رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

أبوهيف.. أسطورة مصرية

جيلي يعرف البطل عبداللطيف أبوهيف.. تمساح النيل.. وقاهر المانش..  إلا أن الأجيال الجديدة قد لا تعرف الجوانب الخفية والإنسانية والأخلاقية في حياة هذا البطل، فقد كنا نشاهده في مسجد عمر مكرم باستمرار لتقديم واجب العزاء لمن يعرفه، ومن لا يعرفه، وشاركني العزاء في وفاة أخي عام 2011 (رحمه الله)، دون سابق معرفة!


وكان زاهدا للمال، لا يطلب لنفسه امتيازا، لكنه لم يتردد يوما في التوسط لغيره لدي أي مسئول بحكم شهرته لحل مشكلة أو الحصول علي حق ضائع، وتاريخه المشرف سجل أجمل قصة عطاء عندما تبرع بقيمة جائزة أحد السباقات في انجلترا لصالح أسرة سباح فقير لقي حتفه غرقا عندما خرج عن خط السير!

Advertisements


إنها حكاية أسطورة مصرية اسمها عبداللطيف أبوهيف.. وُلد أبو هيف في 30 يناير عام 1929 بمدينة الإسكندرية، ونبغ في السباحة منذ الصغر، وبدأ ممارستها في عمر 10 سنوات، وتمكن من الحصول على بطولة الإسكندرية وهو مازال صغيرًا، ثم توالت نجاحاته..

أبرز إنجازاته 

فاز بأكثر من عشرين سباقًا دوليًا، وحصل على بطولة العالم فى السباحة خمس مرات، وتمكن من تحدى بحر المانش وعبره مرتين، كما حطم الرقم القياسى فى عام 1953، حصل علي المركز الأول فى السباق الدولى للمانش متفوقًا على أسرع السبّاحين العالميين، كما حصل على المركز الأول أيضًا فى أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم فى عام 1963، والذى استمر لمدة 36 ساعة فى بحيرة ميتشجان الأمريكية..


حصل على المركز الأول في العديد من السباقات التى نُظمت في الأرجنتين، وفي سباق مونتريال بكندا عام 1965 وهو إحدى سباقات التتابع، أصر أبو هيف على الاستمرار بالسباحة بمفرده وذلك بعد أن مرض رفيقه الإيطالى؛ بسبب البرودة الشديدة، واضطر لمغادرة السباق مبكرًا، حيث إستمر أبو هيف بالسباحة لمدة 29 ساعة ونصف الساعة، وحصل على المركز الأول، وهو أحد الأسباب التى دفعت الاتحاد الدولى لإعلانه أعظم سباح في التاريخ في المسافات الطويلة.

أبرز مواقفه الإنسانية

تبرع أبوهيف بجائزته المالية فى إحدى السباقات لأسرة السباح الإنجليزى ماتيوس ويب الذى غرق فى بحر المانش، وتبرع بجائزته لجورج فاليرى السباح الفرنسى وبطل العالم في سباق الظهر عقب إصابته بالشلل، وتقاسم الجائزة التى فاز بها في سباق مونتريال مع رفيقه على الرغم من إنسحابه في بداية السباق لمرضه.. 

 

 

نهاية أسطورة مصرية

واجه أبو هيف أزمات صحية خطيرة، فخضع للعديد من الجراحات، ورغم كل هذه الآلام إلا إنه وقف بشجاعة فى مواجهة كل هذه الالام. ورفض أبوهيف السفر إلى الخارج للعلاج وفضل الموت في بلده وعلي فراشه. لتُكتب نهاية أسطورة عالمية علي أرض مصرية.. نعم إنه تمساح النيل وقاهر المانش عبداللطيف أبوهيف.

الجريدة الرسمية