رئيس التحرير
عصام كامل

الجامعات تفرض كلمتها فى أمريكا.. «الطلبة» الحصان الأسود فى معركة الوصول لـ«البيت الأبيض».. الانتخابات الرئاسية على صفيح ساخن

البيت الأبيض
البيت الأبيض

لا تزال موجة الاحتجاجات الطلابية التى اشتعلت داخل الجامعات الأمريكية تنديدا بالعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة منذ نحو ٧ أشهر مستمرة حتى الآن، ويزيد اشتعالها التعامل العنيف من قبل إدارة بايدن وإدارات الجامعات والشرطة الأمريكية مع الطلاب فى الجامعات.

ووصلت المظاهرات إلى أكثر من ٣٦ ولاية حتى الآن، ما يطرح العديد من السيناريوهات بشأن تداعياتها وتأثيرها فى الشارع الأمريكى وإمكانية خروجها للميادين فيما بعد.

الدكتور ماك شرقاوى، المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكى، قال إن مظاهرات الطلاب فى الجامعة الأمريكية ستؤثر بالتأكيد على نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى نوفمبر المقبل، لافتا إلى أن هذا الحراك الطلابى سيتم استغلاله سياسيا.

وتابع المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكى: “الرئيس السابق والمرشح المحتمل فى الانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب يستفيد حاليا من هذا الموقف، وهذا ما ظهر خلال تصريحاته الأخيرة بشأن المظاهرات فى الجامعات الأمريكية واتهامه لبايدن بسوء إدارة المشهد”. وأوضح ماك شرقاوى أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن أخطأت كثيرًا فى عدم مناصرتها للشباب والطلاب الذين يسعون للتعبير عن رأيهم ولم تحتويهم أو تحترم وقفاتهم السلمية، لافتا إلى أن وصفهم بمعاداة السامية دون دليل خطأ كبير، لافتا إلى أن معاداة الصهيونية وكره ما يفعله الكيان الإسرائيلى المحتل فى غزة ليست معاداة للسامية بل معاداة للعنصرية وجرائم الحرب والإبادة التى ترتكبها إسرائيل فى عدوانها الغاشم على القطاع المحاصر.

وتابع الدكتور ماك: “لا يمكن أن يصبغ الطلاب المنددين بالعدوان الإسرائيلى على غزة من كافة الجنسيات والديانات بمعاداة السامية، فما يحدث فى الأرض المحتلة فاق الخيال، وهناك أكثر من 100 ألف شهيد ومصاب أغلبهم نساء وأطفال”ـ مردفا: “هناك جرائم حرب وضد الإنسانية وجرائم إبادة ترتكب دون توقف داخل هذا القطاع المحاصر”.

واستطرد المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكى: وفقًا للبند الأول للدستور الأمريكى (حرية التعبير - حرية الرأي) لم يقم الطلاب المتظاهرون فى الجامعات بأى عمليات عنف أو تخريب بالحرم الجامعى أو الممتلكات العامة، كما أنهم لم يخرجوا من حرم جامعاتهم إلى الشوارع، لذلك فالتعنت والتعامل معهم بهذا العنف غير المبرر واعتقال أكثر من 2000 طالب فى الجامعات خلال أقل من أسبوعين سيؤثر بالتأكيد على بايدن والحزب الديمقراطى، خاصة داخل الأوساط الشبابية، متسائلا: كيف يمكن الثقة به، وهو يتخذ ضدهم هذه الإجراءات التعسفية ويطلق يد الشرطة عليهم.

وأشار ماك شرقاوى، إلى أن الاحتجاجات الطلابية داخل الجامعات وصلت إلى 36 ولاية أمريكية، مشددا على أن مظاهرات الجامعات من الممكن جدا أن تلعب دورا كبيرا فى التأثير على قرارات الإدارة الأمريكية بشأن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، مستشهدا بما حدث عام 1968 وانطلاق مظاهرات الطلبة المطالبة بوقف الحرب فى فيتنام، وهو ما تم بالفعل.

وأكد أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو المعادية للتظاهرات تدل على تضرره وانزعاجه الشديد من انعكاساتها، لهذا يدعو إدارة بايدن للسيطرة على هذه الاحتجاجات باستماته بالإضافة إلى زعمه ضرورة توفير حماية لليهود داخل الأراضى الأمريكية، ما يدل على قلقه الشديد وخوفه من تغير سياسات وقرارات الإدارة الأمريكية بشأن الحرب رضوخا لضغوط هذه الاحتجاجات.

وقال المحلل السياسى المتخصص فى الشأن الأمريكى، إن بايدن سلك الطريق الخاطئ فى التعامل مع المظاهرات الجامعية، إذ هاجمها وحاول لصق تهمة معاداة السامية بالمشاركين فيها دون أى دليل، لافتا إلى أنه كان عليه أن يستمع لمطالب الطلاب المشروعة ويغير سياسات الولايات المتحدة بشأن الحرب فى غزة، ليجبر دولة الاحتلال على وقف عدوانها الغاشم على المدنيين والعزل فورا تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة التى ضُرب بها عرض الحائط. ونصح ماك شرقاوى بايدن بتغيير رأيه فورا، وتبنى سياسة جديدة فى التعامل مع الطلاب داخل الجامعات حتى لا يدخل فى مغبة الاصطدام بالشارع الأمريكى بأكمله.

وأوضح شرقاوى أن هناك حركات داخل الولايات المتحدة تدعو لمقاطعة المنتجات التى تأتى من المستوطنات الإسرائيلية، ما دفع السلطات الأمريكية لفرض عقوبات على المشاركين فى حملات المقاطعة، بالإضافة إلى ممارستها عمليات ضغط وتضييق على من لا يقر بعدم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وهذا شيء خطير للغاية، لافتا إلى أن المواطن الأمريكى يستطيع مقاطعة المنتجات الأمريكية ولكنه لا يستطيع مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وهذا مؤشر سيئ جدا يظهر إلى أى مدى وصلت سيطرة اللوبى الصهيونى على مفاصل الإدارة الأمريكية.

كما أشار المحلل السياسى إلى أن الجماعات التابعة للوبى الصهيونى تمارس أيضًا عمليات ترهيب وتعقب وتهديد ويعدون قوائم سوداء لكل من يشارك فى الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلى فى غزة، مضيفا: “الأسماء التى ستدخل هذه القوائم لن يحصل أصحابها على أعمال أو وظائف فى الشركات التابعة للوبى الصهيونى داخل أمريكا، وهذا ضرب بالحائط لحرية الرأى والدستور الأمريكى وخرق للخصوصية والقانون”.

وأكد شرقاوى أن الشرطة الأمريكية بدأت فى التعامل بعنف مع الطلاب المتظاهرين وظهر هذا بشدة فى جامعة كاليفورنيا وكولومبيا، إذ تم استخدام الرصاص المطاطى والغاز والعنف المفرط وتكسير الخيام، محذرا من إشعال شرارة الغضب داخل الأوساط الأمريكية.

 

الجريدة الرسمية