رئيس التحرير
عصام كامل

لا أصدق بايدن!

كان لا يجب أن يمر بلا رد ما قاله الرئيس الأمريكى أنه أقنع الرئيس السيسي بفتح معبر رفح أمام المساعدات الإغاثية لأهالي غزة، لذلك جاء بيان الرئاسة المصرية بخصوص ذلك حاسما.


أنا شخصيا لا أصدق بايدن لأكثر من سبب في مقدمتها أننا تابعنا منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة توجيهات الرئيس السيسي لإعداد قوافل مساعدات لأهالي القطاع، وشاهدنا على شاشات التليفزيون كيف احتشدت الشاحنات في طابور امتد من مطار العريش حتى بوابة المعبر في رفح دون أن تتمكن من إيصال المساعدات للقطاع، بسبب استهداف الطائرات الإسرائيلية بوابات المعبر في الجانب الفلسطيني.. 

 

كما تابعنا إصرار مصر على عدم استقبال حاملي الجنسيات الأجنبية عبر المعبر إلا بعد تمكن شاحنات المساعدات للوصول إلى القطاع.. كذلك تابعنا تدخل الرئيس الأمريكي شخصيا لإقناع إسرائيل بالسماح بدخول أعداد محددة من شاحنات المساعدات بعد أن أخفق وزير الخارجية بلينكن بذلك..

 
إن مصر مبكرا وفي الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلى الوحشي على أهل غزة أعلنت بحسم رفض تهجيرهم قسريا خارج القطاع إلى سيناء، وطالبت الفلسطينيين بالصمود في أرضهم حتى لا يتم تصفية قضيتهم وتحويلهم إلى لاجئين مثل لاجئي نكبة 48.. 

 

ولكي تساعدهم على ذلك سعت مصر إلى تقديم ما يمكن من المساعدات لهم لتوفير مقومات الحياة التى حرمهم الإسرائيليون منها بالحصار الذي فرضوه عليهم واستهدافهم بطائراتهم ودباباتهم ومدافعهم.. أي أن مصر وجدت من مصلحتها فتح معبر رفح لتقديم العون لهم ولم تكن في حاجة لإقناع الرئيس الأمريكي رئيسها بذلك! 


لكن إذا كانت إسرائيل التي منعت الأمين العام للأمم المتحدة من دخول القطاع، والذي اكتفى بمطالبتها من أمام المعبر بإدخال شاحنات المساعدات لأهالي غزة قد ادعت أن مصر هي المسئولة عن معبر رفح، فليس مستغربا أن يخرج الرئيس الأمريكي الذى يدعمها بالسلاح والمال ويحميها سياسيا ليدعي أنه أقنع الرئيس السيسي بفتح معبر رفح أمام المساعدات لأهل غزة.. 

 

 

أليس هو الذي أنكر اتهام إسرائيل بجريمة الإبادة الجماعية لأهالي غزة، والذى يرفض وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الوحشية، وكل ما يهمه فقط هو الإفراج عن الأسرى الاسرائيليين المحتجزين في القطاع؟!

الجريدة الرسمية