رئيس التحرير
عصام كامل

الأسماء الجديدة لشوارع القاهرة.. مسألة مصيرية بامتياز.. «سليم الأول» مرفوض والبديل داخل أدراج الحكومة.. والتسميات القديمة «بركة الفيل وحارة الدودة والدحدورة» لم تعد صالحة للعصر

شوارع القاهرة،فيتو
شوارع القاهرة،فيتو

«القاهرة» مدينة الألف اسم، تاريخ طويل وغنى، يتجسد فى تسمية الشوارع والميادين، فالقاهرة القديمة استخدمت أسماء أصحاب المهن من السكان التى يقطنونها، أو التبرك بأسماء المساجد أو تعزيز الانتماء القبلى بإبراز أسماء القبائل، أو العلامات البارزة مثل الأسواق التى كانت تنعقد فى الشوارع.

ومع مرور الوقت، أصبحت أسماء الشوارع تُطلق على الشخصيات البارزة فى التاريخ، سواء المصريين أو الأجانب الذين قدموا تضحيات ومكاسب للبلاد، فى عهد محمد على جرى إطلاق أسماء الأبطال العسكريين والعلماء على العديد من الشوارع، وفى عهد ثورة 1952، تم تغيير أسماء الشوارع التى كانت تحمل أسماء الشخصيات الأجنبية إلى أسماء شهداء الثورة.

واليوم، تُشرف لجنة التسميات بمحافظة القاهرة على إطلاق أو تغيير أسماء الشوارع والمدارس بنطاق المحافظة، وتعتمد اللجنة مجموعة من المعايير عند إطلاق أو تغيير اسم شارع أو مدرسة، منها أن يكون الشخص متوفيا وله دور بارز فى التاريخ أو قدم روحه فداء للوطن أو من الشخصيات البارزة والرائدة، وأن يكون الاسم مناسبا لطبيعة الشارع أو المدرسة، وأن يكون سهل النطق والكتابة.

ورغم وجود هذه المعايير، إلا أن هناك بعض الشوارع فى القاهرة ما زالت تحمل أسماء غريبة لا معنى لها، مثل حارة الدودة والتمساح وبركة الفيل، كما أن هناك بعض الشوارع تحمل أسماء شخصيات أجنبية، مثل شارع شامبليون وشارع نابليون بونابرت.

وفى السنوات الأخيرة، تم طرح العديد من المقترحات لتغيير أسماء الشوارع فى القاهرة، من أجل تأكيد الهوية المصرية، ومن بين هذه المقترحات، تغيير اسم شارع سليم الأول إلى اسم على بك الكبير، وهو بطل مصرى قاتل ضد الاحتلال التركى.

كما قرر المجلس التنفيذى للمحافظة برئاسة اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة فى واقعة هى الأولى من نوعها بتاريخ لجنة التسميات بمحافظة القاهرة، إطلاق اسم الفنان عادل إمام على كوبرى بمحور صلاح سالم، مخالفة للشروط والمعايير التى انتهجتها لجنة التسميات طوال فترة عملها منذ إنشائه، ليكون هو أول إنسان على قيد الحياة يتم إطلاق اسمه على أحد محاور القاهرة.

وتضم عضوية لجنة التسميات بمحافظة القاهرة مسئولين من مديرية التربية والتعليم ومديرية الأوقاف ووزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى أساتذة تاريخ وبرئاسة السكرتير العام المساعد، واللجنة من شأنها، إطلاق أو تغيير أسماء الشوارع والمساجد والمدارس بنطاق المحافظة، واعتمدت اللجنة تغيير أسماء أكثر من 200 مدرسة وشارع وميدان بعد ثورة 25 يناير، حيث تم التغيير إلى أسماء شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداء له.

أسماء شوارع كثيرة داخل محافظة القاهرة خاصة بالقاهرة التاريخية فى أحياء الخليفة والسيدة زينب ووسط القاهرة ومصر القديمة تحمل أسماء غريبة لا معنى لها كحارة الدودة وحارة التمساح وبركة الفيل والنطاطة والدحدورة وعطفة الماعز وغشلاق والزير المعلق ودرب أبو لحاف والبلاقسة وجرار الدهب، وبالرغم من صدور قرار للدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق بحصر هذه الشوارع وتغيير أسمائها لأسماء ذات معنى ودلالة تليق بعراقة الأحياء التى تتواجد بها الشوارع، إلا أن القرار أصبح حبيسا للأدراج يكسوه التراب، حيث عقدت اللجنة بعد هذا القرار العديد من الاجتماعات وبالفعل تم تغيير أسماء بعض الشوارع والمدارس لأسماء شهداء الوطن ولم يتم تغيير أسماء هذه الشوارع وكانت هى الأولى بالتغيير.

مصدر داخل لجنة التسميات بمحافظة القاهرة، أكد لـ«فيتو» أن هناك العديد من المعايير التى يجب أن تتوافر لتغيير اسم شارع أو مدرسة أو إطلاق اسم جديد، منها أن يكون الشخص متوفيا وله دور بارز فى التاريخ أو قدم روحه فداء للوطن، أو من الشخصيات البارزة والرائدة لافتا إلى أن الأهالى الذين يرغبون فى تغيير أسماء شارعهم يتقدمون بطلب للجنة لبحثه، أما الذين يريدون إطلاق اسم على شارعهم لعدم وجود اسم له فيجب تقديم طلب بخريطة للشارع من الحى شريطة أن يكون مقدم الطلب مصريا وفوق الـ 16 عاما.

وقال المصدر لـ«فيتو»، إنه فى عام 2018 قدم الدكتور محمد صبرى، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، وعضو لجنة التسميات طلبا للمهندس عاطف عبد الحميد المحافظ السابق يطالبه بتغيير اسم شارع سليم الأول أشهر شوارع حى الزيتون نظرا لأن السلطان سليم أول مستعمر، وهو من قتل طومان باى، آخر السلاطين فى عهد المماليك، بل قام بمجازر ضد الشعب والجيش المصرى.

كما اقترح فى طلبه إطلاق اسم على بك الكبير، على الشارع، بعد أن قدم بطولات ضد السلطان سليم الأول، وبالفعل وافق المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة على الطلب، وتم الإعلان عن تغيير اسم شارع سليم الأول، دون ذكر الاسم الجديد، حيث تم ترك الأمر إلى حوار مجتمعى مع الأهالى لاختيار اسم جديد.

وبعد عامين من القرار تداول البعض أنه تم تغيير اسم الشارع إلى الشهيد أحمد المنسى لتخرج محافظة القاهرة تنفى الاستقرار على الاسم البديل ليمر خمس سنوات على هذا القرار دون إيجاد اسم بديل له، وبالرغم من اعتماد تغيير أسماء شوارع وميادين خلال هذه السنوات الخمس، إلا أن قرار الإطاحة باسم سليم الأول من على الشارع أصبح فى طى النسيان، ولم يتم الإعلان رسميا حتى الآن عن أي اسم بديل له.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية