رئيس التحرير
عصام كامل

عيب يا دانيال!

بأي منطق يوجه دانيال هاجاري المتحدث العسكري الإسرائيلي حديثه للعرب عن احتجاز حركة حماس لأسرى إسرائيليين لأكثر من 80 يومًا دون أن يروا الأطباء أو يتلقوا الدواء والمساعدات الإنسانية، وينسى أن هؤلاء عسكريون محتلون وليسوا مدنيين كالذين تقتلهم دولته المحتلة ليل نهار بالمئات.

 

ورغم ذلك فإن أكاذيب دانيال هاجاري مردود عليها برواية الأسرى المفرج عنهم في هدن إنسانية قصيرة قبل أسابيع، فقد أكدوا أن المقاومة الفلسطينية أحسنت معاملتهم ووفرت لهم رعاية صحية وغذاء ودواء حسب ما تسمح بهم ظروفهم الصعبة.

 

حتى أن إحدى الأسيرات المفرج عنهن خرجت مبتهجة تحمل كلبها المدلل مؤكدة أنه نال رعاية بيطرية على أيدي عناصر المقاومة التي تحلت بالإنسانية والأخلاق الرفيعة في معاملتهم جميعًا، رغم القصف والحصار وجرائم الإبادة التي تشنها بفظاعة غير مسبوقة قوات الاحتلال الإسرائيلي العنصرى.


لكن دانيال هاجاري يكذب ويتمادى تفي غيه حتى كاد يصدق نفسه، ناسيًا أن جيشه لم يرحم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين العزل الذين طلب منهم جيش إسرائيل النزوح لجنوب غزة ثم استهدفهم بغارات جوية وحشية ارتقى بسببها آلاف الشهداء ووقعت عشرات الآلاف من الإصابات في صفوفهم.

 

لعنة الدم الفلسطيني

ثم ألم يقتل جيش الاحتلال ثلاثة من أسراه بعد خروجهم من الأسر، رغم أنهم رفعوا الراية البيضاء وتحدثوا بالعبرية صراحة لكن قوات الاحتلال لم تستجب لاستغاثاتهم وقتلتهم، وهم المواطنون الإسرائيليون، بدم بارد ليرى العالم كله كيف تتعامل إسرائيل مع المدنيين حتى من مواطنيها.

 

ثم ماذا فعلت قوات الاحتلال بالأسرى الفلسطينيين الذين ادعت أنهم عناصر من حماس، رغم أنها تعلم أنهم مواطنون عزل جرى اختطافهم من مدارس الأونروا، ثم تجريدهم من ملابسهم وتعذيبهم وتركهم في أجواء شديدة البرودة، دون أي احترام للقانون الدولى الإنساني ولا اتفاقيات جنيف وقوانين الحرب.

 

ثم يأتي هذا -دانيال هاجاري- ليتبجح ويتمادى في صلفه وغروره ليوجه حديثا للشعوب العربية التي تسببت جرائم جيشه الباغي المحتل في إثارة غضبهم وحنقهم تجاه هذا الكيان الغاصب.. فبأي عين يحدثنا وهو الكذوب عن داعشية حماس، وهم صناع الإرهاب الحقيقي بجرائم فاقت النازية بكثير.. فهم قوة احتلال غاصب لا يتورع عن قتل الإنسانية والطفولة وكل معانى الحياة في غزة.. أليس ذلك استخفافًا بالعرب واستفزازًا ممجوجًا لمشاعرهم؟!


ليت قادة الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو ومجلس حربه المهزوم يفيقون من غفلتهم وصدمتهم التي طاشت بسببها تصرفاتهم واختلت موازينهم وصاروا، بشهادة قادة سابقين منهم، كيانًا يصارع طواحين الهواء في غزة التي كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والاقتصاد والمكانة الدولية والأخلاقية.

 

وكشفت حقيقتهم النازية أمام العالم أجمع الذي يرفض العدوان على غزة بأغلبية ساحقة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولولا الدعم الأمريكي، ماديًا وعسكريا وسياسيا لانتهت إسرائيل وصارت أثرًا بعد عين.

 

ويكفى أن يتابع المرء منا ما يسمح بنشره في الإعلام الإسرائيلي الذي باتت الرقابة العسكرية سيفًا مصلتًا عليه يمنع عنه كثيرًا من المعلومات والحقائق حفاظًا على الجبهة الداخلية من الانهيار، يكفي أن تطالع آراء المحللين لتعلم إلى أين وصلت إسرائيل وأي مستقبل مظلم ينتظرهم.

 

وعاجلًا أو آجلا سوف تبدد شمس الحقيقة ظلام الأكاذيب وتكسر قيود المنع والحجب ليغرق هذا الكيان في صراعات داخلية لن يخرج منها كما دخل فيها.

 

 

فطوفان الأقصى نسف أساطير هذا الجيش الذي لا يقهر وبدد أوهام الدولة التي تدعي الديمقراطية والمدنية على الطريقة الغربية وتتمترس خلف المظلومية والابتزاز.. عيب يا دانيال هاجاري.. أن تستخف بالعرب الذين ذاقوا مرارة الظلم والاحتلال على أيدى دولتكم الغاصبة بمعاونة قوى إمبريالية لن تسلم من لعنة الدم الفلسطيني.. والأيام بيننا!

الجريدة الرسمية