشل الوفد بعد أن اجتمع أعضاء الوفد على اكتساب حكم دستوري بينما وقف زغلول فقط يطالب بالغاء الحماية بكل عنف .

جوابات سرية

اشتعلت الحرب الباردة بين الرجلين، سعد يرسل الجوابات إلى القاهرة لإشعال الثورة في أقرب وقت، وعدلي يتقرب إلى الإنجليز يقنعهم بالخلاص من سعد واكتساب حقوق دستورية بعيدًا عن إلغاء الحماية .

رئاسة الوفد
يسمح الإنجليز بمقابلة الوفد المصري فيتم اقتراح من يكون رئيس الوفد، عدلي باشا يرى بصفته رئيسًا لمجلس الوزراء أنه الأحق برئاسة الوفد فلا يمكن أن يعلوا عليه أحد، وزعيم الأمة مازال على رأيه «الأمة فوق الجميع»، ويحبس الناس أنفاسهم من يكون الرئيس كما حبسوا أنفاسهم لمن الغلبة وكيل الجمعية المعين أم المنتخب وانقسم المجتمع بين سعديين وعدليين وانتهي الأمر بمفاوضة عدلي بعد أن فضل سعد أن يحمل لواء المقاومة في القاهرة .

الاعتزال

أما آخر المعارك التي نشبت بين الرجلين هي الاعتزال السياسي فبينما قضي سعد آخر سنواته بعد مقتل السيرلي ستاك بعيدًا عن العمل العام كان أيضَا قرار عدلي في تلك الفترة الابتعاد عن السياسة .
Advertisements
الجريدة الرسمية