عندما استضافتني إحدى القنوات التليفزيونية بعد الإعلان عن قبول إستقالتي رفضت أن تقدمني المذيعة بوصفي الرئيس السابق لدار الهلال، وقلت لها أنا لا أحب ذلك ويكفيني أن تقدميني بكلمة واحدةْ هي: صحفي..
إن الصحافة التي نعرفها تغيرت بلا شك.. ولم تعد السلعة التي تقدمها للجمهور تصلح لزماننا هذا، فالعالم كله يمر بعملية إحلال كبرى بدأت بالفعل بالتحول إلى الصحافة الإلكترونية محل الورقية..
من يقرأ تاريخ الصحافة يجدها وقد شقت طريقها للناس بصعوبة بالغة لتبنى مجدها، وقد بدأت، شأنها شأن كل شيء في الدنيا، هلالًا ثم استوت بدرًا وقمرًا ثم تراجعت وتقلص نفوذها وتأثيرها حتى وصلت لما هي عليه اليوم
زمان كانت أدوات الصحافة بدائية سواء في الطباعة أو التوزيع، لكنها كانت صاحبة جلالة تحقق أرقامًا هائلة في التوزيع؛ فمثلاً صحيفة الجمهورية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى قفزت لرقم توزيع قارب المليون
في كل الدنيا لايزال الإعلام واحد من أسلحة الدول والمجتمعات ضد الفوضى وضد الشائعات إلا عندنا، خصوصا وأن الإعلام الاجتماعي يحظى بما لا يحظى به الإعلام المحترف من مساحة حرية..
الصحفي زمان كان يحتاج إلى تثقيف نفسه، والاهتمام بتطوير إمكانياته، واكتساب معلومات وقدرات كل يوم، وكان لابد له من امتلاك ناصية اللغة، وحفظ الشعر والنثر الأدبي، وربما كتابة الشعر..
تمر اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الصحفى المعارض سليمان الحكيم ، ولد وعاش بالاسماعيلية التى احبها كثيرا وكتب فى معظم الصحف والمجلات المصرية
ما أحوجنا لإعلام قوي ذي مصداقية أكبر وأكثر قدرة على الجذب والتنافسية؛ إعلام يقوم على العلم والموضوعية والاحترافية والانحياز للوطن والمواطن ويكون ظهيراً للدولة في الشدائد والملمات..
استحوذ دخلاء الإعلام والصحافة على وظائف كان الأولى بها خريجي ذلك التخصص الذي أعجب أشد العجب من التوسع في كلياته وأقسامه وآخرها قرار جامعة عين شمس باستحداث كلية للإعلام ..
يصل إلى مكتب النائب العام في السابعة صباح يجمع ما يتاح له من أوراق سينسج منها قصته الخبرية اليومية بعبارات قانونية لا تترك مساحة للخلط أو الإساءة ولا تترك مساحة للخيال فقد كان هو الخيال والحقيقة.
بعد سنوات من بداية الألفية الجديدة، بدأت معظم المؤسسات الصحفية القومية والخاصة تنتبه إلى ضرورة الاعتماد على إصدارات إلكترونية، وإن كان تفوق الخاصة على القومية في هذا المضمار أمرا جليا..
نحن أمام تجربة وطنية وإنسانية ومهنية حملت الاسم المذكور لم تعرف شيئًا يمكن أن يقدم لهذا الوطن ولأبناء مهنة الصحافة بل ولأي مصري إلا وقدمه!
في التاريخ دروس وعبر وتجارب لا تحصى.. وها هي أحداث يناير تكشف لنا زيف البعض وكيف تغيروا في طرفة عين من النقيض إلى النقيض وانقلبوا على من كانوا يتملقونهم بلا حياء ولا خجل..
ليس معنى تخصص الصحفى أو الإعلامى في مجال ما أنه صارا ناقدا فى هذا المجال.. أى صار ناقدا أدبيا أو ناقدا فنيا أو ناقدا رياضيا.. فإن النقد أساسا هو علم فى حد ذاته له أصوله وقواعده..
أنا شخصيا أتابع برنامج خيري ليس من باب الإعجاب أو الاستزادة من علمه الوفير، فهو لا يقرأ باعترافه، وإنما بحكم المهنة أتابع كل ما يصدر مقروءا ومرئيا ومبثوثا عبر الجديد من الوسائط