رئيس التحرير
عصام كامل

متى تصبح مديرًا فاشلًا؟!

إدارة البشر فن لا يجيده كل الناس؛ فثمة فرق هائل بين القائد والمدير؛ الأول لا يكتفى بمراقبة من يعملون معه ودفعهم لأداء مهامهم، بل يتجاوز ذلك ليجعلهم يحبون عملهم ويجتهدون للابتكار والإبداع بحب ورغبة قوية في الإنجاز، أما المدير فهو يكتفى بالمتابعة وتطبيق اللوائح حرفيًا دون النظر في ظروف وأحوال ونفسية فريق العمل الذي يتولى أمره.


البيوت أيضًا ساحة إنسانية لا يصلح لقيادتها كل البشر، وإلا ما وجدنا كل هذه الخلافات والدعاوى القضائية التي تزدحم بها محاكم الأسرة بطول البلاد وعرضها، وهنا لابد أن نعترف بأن غياب الوعى والوازع الديني والتأهيل النفسي وراء كوارث الطلاق الذي ينتهى بتشريد الأسر وتعريض المجتمع لخطر التفكك والضعف..

 

فالبيوت تدار بالودّ لا بالندّ، وبالتفاهم لا بالأمر والقهر، وبالحب لا بالتنافر والشقاق، وتسير مراكبها بالاحترام المتبادل لا بالهجر والتأديب، ويستمر بقاؤها بالتغافل والتنازل لا بالتعالى والتناطح والمكابرة، وتعيش بالود والتسامح لا بالإهمال والعناد، وتنمو الأسر وتنعم بالسعادة بالكلمة الحلوة والتضحية لا بالأنانية والتجاهل.

المدير الناجح


البيوت مؤسسة صغرى وهى أول نواة في المجتمع لكنها شأنها شأن كل المؤسسات تحتاج قائدًا ناجحًا يعرف كيف يتعامل مع كل فرد تحت مسئوليته، وهو راعٍ ومسئول عن رعيته كما في الحديث الشريف: "كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته، فالإمام راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعِ وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".


وظنى أن أسوأ مدير هو من ينجح في تحويل موظف جاء يسهم في تطوير الشركة إلى موظف جاء من أجل الراتب، وليسأل كل منا نفسه: كم مديرًا في مكان عمله لا يفعل ذلك بمرءوسيه، وكم موظف حوله لا يفعل ذلك؟!


إجابة السؤال تفسر لنا: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا، فعندنا كثيرٌ من أعداء النجاح الذين يظلون وراء الناجح حتى يجعلوه فاشلًا، بينما في العالم المتقدم يظلون وراء الفاشل حتى ينجح.. وشتان الفارق بين مدير يراقب وينصح، ومدير يتجسس ويخلق الشللية.. بين مدير يثير الأفكار ومدير يثير الأعصاب..

 

 

أو بين مدير لطيف كلامه عفٌ لسانه، وبين مدير سليط اللسان بذيء الكلام.. بين مدير يريد أفرادًا يقترحون يناقشون يطورون.. وبين مدير يريد أفرادًا يرضخون للأوامر ويتسلحون بالنفاق لا النقاش والموضوعية.. بين مدير يوجهك وفق قدراتك وبين مدير يوجهك وفق مزاجه وأهوائه.. شتان الفارق بين النجاح والفشل.. والأمثلة أمامنا كثيرة في كل المجالات!

الجريدة الرسمية