رئيس التحرير
عصام كامل

ويسألونك عن الحليف

ويسألونك عن الحليف، قل هو من يحالفنى على النصرة ويشد من عضدى ويناصرنى فى حروبى ويقف إلى جوارى سندا وظهرا وقلبا، والحليف هو الذى يحالف حليفه على التناصر والتعاضد والوقوف بقوة وقت الشدة، والحليف هو المناصر دوما.


أما قول الولايات المتحدة إن مصر حليف استراتيجى والسعودية حليف استراتيجى وقطر حليف استراتيجى وغيرهم من العرب، فإن معناه يغاير المعنى الذى تعارف عليه الناس، إذ لا يمكن أن يبتز الحليف حليفه كما يجرى منذ سنوات فى ابتزاز المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما من دول المنطقة العربية.


الولايات المتحدة الأمريكية ابتزت مصر عقب ثورة يناير باللعب مع الإخوان، وهى تعرف أن مصر ليست الإخوان، وأن الإخوان لا يمكن أن يكونوا مصر، وابتزت الرياض فى عديد من المواقف حتى خرجت العاصمة السعودية من عباءة واشنطن عبر بكين لحوار مع إيران ليصبح الحليف حرا فيما يمكن أن يتخذه من قرارات تحمى بلاده من ابتزاز متكرر وممجوج وبغيض.


مصر أيضًا خرجت من عباءة الحليف بثورة 30 يونيو رغما عن الإرادة الأمريكية التى سعت لتسليم مفاتيح مصر إلى فصيل لا يعبر عن جوهر مصر وهويتها وثقافتها، وذلك فقط من أجل استسلام البلاد عبر بوابة جماعة لا تعرف معنى للوطن ولا ترى فى الأرض والحدود مقدسات.


ما معنى الحليف الاستراتيجى إذن إذا كانت أمريكا وفى كل تاريخها تسعى لإضعاف المنطقة العربية لصالح الولاية رقم 51 وهى الكيان المحتل فى فلسطين؟ وما معنى الحليف الاستراتيجى الذى يأتى على رأس جيش غربى من أجل أن يمحو بغداد من على وجه الأرض خدمة للكيان المحتل؟


وما معنى أن نوصف بأننا حلفاء استراتيجيون لدولة لم تترك جريمة واحدة ضد الإنسانية إلا وارتكبتها فى أراضينا، دبابات أمريكا ومن اليوم العاشر لحرب أكتوبر المجيدة جاءت إلى سيناء بطواقهما من الأمريكان لنصرة الكيان الغاصب ضد جيش مصر.

جرائم أمريكا وعصابات الصهيونية


طائرات وقنابل ومدافع أمريكا كانت ولا تزال آثارها فى بقاع العراق الأبى دون جريمة يرتكبها العراقيون إلا وقوفهم إلى جوار الحق الفلسطينى، وتواصلا مع ماضى أمريكا الدموى فى بلادنا وبلاد غيرنا تصل حاملات الطائرات إلى مياهنا ومعها كل صنوف القتل من أجل حماية الاحتلال من 1500 مقاتل.


بوارج أمريكا وأساطيلها وطائرات تقبع هنا على شواطئنا لتنفرد عصابات الصهيونية بشعب أعزل وتطلق كل أدواتها الدفاعية لإسقاط صواريخ الدعم اللبنانية والعراقية واليمنية للدفاع عن هذا الشعب الأعزل، أمريكا تمد تل أبيب بقنابل محرمة دوليا لتمعن فى قتل أطفال بلا مأوى.


أمريكا تدير حربا تمنع فيها المقاومة من كل مكان دفاعا عن كيان مغتصب ضد حلفائها الاستراتيجيين، أى حلف هذا الذى يمنعك من الدفاع عن مقدساتك، عن حرمة دم الأطفال، عن طعام لنساء وشيوخ وصبية بلا مأوى ولا علاج ولا طعام، أمريكا تمنع وصول الماء إلى أشقاء حلفائها فى غزة.


أى حلف هذا الذى يرددونه كل يوم وليلة، وأى تحالف هذا الذى يحول بينك وبين أخيك فى الدم والمعتقد والهوية، وقبل هذا وذاك فى الإنسانية.. عن أى حلف يتحدثون، وهل عقمت بلادنا العربية عن ولادة موقف يغير الحليف بحليف إذا كنا لا نستطيع العيش دون حليف.


فى الوقت الذى تخرج فيها أمريكا من الإنسانية كلها بخروج آلاف المتظاهرين في ولاياتها لا تزال تتجول في عواصم العالم العربى باعتبارنا حلفاء استراتيجيين، وفي الوقت الذى ينتفض فيه أحرار العالم تمنع المظاهرات ضد أمريكا والكيان المحتل في عديد من العواصم العربية.


عن أى خزى تتحدثون؟ وعن أى نصرة تتكلمون؟ وبأى عقل يصبح القاتل وسيطا في السلام ووسيطا في المفاوضات ووسيطا يقتل بدم بارد ويقول وزير خارجيته إنه جاء إلينا باعتباره يهوديا، ويقول رئيسه إنه صهيونى وإن لم يكن صهيونيا فإنه سيصبح صهيونيا.

 


إنها الفرصة العظيمة التى يجب أن تصبح أنشودة لكل أطفال العرب بعد انتصار غزة الساحق على عصابات الصهيونية.. إنها الفرصة لإخراج الولايات المتحدة من التاريخ بعد خروجها من الإنسانية.. أمريكا خرجت بالفعل شعبيا، فما من مواطن عربى صغر أم كبر تعلم أو ظل على فطرته إلا ويحمل في قلبه بغضا وحقدا وكراهية لكل أعداء الإنسانية وأمريكا بالطبع على رأس القائمة.

الجريدة الرسمية