رئيس التحرير
عصام كامل

هل تتراجع حماس؟!

في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الوحشي ضد أهل غزة خرج إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ليعلن موافقته على ما أعلنه الرئيس السيسي من رفض صارم وقاطع  لتهجير الفلسطينيين من غزة قسرا إلى سيناء، لأن ذلك يعد تصفية للقضية الفلسطينية بشكل عام وعلى حساب مصر بشكل خاص.. 

 

وقال إسماعيل هنية: إن مصر ليست وحدها التى ترفض التهجير القسري لأهل غزة إلى سيناء، وإنما الفلسطينيون أيضا وفي مقدمتهم حركة حماس يرفضون ذلك.. لكن القيادي بالحركة المقيم في لبنان أسامة حمدان خرج بتصريح ملتبس اليوم يقول فيه: إن هجرة أهل غزة إلى سيناء لا يعنى نهاية للقضية الفلسطينية!

  
ويأتي هذا التصريح لقيادة حماس في توقيت تنفذ فيه إسرائيل عمليا مؤامرة تهجير الفلسطينيين قسرا من غزة إلى سيناء وذلك بدفعهم إلى التكدس في رفح الفلسطينية ليبلغوا الآن نحو نصف أهل غزة، حتى يضطرون لإختراق الحدود المصرية بحثا عن ملاذ آمن، وهو ما قد يعني موافقة ضمنية لحركة حماس على مثل هذه الهجرة القسرية.. 

 

وهذا ليس مجرد تراجع فقط عن موقف حماس السابق في هذا الأمر، وإنما يبدو فى ذات الوقت قبولا للأمر الواقع الذى تسعى إسرائيل لفرضه على الفلسطينيين لتنفيذ خطتها بإخلاء قطاع غزة من سكانها وجعلها منطقة عازلة، أو على الأقل جعل مساحة منه وتحديدا شماله بلا سكان.

 
وهنا لا يفهم ذلك التصريح الملتبس في هذا التوقيت تحديدا إلا أنه تراجع لحركة حماس عن مواقفها السابقة وتخليها عن مبدأ التمسك بالأرض، وإصرارها على عدم تكرار نكبة 48، لآن تهجير أهل غزة إلى سيناء سوف يشجع الإسرائيليين على الإسراع بتهجير أهل الضفة الغربية إلى الاْردن، ووقتها لن يكون هناك حديثا عن الدولة الفلسطينية، ما دام تم التخلص من الفلسطينيين وتم تهجيرهم وتوطينهم في دول أخرى.

 


لذلك على قادة حماس فورا إعلان رفضهم للتهجير القسري لأهل غزة خارج أراضي القطاع، والتوقف عن تلك التصريحات الملتبسة الغريبة التي لا تضر إلا الفلسطينيين أنفسهم، وهذا ما أدركته حركة فتح وبادرت بالرد على قيادي حماس الذي بحكم أنه يعيش خارج الأرض الفلسطينية قال إن ذلك لا يضر بالقضية الفلسطينية.

الجريدة الرسمية