رئيس التحرير
عصام كامل

الهوية المصرية في خطر!

مصر والهوية وسط المتغيرات العالمية والعربية.. لقاء في منتهى الأهمية، وسؤال يطرح نفسه بقوة، مصر إلى أين وسط عواصف المتغيرات التى تحدث حولنا؟ مصر إلى أين وسط أصوات تنعق كالبوم تحمل دعاوى مغرضة وللأسف تجد أحيانا قبول عند البعض؟ 

 

كان هذا السؤال أمام المفكرة الكبيرة الدكتورة هدى زكريا التى تحدثت وقالت: الهوية مقدسة، هى الوطن، وبلا شك هناك محاولات للغرب لضرب الهوية المصرية، ولكنها تفشل دائما، هذا نتيجة وعى عميق للمصريين! وأشارت الدكتورة هدى زكريا إلى أن الملك مينا عندما وحد القطرين كان ذلك بمثابة إعلان وعزم للمصريين على الاتفاق لا للصراع أبدا.. وهذا إعلان للعقيدة الوطنية التى إخترعها المصريين!

أهمية الوعي

وقدمت الدكتورة هدى زكريا عدد من الصور في تاريخ مصر الذى يؤكد احتفاظ الانسان المصرى بهويته، مثل الاستعمار وتأثيره على الشعوب التى إحتل بلادها، ففي الشمال الافريقى يتحدث الشعب لغة الاستعمار الفرنسى وتراجعت اللغة العربية، أما في مصر فلم يستطع الاستعمار تغيير لغتنا العربية سواء كانت كانت اللغة الفصحى أو حتى اللغة العامية لأهل المحروسة.. 

 

وأشارت إلى أن الشعب المصرى مثلا إختار في 30 من يونية 2013 الوطن الرسخ في التاريخ، ورفض الذين يدعون أنهم منتمين إلى الدين فقط وأن الوطن مجرد حفنة من تراب!

 

وحذرت الدكتورة هدى زكريا من الأمر ليس على مايرام، لآن الحركة الصهيونية تحاول العبث في التاريخ وبالتالى العبث فى الهوية، لهذا لابد من المحافظة على الذاكرة الاجتماعية فهى أحد الأدوات المهمة للمحافظة على الهوية.. 

 

خاصة أننا أصبحنا جزر منفصلة في المجتمع، ولم تعد اللغة العربية بها أى إهتمام، لهذا لابد أن نعترف أن الأعداء نجحوا في إختراق الشخصية المصرية، وأنهم يضعون السم في العسل، يحدث هذا وسط غياب دور للدولة ودور الأسرة، وتراجع التعليم في مدارسنا، وهذا يتسبب في غياب الوعي..

 

الوعي، من أهم القضايا التى لابد أن يعود لابنائنا ونتمسك به، وأكدت الدكتورة هدى زكريا أن المجتمع يصاب باختفاء اللغة في كل مناحى الحياة، وهذا يحدث بايدينا.

 

واستكملت الدكتورة إلهام حمدان الاستاذ باكاديمية الفنون، بأن الهوية في خطر، وأن اللغة العربية في خطر، في ظل جامعات ألمانية.. يابانية.. فرنسية.. الخ، كل دولة فى الغرب تحافظ على لغتها، وحريصون على تصدير لغتهم إلى الدول الأخرى، ونحن نعانى من عقدة الخواجة، فالمطاعم، المحلات، الشركات أصبحت باسماء غير العربية.. 

تقصير وزارات الثقافة والشباب والتعليم

كل هذا تمييع للهوية، اللغة العربية صميم الهوية! وأضافت الدكتورة إلهام حمدان: الثقافة أصبحت ثقيلة الظل، حتى المناهج فى المدارس.. لا مقارنة بين مناهج الأمس ومناهج اليوم، نحن ندعوا القراءة.. ولكن لا صدى، لآن الأمر يحتاج رؤية ودعم من الدولة والمجتمع.

 

وأثارت الدكتورة إلهام حمدان قضايا كثيرة منها أهمية الموروث الشعبى وأهميته للمحافظة على الهوية، أبسط هذا الموروث هو الازياء، فهو طوق النجاة ليتعرف علينا العالم من أزياءنا. كما أثارت الدكتورة إلهام حمدان أهمية الاختلاط في المدارس بضوابط طبيعية، لابد أن يعرف الشاب أن زميلته هى أخته يجب أن يخاف عليها، لأن الفصل غير طبيعى ويخلق أجيال غير سوية.

 

وفي الندوة التى عقدت في جمعية محبى الفنون الجميلة، أثارت الكثير من الاسئلة، منها أن الأصولية الدينية لا تؤمن بالتعددية، وهذا يتسبب في الكثير من المشاكل في المجتمع، وهناك من أشار إلى الهوية صناعة يصنعها المجتمع.. 

 

وبالنسبة لأسماء المحلات والشركات، فالقانون يمنع هذا ولكنه لا ينفذ، وهناك من أكد أننا أهملنا دراسة التاريخ وهو أمر في غاية الأهمية، كما إننا نفتقد العقلية النقدية، كما حدث تغافل مما حدث من العولمة في مجتمعنا، منها إهانة اللغة العربية التى هى أول عناصر تؤثر في تغيير الهوية.

 

 

وعن الحل وسط تقصير كافة الوزرات المعنية مثل التعليم والشباب والثقافة، الحل في التعليم الجيد الذى ينقذ المجتمع من أى تغريب، وقد صادف أن الجمعية عندما قدمت لقاء مع الفنان الكبير سعيد شيمى وعن الحل لإنقاذ السينما والفن، قال: التعليم هو أساس للإصلاح للفن وغير الفن، ونفس الأمر المحافظة على الهوية يحتاج تعليم جيد، وكان عميد الادب العربى قد حسم هذا الأمر منذ ما يقترب من قرن، حيث أوصي بتعليم موحد للجميع!

الجريدة الرسمية