رئيس التحرير
عصام كامل

الصالون الثقافي يناقش آفاق الرواية العربية ضمن فعاليات معرض الكتاب

 ندوة بعنوان آفاق
ندوة بعنوان "آفاق الرواية العربية".فيتو

نظم الصالون الثقافي ندوة بعنوان "آفاق الرواية العربية"، على هامش فعاليات الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

جاء ذلك بحضور كوكبة من المبدعين والكتاب العرب، وهم: الكاتب عبدالله مولطيان من ليبيا، جلال برجس من الأردن، الكاتب سامح الجباس، الأديب طالب الرفاعي من الكويت، ومحمد عبدالله سامي، ونزار شقرون من تونس، وأدار اللقاء محمد سليم شوشة.

آفاق الرواية العربية

استهل الكاتب عبدالله مولطيان، الحديث عن الرواية قائلا: "إن الكاتب الراحل جابر عصفور تحدث عن الرواية منذ 30 عام وقال إن هذا الزمن هو زمن الرواية، ورأينا تحقق نبؤته في آخر 10 سنوات ازدهارها بشكل ملحوظ وقفذت بشكل كبير.

وأضاف، في ظل ارتفاع أسعار الطباعة وعدم وجود ممارسين للنقد بشكل كبير تم فتح الباب لزيادة الإنتاج الروائي في ليبيا، فممارسون العمل الروائي وصل عددهم إلي 250 روائي، وهذا العدد تزايد بشكل كبير في آخر 10 سنوات، فقبل 2011 لم يتجاوزن الـ80 ممارس لكتابة الرواية، مشيرا إلي أن "الجحش الذهبي" كانت أول رواية ليبية.

وتابع، كان لدينا 12 روائية سيدة في عام 2011، الآن وصل عددهم إلي 59 روائية في ليبيا، فمنذ 10 سنوات كان العدد قليل جدا، والزيادة ملفتة للنظر، لافتا إلي أن الأعمال الليبية النسوية الآن تناولت قضايا الهجرة وهو في غاية الأهمية وبعض الاسقاطات التي مرت بها ليبيا والنفي لبعض الجزر الإيطالية، وهذا ما جعل بعضها تصل للجوائز، منهم ما كتبته عائشة إبراهيم عن تاريخ ليبيا في حقبة الاستعمار، وهذا حفز الكثير من النقاد لدراسة الرواية الليبية، ونشاهد زحام كبير من جمهور المعرض على الرواية واقباله على شرائها.

وأشار إلي أن، هناك كثير من الأدباء اتجهوا لكتابة العمل الروائي، وهناك أيضا الكثير من النصوص النسوية الليبية علي سبيل المثال ما كتبه الكاتبة الروائية كوثر الجهمي، احد نصوصها عائدون حصل على جائزة عربية.

فيما قال الأديب والفنان التشكيلي نزار شقرون، الرواية العربية ابنة السؤال، تتحدث عن تحديات راهنة إذا تحدثنا على الآفاق، التفكير في الرواية هو تفكير في المستقبل، وتنبع من مسائلة الماضي والتراث، وحديثنا عن الآفاق ستجعلنا في مسألة إشكالية.

وأوضح، الرواية ليست بمعزل عن باقي المجالات الفنون مثل الفن التشكيلي والقصة القصيرة والشعر وغيرها، لا يمكن عزل أسئلة الرواية العربية عن أسئلة الثقافة العربية، نفكر فيها في مدار الإشكال، كثير ما نتحدث عن هذا العصر للقراء ودور النشر والجمهور يتجه للرواية، بقدر ما هذا إيجابي يضعنا في تحديات أخري، هل كل عمل يخرج ينتمي لفن الرواية؟، بالإضافة إلي أن الرواية العربية الراهنة غير منعزلة عن نظيرتها السابقة، فالروائي العربي في حوار دائم مع الأجيال السابقة، لا يمكن أن يبدع إلا في ظل هذه الحوارية.

 

واختتم، الرواية من بين التحديات التي تقابلها لابد أن يكون لها خلفية معرفية، نحن إزاء تحديات تشبه الصناعات الثقيلة في الدول الغربية، نستسهل دائما بحكم رومامسيتنا الفكرية.


وقال الأديب طالب الرفاعي، أطلع على العمل الأدبي في مصر، وصعب الحديث عن الرواية لأنها متواجدة في كافة الدول، ولكن الرواية المصرية لها خصوصية وكذلك السعودية أو السودانية وغيرها، مشيرا إلي أن الرواية متسيدة دون منافس بين الفنون الأدبية وتقف على القمة، وذلك لعدة أسباب منها انها تضيف عمرا لقارئها وهذا ما يجذبه لها، يعيش حياة أخرى حين يقرأ رواية أخرى تقدم حياة وتجربة لمن يقرأها، الرواية تعطي للقارئ رسم حيوات تفصله عن الواقع، لها القدرة على عيش مغامرة دون مخاطرة.

وأضاف، الرواية تقدم امتداد للإنسان وقدرة على التواصل مع الآخر، تستطيع قراءة اي رواية لاي كاتب في العالم، هناك إقبال منقطع النظير خاصة بين فئة الشباب لكتابة الرواية في كافة العالم العربي، وإقبال من الجمهور

وتابع، لدينا كاتب وناشر وجمهور وجائزة، الكل يشجع على الرواية والجوائز تذهب للرواية الان، ولكن هناك أشكال في قضية الرواية العربية وهي الترجمة، والروايات في أوروبا تباع بالمليون، لا يوجد في الوطن العربي كاتب يبيع حتي ب 100 ألف.

ولفت الي ان، القراءة أصبحت رفاهية بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها الشعوب العربية، مشيرا إلي أن الرواية العربية في حالة صعود على كافة المستويات.

وقال الكاتب الشاب محمد عبدالله سامي، إن ازدهار الرواية في الفترة الأخيرة كانت بسبب الهروب، مشيرا إلي أن الرواية تعيش لحظات استثنائية في تفردها عن باقي فنون الأدب، وستظل الرواية طوال الوقت تفاجئنا بأشياء جديدة.

وقال جلال برجس،  من الأردن، متفائل فيما يخص الجوائز، لافتا إلي أن الترجمة قرار سياسي للأعمال العربية، مضيفا، أحلم بأن تصل الكتابة العربية للعالمية، وهناك في العالم العربي من يستحقون نوبل ومن هي أكبر منها.


وقال الكاتب سامح الجباس، احترم الكلمة وأقدرها واري القارئ امامي دائما، وأحاول ان اكتب ما يليق به، وأؤمن بأن الرواية مدهشة دائما، ونحن الان ندخل الان في مرحلة سردية عربية مهمة جدا.

وأشار الي ان هناك كاتب فلسطيني لم يأخذ حقه ولم يعد يعرفه احد واختار ان يكتب عنه رواية وهو عزيز دومة الذي كان المرشح الأول لجائزة نوبل سنة 36 وتم استبعاده، وكتبت عنه وبداخلي خوف وحزن، فقد كان له 30 مؤلف اختفوا ولا احد يعرفه حتي في فلسطين، مشيرا إلي أن عزيز سافر بعد 39 لألمانيا وتوفي 43 أقيمت له جنازة عسكرية، مضيفا، كنت سعيد اني بسلط الضوء عليه وأكتب رواية عنه، كي أحيي ذكراه.

 

 

الجريدة الرسمية