رئيس التحرير
عصام كامل

عقاب الناخبين!

ثمة اتفاق في تركيا بين الحزب الحاكمَ والمعارضة على أن نتيجة الانتخابات المحلية التى فازت بها المعارضة سببها الرئيسى هو عقاب الناخبين للحكم الذى أصابت سياساته الاقتصادية تركيا بغلاء ضخم  بعد انخفاض قيمة الليرة التركية بنسبة كبيرة.. 

 

ومعظم المحللين في تركيا يقولون أن الناخبين منحوا الحكم مهلة لإصلاح الأوضاع  الاقتصادية والمعيشية والسيطرة على الغلاء الضخم حينما صوتوا له في الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، وعندما لم يفعل ما يبغونه قرروا معاقبته في الانتخابات المحلية التى جرت منذ أيام، ومكنوا المعارضة من الفوز بمعظم المدن الكبيرة ومنها اسطنبول وأنقرة.

 
وهذا يُبين من ناحية أن المواطنين في أى بلد يثير ضيقهم كثيرا الغلاء وإرتفاع الأسعار بمعدلات لا تقوى دخولهم على استيعابها وتحملها، وهنا يتعين على الحكومات أن تهتم كثيرا بمواجهة الغلاء والتضخم بحزم وحماية المواطنين منه، ومن ناحية أخرى إن المواطنين قادرين على عقاب الحكومات التى لا تلبى مطالبهم فى صناديق الانتخابات.. 

 

إنهم لا ينتظرون حساب الله في الآخرة ومساءلته لمن يتولون الحكم وإنما يمارسون حقهم في مساءلة وحساب من اختاروهم لإدارة أمورهم وشئونهم.. بل ربما كان الله يحاسب من خلال الناس في الدنيا.. فإذا كان الله عز وجل من يمنح الحكم لمن يشاء وينزع الحكم عمن يشاء، فلا يمكن أن يفقد أحد الحكم بدون إرادة الله العُلى القدير، التى يعبر عنها الناس بتصويتهم في صناديق الانتخابات.

 


وهذا تقريبا ما استوعبه الحكم والمعارضة في تركيا بعد ما وصف بالزلزال الانتخابى.. فالحكم أعلن أن أمامه الوقت الكافى لعلاج الأخطاء واستعادة ثقة الناخبين مجددا بإصلاحات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم،  وبإصلاح السياسات  الاقتصادية، أما المعارضة فهى تضغط من أجل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.. فهذا الزلزال الانتخابى سيكون له تداعياته داخل تركيا بالقطع.

الجريدة الرسمية