رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ أون لاين

منذ زمن بعيد اعتاد كثير من الناس على الذهاب إلى الشيوخ، وهنا لا أعني الشيوخ بالمعنى المتعارف عليه وهم رجال الدين، ولكنهم فئة أخرى يطلقون على أنفسهم لقب الشيوخ، وذلك لدفع الضحايا للشعور بالاطمئنان، والضحية قد يكون رجلا أو امرأة، فعندما تواجه أي منهم المشكلات مثل الزوجة التي تعتقد أن زوجها مربوط، أو الزوج يعتقد أنه مصاب بالسحر حتى يكره زوجته أو الأهل الذين يعتقدون أن العمل السفلى هو سر تأخر ابنتهم عن الزواج، وقتها تسارع الضحية باللجوء إلى ذلك الشيخ.


للأسف إن توارث مثل هذه الأفكار وغيرها من المجتمع وتناقلها عبر الأجيال يساهم في تفاقم هذه الظاهرة وتطورها، فهولاء الشيوخ يجعلون الضحايا رهن التصديق بسهولة بقدرتهم على إنقاذهم من مشكلاتهم، ويساهم الإيحاء النفسي في ذلك أيضًا، وقبل هذا وذاك فقلة الإيمان من هؤلاء الضحايا الذين لو تأملوا للحظة قبل الخروج من منزلهم واللجوء لمثل هؤلاء الدجالين أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك الضر والنفع للإنسان لتراجعوا عن الاستعانة بهولاء النصابين..


والكارثة أنه مع تطور الزمن والإيقاع السريع وكل شيء أصبح أون لاين أبى هؤلاء الشيوخ إلا أن يسايروا العصر، فأصبحت جلسة فك العمل أون لاين والدفع أيضا أون لاين، فيقومون بكل الجلسات المطلوبة أون لاين مثل جلب الحبيب ورد المطلقة في 6 ساعات وفك التعطيل والزواج والطلاق..

 
هؤلاء نصابون ويقومون بدورهم بكل اتقان ويعتمدون على إحساس القهر والضعف والخذلان الذي يشعر به الضحية عند القدوم إليهم أو الاتصال بهم فيلعبون على تلك الأوتار للحصول على أموال الضحايا.

 
ولكن أين عقل الضحية؟ وما القوى الخارقة التي يمتلكها ذلك النصاب؟ هل يمتلك عصا سحرية أم يضعك تحت الإيحاء ويمارس عليك ألاعيبه؟ إن السحر ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ولكن الله عندما ذكر السحر ذكر أيضا شيئا في غاية الأهمية لو أدركه العاقل لما ذهب للنصابين 
والشيء الذي ذكره الله عز وجل أنه احتفظ بإذن الضر لنفسه.

 
كل شيء يحدث لك فهو بإذن وأمر من الله وحده، ومعنى هذا أنه إذا اجتمع جميع البشر على أن يضروك بشيء لن يحدث إلا الشيء الذى يريده الله لك، فهو الذي بيده كل شيء وهو الخالق 
والقادر فالجأ إلى الله لدفع الضرر عنك وليس للبشر.

 


وإن الله عز وجل أعطانا الحل وهو القرب منه وتحصين أنفسنا بالقرآن والأذكار، فلا تعطوا فرصة لمثل هؤلاء النصابين باستغلال مشكلاتكم ونقاط ضعفكم فلموا شتاتكم، إن الله هو القادر وهو الذي بيده النفع والضر ولا أحد غيره سبحانه يملك هذا..

الجريدة الرسمية