رئيس التحرير
عصام كامل

الإجرام الصهيوني والموقف العربي الهزيل

مازالت المجازر الصهيونية على أشدها الآن في عزة والأرض المحتلة والعدوان الغاشم الفظيع لا زال مستمرا على المدنيين العزل، والضحايا من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائزة والشباب تزداد كل دقيقة. والآلة العسكرية الإسرائيلية تعمل ليل نهار على تدمير الشعب الفلسطيني وتدمير البنية التحتية، ولم ترحم مساكن الإيواء بما في ذلك الملاجئ والمستشفيات والمدارس من عدوانهم. 

 

كل أسباب الحياة شبه مقطوعة حتى وسائل الإتصال مقطوعة. قتل ودمار وخراب وتشريد وتجويع على مدار الساعة. كل هذا يحدث تحت سمع وعلى مرآى من العالم الذي لا يحرك أحدا ساكنا. كل هذا يحدث أمام أعين منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية وكأنهم صم بكم عمي، بل هم بالفعل صم بكم عمي لأنهم يريدون ذلك الدمار والخراب، لأنه ضمن مخططهم السافر المحاك للعرب والمسلمين. 

 

كل هذا الإجرام يحدث أمام أعين الأمة العربية والإسلامية تلك الأمة العاجزة الكسيحة المتفرقة والمتناحرة والتي إبتلاها الله تعالى بمرض حب الدنيا ونسيان الآخرة، وكراهية الموت في سبيل الله تعالى. تلك الأمة التي لم تحكم بكتاب الله ولم تعمل به ولم تهتدي بهدي رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم. 

 

تلك الأمة التي تكالب معظم حكامها رؤساؤها وملوكها على حب الدنيا بعدما عمى حب الدنيا أبصارهم وبصائرهم  فآثروا مصالحهم الشخصية على المصالح العامة. تلك الأمة التي تحولت من أسود ضارية في صدر الإسلام لها القوة والغلبة والهيبة إلى أمة ضعيفة تسوقها أمريكا والغرب كيفما شاءت. 

مؤامرة صهيونية

ياحسرة القلب على ما نراه من فعل الصهاينة الملاعين من بغي وعدوان سافر  على شعب أعزل لا يجد له معين ولا نصير من قريب أو بعيد سوى الشجب والتنديد وأصوات عالية بالإنكار والتنديد ليس لها صدى، فأصوات الضعفاء لا تصل ولا تسمع. 

 

وهنا أقول بأمانة شهادة حق أنه لم يتبقى إلا مصر فمواقفها منذ أن إحتلت إسرائيل فلسطين لا ينكرها أحد، فكم من تضحيات قدمتها مصر في سبيل القضية الفلسطينية، مصر التى حاربت في 1948 وحاربت بعد النكسة وحاربت حتى إنتصرت في1973. وكم مدت يد العون والمساعدة للأخوة الفلسطنيين وكم أوقفت من عدوان إسرائيل على فلسطين، ولكن الآن ماذا تفعل مصر بمفردها في حرب تجيشت فيه جيوش الغرب وتحركت بأساطيلها نحو الشرق؟! 

 

ماذا تفعل مصر بمفردها والقواعد الأمريكية متمركزة في قلب العالم العربي والإسلامى؟! كنا نتوقع أن العرب سيكون لهم موقف شجاع قوي جرئ لرد العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر وإيقافه. كنا نتوقع إنهاء الوجود الأمريكي وإلغاء قواعدها بالمنطقة. كنا نتوقع طرد سفراء الغرب وكل من يدعم إسرائيل. كنا نتوقع إجتماع فوري لجامعة الدول العربية يخرج بقرارات حاسمة ولازمة ورسالة صريحة معلنة لإسرائيل والغرب بإيقاف العدوان الإسرائيلي. 

 

كنا نتوقع أن يعلن العرب إتحادهم ووقوفهم صفا واحد في مواجهة العدوان الإسرائيل والتهديد بمقاطعته حتى ينهي الحرب على الأبرياء. وكنا نتوقع  سحب الأموال العربية المنعشة لإقتصاد الغرب من البنوك الدولية. وكنا نتوقع وقف إمداد إسرائيل والغرب بالبترول والغاز كما حدث في حرب أكتوبر المجيدة. 

 

واعتقد أن مصر بقيادتها الحرة الحكيمة لو أنها وجدت من يقف معها من الإخوة العرب بأمانة وصدق وشرف. أعتقد أنها كان سيكون لها موقف آخر ولكن ماذا تصنع مصر بمفردها في هذا الموقف؟!

 

 

يا أمة العروبة والإسلام أفيقوا. أفيقوا قبل فوات الآوان وأنبذوا الخلافات بينكم وسارعوا في إنشاء جيش عربي موحد لمواجهة ليس إسرائيل فقط بل لمواجهة المؤامرة الصهيونية الغربية المحاكة لكم جميعا والتي بدأت في العصر الحديث بما يسمى بالربيع العربي المشئوم.. فما زالت دول عربية تعاني من آثاره. وأعلموا أن المستهدف ليست فلسطين فقط وحدها بل كل الدول العربية، وإن سقطت دولة واحدة فلن تقوم للكل قائمة.

الجريدة الرسمية