رئيس التحرير
عصام كامل

تحية للمنتصرين في غزة

الذين راهنوا من عرب يعيشون بيننا على العيش تحت شعار "الإيد اللي ما تقدرش تقطعها بوسها" وجدوا أنفسهم فجأة أمام حقيقة مزعجة، وهي أن اليد التي تصوروا أنهم لا يستطيعون قطعها، قطعها ثلة من مقاتلين لا يملكون من أدوات القتال إلا الإرادة.


والذين تصوروا أنهم زرعوا بيننا كيانا عملقوه؛ بأجهزة مخابراتهم وبأسلحتهم وبكل أدوات القتل والتدمير وجدوا أنفسهم فجأة أمام حقيقة أكثر ازعاجا، وهى أن كيانهم هُزم هزيمة ساحقة يوم السابع من أكتوبر وما بعدها، فرغم أن قواتهم دقت حدود أمتنا بكل عتاد عرفوه أو استوردوه إلا أنهم يمنون بهزائم يومية على الهواء مباشرة.


لا تحدثونا عن ضحايانا، فقتلانا شهداء، لأنهم يدافعون عن حق، وقتلاهم قتلى، لأنهم يدافعون عن باطل، فمن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، والذين راحوا استراحوا، أما الباقون على كراسيهم فإنهم يموتون كل يوم ألف مرة.
 

غزة مقبرة الغزاة.. غزة رمز العزة ونموذج لإرادة إنسانية منحها الله الحق والرضا، وها هي ذخائرهم تقتل أطفالا ونساءً وتدمر بيوتا ولم تنل حتى حينه من إرادة مقاتلين يقاتلون بأسلحة بدائية، وينتصرون، وأمامهم تقف كل أساطيل أمريكا وأسلحة فرنسا ومدمرات ألمانيا وألاعيب بريطانيا عاجزة لا حول لها ولا قوة.
 

العرب الذين طبعوا، والعرب الذين تماست مصالحهم مع مصالح الكيان المحتل، في مأزق رهيب، والمقاومة التي تآمروا عليها -عربا وعجما- لا تزال تقاتل من تحت الأرض، ومن بين الأنقاض وكأن ملائكة تساندهم وطيرا أبابيل تلقي بحمم من سجيل تطارد كل المتآمرين في مضاجعهم.


وها هو وزير خارجية أمريكا ووزير دفاعها يجندون كل إمكانيات الشيطان الأكبر لصالح الكيان، والكيان مهزوم مهزوم يا ولدى، يجتمعون ويناقشون ويدبرون بليل، والليل عليهم طال أمده وطالتهم يد المقاومة النبيلة في كل عواصم الشر العربية قبل الغربية.


إن الذين ينفون -وهما- انتصار المقاومة، إنما يفعلون ذلك لأن الخطر يحيط بهم من كل جانب، ويحيط بشرعيتهم وبوجود الكيان، وقد عاد من جديد شعار إن الصراع صراع وجود لا صراع حدود، وبات واضحا أن نهاية الظلم والقهر والوهم وصناعة الخوف من كيان هش أصبحت على المحك.

 


غزة انتصرت يوم أن قرر أهلها الفرار إلى الله، وغزة تنحت نصرا مبينا لأمة ظن بعض أهلها أنهم مقهورون، وأنهم مهزومون، وأن هناك يدا لا يستطيعون قطعها.. اليد التي قبلوها أصبحت مقطوعة لا حراك فيها ولا قوة لها، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

الجريدة الرسمية