رئيس التحرير
عصام كامل

في الحب والحياة.. وأشياء أخرى!

كثيرون عاشوا تجربة حب لم تكتمل فصولها، اختزنتها ذاكرتهم لتعود ذكرياتها حنينًا جارفًا لتلك الأيام.. وحتى الذين اكتملت قصص حبهم بالزواج ربما تراجعت سخونة مشاعرهم تحت ضغط الحياة ومطالبها ومشاكلها.. وثمة من عاش حياته دون أن تهتز مشاعره بعاطفة حب يجذبه للجنس الآخر.. وكل هؤلاء وغيرهم يرى كل منهم الآخر بصورة مختلفة.. 

 

لكن هؤلاء جميعًا تقف نظرتهم لعلاقة الرجل بالمرأة على الحب والزواج؛ وهي نظرة ضيقة؛ فالمرأة خلقت من ضلع الرجل، لتكمل معه منظومة الخلق وتحقق معه الغاية من الخلق، لا يصح أن يستقوي عليها الرجل بقوة بنيانه ولا بمفتول عضلاته؛ فالعقل مناط التفاضل بين البشر، إذ لا يتفاضل الناس بقوة البدن.


علاقة الرجل بالمرأة إشكالية كبيرة في مجتمعاتنا، وهي إشكالية مصدرها النظرة المنقوصة لها؛ فثمة من يجعل المرأة تابعًا للرجل، وثمة من يجعلها منافسا للرجل، وثمة من يراها مخلوقًا ضعيفًأ يجب أن ينتصر لها على حساب الرجل.. وقليل من يراها أمًا وزوجًا وابنة وحبيبة لا تكتمل الحياة من دونها.


ولعل ما كتبه المفكر العظيم الراحل الدكتور مصطفى محمود في كتابه فى الحب والحياة هو من أجمل ما قرأت في حقيقة علاقة الرجل بالمرأة؛ فالرجل وضع أيدينا على حقيقة مهمة بعبارات غاية في الروعة والبلاغة..

 

يقول مفكرنا الكبير: "الرجل بالرغم من قوته وسطوته وهيلمانه.. غلبان! إنه قوّام على المرأة، وصيٌّ عليها.. سابق عليها فى الشهادة وفى الميراث وفى الاعتبار.. إمبراطور على بيتها يحكم فيه، يعز ويذل، يهدمه إن شاء بكلمة من فمه؛ ولكنه يعلم أن كل هذه السطوة والسيادة خرافية! وأنه إمبراطور غلبان على دولة وهمية من ورق اللعب! 

 


إنه-أي الرجل- فى احتياج إلى المرأة.. مهما فعل؛ وهذا الاحتياج يقلم أظافره، ويخلع أنيابه، ويروض وحشيته ويعود به وديعًا ذلولًا طيعًا حانيًا على صدر امرأته. وماذا يجدي الصياح والصراخ والهدير والزئير، والقلب من الداخل يتمسح كالقطة؟! إنه فى حاجة إلى المرأة ليبني حبًا.. فى حاجة إليها ليبني بيتًا.. فى حاجة إليها ليكون ربًا لأسرة"..                                                               فهل بعد ذلك نجد من يتعصب للرجل ضد المرأة، أو يتحيز للمرأة على حساب الرجل؟!

الجريدة الرسمية