رئيس التحرير
عصام كامل

إسماعيل شيرين، حكاية الرجل المنسي فى عودة طابا، شهادته حسمت المعركة لمصلحة مصر، ومفيد شهاب يشيد بوطنيته في فيلم وثائقي

إسماعيل شيرين مع
إسماعيل شيرين مع زوجته الأميرة فوزية وأولاده

إسماعيل شيرين، عقيد فى سلاح الفرسان بالقوات المسلحة المصرية، وهو أمير من أحفاد محمد على  وابن عم الملك فؤاد، وهو آخر وزير حربية فى العهد الملكى قبل قيام ثورة يوليو 1952، عمل بالسلك الدبلوماسى، وكان أحد أسباب إثبات مصر لحقها فى مدينة طابا بسبب شهادته ومستنداته، ورحل عام 1994 عن أربعة وسبعين عاما.

ولد إسماعيل شيرين عام 1919 لأب مصرى وأم تركية، تلقى تعليمه في كلية ڤيكتوريا بالإسكندرية، كلية تشسترفيلد وكلية ترينيتي، درس الاقتصاد السياسى بجامعة كمبريدج، وانتدب للعمل بوزارة الحربية كضابط اتصال وشغل منصب قائد الجيش المصرى فى عهد الملك فاروق الذى أنعم عليه بالباشوية ورتبة برتبة قائمقام، وظل وزيرا للحربية حتى قيام ثورة 1952، وكان أحد أعضاء وفد مصر فى مباحثات رودس الخاصة بالهدنة مع اسرائيل عام 1948.

Advertisements

اسماعيل باشا شيرين 

اختار الملك فاروق إسماعيل شيرين سكرتيرا صحفيا لمجلس الوزراء عام 1949، وكان أول من تنبأ بحالات التمرد والتذمر بالجيش لكن فاروق لم يعطِ ملاحظاته اهتماما.

إسماعيل شيرين وزوجته الأميرة فوزية 

تزوج إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق بعد شهور قليلة من طلاقها من شاه إيران وأنجب منها أولاده حسين ونادية شيرين بعد الثورة، وخروج الملك فاروق من مصر سافر إسماعيل شيرين وأسرته إلى جنيف، وعاش هناك سنوات ثم عاد إلى مصر وعاش فى فيلا الأميرة بمنطقة سموحة بالإسكندرية.

 

تصديق حكم عودة طابا 

يذكر لرجل القوات المسلحة إسماعيل شيرين باشا دوره فى التصديق على حكم عودة طابا إلى مصر، فبعد تقديم الفريق المصرى ما لديه من وثائق وخرائط، فضلًا عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصرى، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه، فتقدم إسماعيل شيرين متطوعا رغم إنه لم يكن قد طلب للشهادة، حيث كانت سيرته قد طواها النسيان منذ خروجه من مصر بعد خلع الملك فاروق ولكن الرجل تقدم للشهادة بدافع شخصى من نفسه حيث إنه لم ينس أنه مصري محب لها ومخلص لبلده وأحد ضباط الجيش المصرى المخلصين.

اسماعيل شيرين فى زيه العسكرى 

وعندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على طابا، وكان مقر المحكمة فى العاصمة السويسرية جنيف علم إسماعيل شيرين برفض إسرائيل عودة طابا وتمسك إسرائيل بأحقيتها، فتقدم شيرين من تلقاء نفسه إلى فريق التحكيم المصرى عارضًا أن يدلى بشهادته أمام المحكمة، لكى يثبت أن طابا مصرية، وتلخصت شهادته فى أنه كان قائدًا للكتيبة المصرية فى مدينة "طابا"، وأن لديه فى أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا -بالرغم من خصوصية الخطابات المتبادلة بينه وبين زوجته- إلا أنه لم يبخل بها على الوطن وعرضها على الفريق المصري للتحكيم، وأعلن أن  لديه ردودا على تلك الخطابات أرسلت إليه فى "طابا"، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك، إضافة إلى أن لديه بعض الصور مع بعض وحدات أفراد الجيش المصرى يرتدون الطربوش المصرى فى طابا، ورحب الفريق به شاهدًا، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى مدينة طابا.


وعلى الرغم من هذا الموقف الذى قام به إسماعيل شيرين إلا أنه لم يذكره أحد رغما عن شهادته الهامة فى قضية طابا والتى انتهت المحكمة إلى الحكم بإلزام إسرائيل برد أرض طابا إلى مصر وتأكيدها على مصرية طابا الخالصة، وأرضى ضميره بشهادته كإنسان عاش بعدها سنوات لم يلتفت اليه أحد ولم يقدره أحد لدوره الوطنى ومساهمته فى استرداد طابا وعاش منسيا حتى طواه النسيان ورحل فى صمت ودفن بمصر.

 

فيلم عن عودة سيناء 

ومشاركة فى احتفالات عودة سيناء هذا العام عرضت قناة الوثائقية فيلما بعنوان "طابا"، يتحدث عن قضية طابا الشهيرة التى كانت تنظر أمام المحاكم الدولية، حتى تم الحكم لصالح مصر بأحقيتها فى أرض طابا.

 

شهادة الدكتور شهاب 

وقال الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى، إن من ضمن الذين شهدوا لصالح مصرنا الغالية إسماعيل شيرين باشا، وكان يشغل منصب وزير حربية مصر عام 1952، وأنه شهد وقتها وقال إنه كان ضابطا خلال حرب فلسطين والهدنة، وكان موقعه فى طابا ويمتلك صورا لذلك بجوار الجنود المصريين مشيرا إلى أنه استدعى للشهادة رغم أنه كان يتولى منصبا فى العهد الملكى، لكن وطنيته كانت دافعة له للشهادة فى القضية.

 

إسماعيل شيرين رجل منسي 

رحم الله إسماعيل شيرين الوطنى المخلص الذى بالرغم من أنه كان مبعدًا منذ ثورة يوليو، لكنه بقى مصريًا، محبًا ومخلصًا لبلده، وضابطًا وفيًا من ضباط الجيش المصرى، وإنسانا نزيها لا يكتم شهادة الحق، حتى لو لم تطلب منه لم يمنعه الخلاف السياسى أن يقف إلى جوار وطنه وبلده، فى موقف حاسم وفارق،وانتهى إلى الحكم لصالح مصر فى سبتمبر سنة 1988 فلم يطلب شيئا ولا تحدث فى الصحف ولا تحدث فى الصحف العالمية عن دوره الذى ساهم فى عودة طابا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية