رئيس التحرير
عصام كامل

الجحود ونكران الجميل آفة الوسط الفني! (2)

نستكمل اليوم الملف الذي فتحناه في المقال الماضي، عن موضوع شائك ومحزن يضرب الوسط الفني بقوة، بعد أن استشرى في السنوات الأخيرة وأصبح في حالة لا يمكن السكوت عليها وهو الجحود ونكران الجميل.. 

 

وبعد أن ذكرنا واستشهدنا بعدد من أشهر الحالات التي تجسد بوضوح هذا الموضوع، الذي يعاني منه كبار الفنانين والكتاب والمخرجين وصناع الفن بصورة أكبر من غيرهم، نعود لنسوق نماذج صارخة أخرى، في مجال الدراما والسينما والغناء، متمنين أن تختفي هذه الظاهرة الخطيرة أو تقل، ليعود الوسط الفني في مصر إلى سابق عهده، حيث يسود التعاون والإيثار والحب والتكاتف إلا القليل، خاصةً أوقات الملمات والشدائد في زمن الفن الجميل.

ع الزيرو

فوجئ الجميع في الوسط الفني وعلى مستوى الجمهور الفترة الماضية، بتصريحات متبادلة بين النجمة نيللي كريم والمنتج الكبير جمال العدل، تزامنًا مع عرض فيلم ع الزيرو بطولتها مع محمد رمضان، الذي رأت فيه نيللي أنه لم يقدمها بالشكل الذي يليق بها واهتم فقط برمضان، وأنها تعتبر وجودها به كضيف شرف لا أكثر!

 

بدأت نيللي التصريحات باتهام جمال وشركة العدل جروب المنتجة للفيلم، بأنها لا تجيد فن إدارة الممثل وقلبها ليس عليه وتعمل لمصلحتها فقط، ولهذا فهي قررت أن تبحث عن العمل الجيد فقط بعيدًا عن اسم المنتج! 

 

في حين رد العدل عليها بأنه لن يعمل معها مرة أخرى، بعد أن تعاقدت مع شركة أخرى، وأنه مستغرب موقفها بعد كل ما قدمته الشركة لها على مدار 9 سنوات كاملة، من أعمال تليفزيونية مهمة وضعتها في الصفوف الأولى بين النجمات، مثل سجن النساء، تحت السيطرة، سقوط حر، لأعلى سعر، اختفاء، ب 100 وش، ضد الكسر، فاتن أمل حربي وأخيرًا عملة نادرة.


ويضيف جمال العدل وعلى المستوى الشخصي كنت اعتبر نيللي كريم واحدة من عائلة العدل فكنت وكيلها عند زواجها الأخير من نجم الاسكواش السابق هشام عاشور.

عراب جيل الشباب

السيناريست الكبير أحمد البيه هو بمثابة عراب جيل شباب السينما والذي بشر بهذا الجيل من خلال أول أفلامه شباب على كف عفريت عام 1990 بطولة وإخراج محسن محيي الدين وشاركته زوجته بعد ذلك المعتزلة نسرين ومحمد منير، وذلك قبل أن يقدم ثاني أفلامه الذي غير خريطة السينما وحقق أعلى إيرادات في تاريخها آنذاك إسماعيلية رايح جاي، بطولة محمد فؤاد وحنان ترك ومحمد هنيدي ودفع بعدد من الشباب إلى تصدر شباك التذاكر لسنوات طويلة بعد ذلك. 

 

على رأسهم نجم الكوميديا محمد هنيدي الذي أكد نجوميته الكبيرة كبطل لأول مرة في فيلمه التالي صعيدي في الجامعة الأمريكية، كما كانت أفلام البيه بعد ذلك مفرخة للنجوم الشباب مثل أحمد حلمي ومي عز الدين في رحلة حب، ومنى زكي وحنان ترك وهاني رمزي وطارق لطفي في الحب الأول، هاني سلامة وهند صبري ونور وسمية الخشاب في إزاي البنات تحبك، فمنة شلبي ومصطفى شعبان ورامز جلال في أحلام عمرنا، حمادة هلال في العيال هربت.. 

 

وغيرهم الكثير مثل مصطفى قمر وعامر منيب وريهام عبد الغفور والمطرب أحمد فهمي، ورغم كل هذا التاريخ الحافل بالنجاحات والأيادي البيضاء، إلا أن آفة الجحود ونكران الجميل في الوسط الفني طالت البيه.. 

 

الذي لم يظهر له أي عمل سينمائي منذ أكثر من 10 سنوات، رغم أن لديه عددا كبيرا من المشاريع السينمائية التي عرضها على كبار النجوم من الأجيال الحالية، التي كان هو أحد أهم الأسباب بعد الله في ظهورها ووصولها إلى قمة النجومية والشهرة، ولكن كما قال لي لم يتلق حتى الآن من هؤلاء سوى العبارات الجميلة والكلام المعسول الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!

عتابي لشيرين وأنغام ومدحت

أما على مستوى الغناء فهناك أيضًا حالات كثيرة جدًا عن الجحود والنسيان ونكران الجميل، سنذكر منها ما أورده المطرب والملحن الكبير طارق فؤاد، كنموذج ومثال صارخ على هذه الآفة الخطيرة، حيث قال طارق فؤاد في أحد لقاءاته التليفزيونية الأخيرة إنه عاتب ولائم بشدة على معظم نجوم وصناع الأغنية، لتجاهلهم له في أعمالهم لسنوات طويلة ولعدم سؤالهم عليه في محنة مرضه التي طالت لـ4 سنوات كاملة.. 

 

ويخص باللوم والعتاب 3 منهم بالتحديد، لما كان له من دور كبير مؤثر في مشوار نجاحهم ونجوميتهم، وهم المطربون شيرين عبد الوهاب التي كشف أنها ظهرت معه لأول مرة وهي طفلة عمرها 13 سنة في كليب كان نفسنا، واستمرت صداقتهما منذ ذلك التاريخ وعمل معها لفترة على تلحين أغنية أكتب لك تعهد، قبل أن يفاجأ بأنغام تغنيها بملحن آخر! وأنه عندما حاول الاتصال بها لتشتري منه ألحانا جديدة في فترة مرضه أغلقت التليفون في وجهه!

 


وأضاف فؤاد نفس الموقف تكرر مع أنغام أيضًا رغم علاقتنا العائلية القديمة، حيث كنت صديقا مقرب لعمها المطرب الراحل عماد عبد الحليم.. وكذلك مدحت صالح الذي تربطني به قرابة وعندما فكر في الغناء كنت أنا أول من جاء إليه واستشاره، فقدمت له المشورة والدعم والتشجيع ولم يذكر ذلك مطلقًا في حواراته الإعلامية، ولم يسأل عني ولو مرة واحدة في محنة مرضي!

الجريدة الرسمية